قلبت وفتشت بين كتب الأمراض النفسية حتي أجد سببا لهذا الخوف أو الفوبيا الملعونة التي أصابتنا من رؤية فستان فنانة في مهرجان القاهرة السينمائي.. والفوبيا كما تعرفها كتب الطب النفسي هي خوف غير مبرر من أشياء عادية لا تثير الخوف ويكون عادة صاحب الفوبيا مدركاً تماماً بأن خوفه غير منطقي ومع ذلك لا يستطيع التخلص منه.. مثل فوبيا الخوف من الأماكن العليا وفوبيا مواجهة الجمهور وفوبيا رؤية الدم وفوبيا ركوب الطائرات.. وللحق بعدما درت وحرت أستطيع القول بأننا يمكن إضافة فوبيا جديدة لمجموعة الفوبيات في كتب الأمراض النفسية وهي فوبيا الفستان.. واهو يبقي ساهمنا بشيء! ودارت برأسي أسئلة تبحث لماذا أصابتنا فوبيا الفستان.. هل لأن الفستان غالي الثمن ونحن في ضائقة اقتصادية أم لأنه شف عن رجلي الفنانة ونحن في عز الشتا وخاف البعض أن تصاب بنزلة برد أم ربما لم يتحمل البعض رؤية الفنانة فهاج وماج غضبا عليها أم خوفا علي الفضيلة والشرف ونحن نحتل المركز الثاني عالميا في التحرش بعد أفغانستان..! عموما الفوبيا هذه المرة عدت علي خير.. ولم تقم احتجاجات أو مظاهرات لإقامة حد الحرابة علي صاحبة الفستان وجندلتها وتغريبها.. إنما أزعجتني المقالات النارية وبلاغات المحامين ضد الفستان التي فاضت بالفوبيا ورطرطت صارخة مثلما يصرخ يوسف بك وهبي في أفلامه »لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي حتي يراق علي جوانبه الدم».. وللأسف حزن البعض لأن الفنانة فلتت بفستانها ولم يراق علي جوانبها الدم..! وما أصابنا سوي بعض الكلمات أو اللكمات التي اجتهدت في تحويل مهرجان السينما إلي مهرجان غوازي وصاح البعض في وجه صاحبة الفستان »الغازية لازم تنزل».. غير عابئين بالقوي الناعمة والفن السابع وكيف تتسابق الدول في صنع سينماتها وتروج لها بكل ما تملك ولم نتذكر أن الفن السينمائي كان أحد أهم بنود الدخل القومي وأهم أوجه الدعاية السياحية والثقافية وكيف كان لنا اليد الطولي بسبب هذا الفن. واندهش لماذا لم تصبنا الفوبيا من تراجع الفن السينمائي وهبوط نسب الإنتاج وتسابق بعض الدول لاحتلال السوق المصري.. وتقزم عدد المسلسلات الرمضانية التي تدر أرباحا لا بأس بها تصب في خزانة الدولة.. ولم يصبنا أي فوبيا من البطالة التي ستصيب عددا كبيرا من العاملين في النشاط الدرامي وكيف ستتأثر العديد من أسرهم من تراجع عدد المسلسلات الرمضانية وكان موسما لهؤلاء الغلابة العاملين أما الفنانون الكبار فهم أدري بشعابهم. ما يحيرني هل يسجل علماء الأمراض النفسية في كتبهم فوبيتنا الجديدة في الوقت الذي تنام امرأة وتكشف عن سيقانها يوميا أمام إحدي المؤسسات الكبري بشارع الجلاء بالقاهرة ومع ذلك لم يكتب عنها أصحاب المقالات ولم يبلغ عنها السادة المحامون ولم تثر فوبيا الفستان أو حتي فوبيا السيقان..!