بقلم عمرو عمار مخطأ من يظن ان ما آل اليه الوطن الشقيق تونس وشعبه العظيم هو نتاج ثورة شعبية ضد الغلاء أو ممارسة كل أنواع كبد الحريات وحقوق الانسان ظلت قابعه فى أعماق الزل والهوان طيلة 23 عام وباتت الان كرة الثلج وقد تناثرت الى جزيئات كبيرة فى كل بقاع أرضها الخضراء لتعلن عن نهاية لعصر الظلم والأستبداد ولم تشفع الاصلاحات الأقتصادية أو الاجتماعية والتى وصفها العالم بأنها مزهلة للرئيس الهارب بسيناريو أحيك له التقط هو طعمه حتى يخرج من البلاد أمنا والعودة بهدوء وحتى لا يفقد القارىء أتجاه المشهد عليه أن يدرس الثورات الملونة بالكتلة الشرقيه بأوربا أبان مخطط تفكيكها وسقوط الانظمة الشيوعية بالمنطقة وأستبدالها بانظمة أنتخبتها شعوبها بأرادتهم ولكنها مواليه لحكومة أمريكا بل وتصرف مبالغ ضائلة حتى الان للحفاظ على كياناتهم والذى تبنته الصهيونية العالمية بأيادى أمريكية وبتمويل من مؤسسة قد تأسست خصيصا لتمويل هذا المشروع وهى مؤسسة فريدوم هاوس والتى ما أن فرغت من أداء دورها هناك بنجاح ساحق حتى أنتقلت الى منطقة الشرق الاوسط لأعادة صياغته بما يخدم مخططات تقسيم وتفتيت دويلاتها نحو الهدف الأكبر للماسونية العالمية وهى اقامة حكومة العالم الموحد وكان لزاما ان تتأسس أكاديمية التغيير بلندن فى 2006 الماضى كمنظمة موجهه الى منطقة الشرق الاوسط لمساعدة شعوبها نحو أقامة مجتمعات حرة تستبدل أنظمتها الديكتاتورية بأخرى ديمقراطية وقد وجهت هذة الأكاديمية نشاطها خصيصا ناحية ثلاث دول محورية بالمنطقة وهى مصر وتونس وسوريا ثم فتحت لها فرع فى قطر وفينا عام 2008 وهذة الاكاديمية تعتمد على علوم التغيير بنشر دبلومة حرب اللاعنف لأعضائها المنتشريين الان على الشبكة العنقودية التى تسمى النت والذى أطلق عليهم مصطلح النشطاء السياسيين وأعتمدت هنا على علم البرمجه اللغوية العصبية فى نقل تجارب الاخرين من التاريخ المعاصر لتطبيقها على شعوب المنطقة العربية وقد صارت منهجية التغيير على محاور رئيسية أولها مرحلة التهيأة وهى مرحلة التفريغ من الطاقة أو المضمون الدينى والاجتماعى والاقتصادى ليرد الشىء الى أصلة وبأستخدام البرمجه اللغوية العصبية يتم أعاده تصدير تعريف الشىء الى العقل الذى أصبح هنا متلقى دون ان يكون باحث للمفردات اللغوية المطابقة للمنطق والواقع ليتم غزو العقول لتاتى بعدها مرحلة بناء القدرة وهى قياس القدرة على الحشد وهو الاسلوب ذاته الذى أستخدم مع جميع الثورات الملونة وحتى لا نطيل الشرح فى أمور قد قتلناها بحثا سابقا فعلينا استيعاب حقيقة جليه وهى أننا أمام فكر ومنهجية تفلسف الام الشعوب للوصول الى التغيير وأذا ما طابقنا هذا على المشهد العام بتونس الان فعلينا أن نقتنع انها الايادى الخفية التى أحدثت الحشد وان جائت سريعا بقدر لم يكن صناعها على درايه للتقديرات على الارض بالدرجة الكافيه للتوقع بهذا النجاح الساحق ونحن هنا لسننا بصدد تقييم ما سيصل اليه الامور فى الشارع التونسى الذى تحول الى فوضى خلاقة وطبقا لنظرية ميكافيللى التى دعت اليه تلك المرأة اللعوب رايس فى 2005 والتى دعت الشعوب المكبودة الى نظرية الفوضى الخلاقة والتى سينشأ بعدها النظام وهى بالمناسبة تستخدم هنا علم البرمجه اللغوية العصبية حيث ان النظرية مع شعوب العالم الثالث ستكون وسيلة وليست غاية بمعنى ان علينا أن نتذكر مقولة الكاتب والخبير والمراقب للشئون العربية البريطانى حينما قال أنتم من تلجئون الينا طلبا للديمقراطية ونحن نأتى لكم بجنودنا ولن نمنحكم الديمقراطية وأنتم من تساعدونا على تقسيم أوطانكم وبالتالى علينا ان ندرك أن الفوضى الخلاقة الان فى تونس والتى صنعت بايادى تونيسية خالصة لن تؤدى الى النظام بل طبقا لنظرية البرمجه الغربية ستاتى لنا بأنظمة مواليه لأمريكا ليجد الشعب التونسى نفسه ما بين المطرقة والسنداد والان دعونا ننقل المشهد ذاته على مسرح الاحداث بمصر لنرى نفس الفوضى الخلاقة التى ستتولد بعد ثورة الشارع المصرى على نظامة الحاكم وهروب رأس الدولة على متن طائرته الى جده ثم ننظر الى طبيعه الأرض الطيبوغرافيا والمذاهب الطائفيه بمصر لنتسائل أسئلة مصرية خالصة 1- هل سيطالب الاخوة المسيحيين باقامة انتخابات حرة نزيهة أم سيكون لأقباط المهجر كلمتهم ليعلنوا عن مطالبتهم بأقامة دولة مسيحية بمصر 2- هل سيطالب أهل النوبة بذات الطلب أم سيدعون الى طلب حق العودة الى أراضيهم التى خرجوا منها عام 1964 وأقامة دولة نوبيه بلغتها النوبية على حدود السودان 3- ما هى خطوات جميع التيارات وقوى المعارضة مع الفراغ الدستورى الناجم عن وجوب أقامة أنتخابات رئاسية خلال 60 يوم من تولى رئيس مجلس الشعب مهام رئيس الجمهورية والدستور الحالى لن يمنحهم شرف الترشيح الحقيقى للرئاسة 4- ما هو موقف بدو سيناء من العمق الأستراتيجى لسيناء 5- ما هو موقف الجماعات الاسلامية من الشارع المصرى وحلم الوصول الى سده الحكم وقد شارفت على الوصول بهم الى حلم اقامة دولة أسلامية لا تعترف بحقوق الاقليات المسيحية ولا تعترف بحقوق المرأة ولا تعترف بالتكنولوجيا والفنون والادب والفن المشهد فى مصر سيختلف كثيرا عن عن نظيرة فى تونس وان خرجت عليهم بالامس هيلارى كلينتون لتقدم لهم مساعدات الولاياتالمتحدةالامريكية وتشير الى ان على الشعب التونسى عليه ان يقرر مصيرة بنفسه فلن يكون هو ذاته البيان الذى سيخرجون علينا به فالفرصة قد حانت مع أكبر دولة فى المنطقة للتقسيم وسنساعدهم نحن على ذلك بالاحداث الدموية التى ستنشأ بين مختلف التيارات العرقية والطائفية بالشارع المصرى فهل من مستنير وبمناسبة يوم الأستقلال العظيم المزمع المشاركة به فى ال 25 من يناير الجارى اقول لكل القوى المشاركة به أنه لو رأى الشعب المصرى أنه فى احتياج الى ثورات شعبية فنحن نطالب بثورة مصرية خالصة ولنسميها ثورة شعب بدلا من الثورات الملونة التى أوقعت بالدول الشيويعة فى اوربا الشرقيه والتى أدارها ومولها بيتر آكرمان رئيس مؤسسة فريدوم هاوس حينذاك وقد جائت هذة الثورات الملونة بحكومات مواليه للغرب وهذا ما لا يقبله الشعب المصرى العظيم لأنه يدرك أكثر مما يدركون هم عنا