أستاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس [email protected] »الفوضي الخلاقة« مقولة رددتها وزيرة الخارجية الأمريكية منذ عدة سنوات عن منطقة الشرق الاوسط. وأصبحت حقيقة جلية الآن والفوضي الخلاقة لم يكن لها دور يذكر في نجاح الثورة المصرية عكس ما حدث في ثورات اخري بالمنطقة. ولكن الكثيرون الآن يستخدمون الفوضي الخلاقة للقضاء علي ثورة 52 يناير، والفوضي الخلاقة تعتمد في جوهرها علي نظرية الزمرة أو الجماعة وهي تعني ببساطة أن للجماعة تأثير قوي علي أفرادها وأن الفرد داخل الجماعة قد يتخلي عن سلوكه الشخصي ويسير وفقا للجماعة المحيطة وهذه الجماعة عادة يحركها قلة، وهذا ما يحدث عند التجمهر في مباريات أو مظاهرات يمكن ان يتحول شخص مسالم هادئ داخل الجماعة إلي شخص مخرب أو عنيف وهذه النظرية تستغل أو تستخدم في ملاعب الكرة أو المظاهرات وأحيانا في الحفلات الفنية من خلال تجنيد عدد قليل من الافراد وحسن توزيعهم لقيادة هتافات ضد أو الصالح شخص أو جماعة ما، وانتشر هذا الاسلوب في المظاهرات السياسية وهذا ما حدث علي سبيل المثال امام السفارة الاسرائيلية ومبارة كرة القدم بين الأهلي وكيما أسوان فمن خلال مجموعة قليلة من الافراد المأجورين المنظمين يتم قيادة قطاع عريض من العامة واستغلالهم في إحداث الشغب والعنف والتدمير وبعد ذلك يختفي المدبرون، وبالتالي فنجاح الفوضي الخلاقة يعتمد علي عاملين الأول عامل خارجي والثاني عامل داخلي. وللأسف كلا العاملين الآن متوفرين بقوة للقضاء علي الثورة المصرية ويمكن تفصيل ذلك من خلال. العوامل الخارجية: للأسف معظم القوي الكبري والصغري المحيطة بمصر تتمني وتسعي للاجهاز علي الثورة المصرية لأن نجاحها سيضر بمصالح الدول الكبري كما يغري شعوب الدول الضغري المحيطة علي محاكاة الثورة المصرية. العوامل الداخلية: وللأسف للمرة الثانية فمعظم عوامل البيئة الداخلية الآن تمثل بيئة خصبة جدا للفوضي لعدة أسباب اهمها. الشعور العام بالاحباط لدي قطاع عريض من الشعب لأن الواقع ان حكومة الثورة كانت من الضعف لدرجة انها لم تحدث اي تقدم في معظم المجالات ويمكن تلخيص ذلك كله في ميزانية الثورة الاخيرة والتي أهملت جميع أهداف الثورة وقلصت نصيب التعليم والصحة والاستثمارات في مقابل زيادة دعم الطاقة ورجال الاعمال، وبالتالي تدهورت الاوضاع والخدمات عما كانت قبل الثورة مع بطء في مواجهة الفساد وفي الحقيقة لم تقدم حكومات الثورة ما يبشر بنجاحها في تحقيق أهداف الثورة. اهتزاز هيبة الدولة ولقد اعترف مجلس الوزراء بذلك في بيانه بعد احداث السفارة الاسرائيلية وللأسف الحكومة هي المسئولة عن ذلك بداية من احداث محافظة قنا حتي مقابلة رئيس الوزراء للشخص الذي أنزل علم إسرائيل أول مرة وتكريم المحافظ له وإهدائه شقة. وللحديث بقية.