بقلم : محمد عبدالمنعم آخر حلقات مسلسل الانتحار القومي، والحضاري، والمعنوي.. وكل ما شاء من مقومات الشعوب والأمم آخر حلقات هذا المسلسل الراسبوتيني تجلي خلال الأيام الأخيرة في مطالبة بعضهم بمصادرة وإعدام قصص »ألف ليلة وليلة« التي لا يمكن أن يكون هناك إنسان واحد علي امتداد العالم العربي الفسيح لم يتأثر ويتفاعل بواحدة من هذه القصص الخيالية الرائعة! ومن منا لم يتأثر، ويتفاعل، بحكايات شهرزاد أو قصة »علي بابا والأربعين حرامي«، أو قصة »علاء الدين والمصباح السحري« أو قصة »سندباد«.. الخ. إن هذا العمل الفني الخالد الذي تم كتابته فيما بين القرن ال 41 والقرن ال 61، وكان أن تنبهت له أوروبا فقام الفرنسي أنطوان جالان بترجمته إلي الفرنسية في عام 4071، وفي بريطانيا في عام 5881 قام السير ريتشارد بيرتون لا علاقة له بالممثل الراحل ريتشارد بيرتون بترجمة ونشر النص الكامل لهذا العمل الفني المتميز الذي أفرزه العالم العربي! ليس هناك في العالم كله من لا يعرف ان الخيال يعمل علي تفتيح عقول الناس وتوسيع ادراكاتهم، وأن العقل البشري لآخرين غير أولئك الذين اعتمدوا علي الخيال وحده يستلهم من هذا الخيال ما يمكن أن يتحول إلي حقيقة واقعة ونافعة، وفي هذا السياق لا يمكن أن نتجاهل فكرة »البساط السحري« وعلاقتها بفكرة الطيران، بل وأكثر من هذا فإن رحلات الفضاء تم استلهامها من أعمال كاتب الخيال العلمي »جول ڤيرن«، وعندما وصل رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج إلي سطح القمر كان يصحب معه كتابا لجول ڤيرن تضمن وصفا دقيقا لهذا الإنجاز التاريخي للإنسان! هكذا يتعاملون هناك مع أعمالهم الفكرية والخيالية، ولذلك أصبحوا ما أصبحوا عليه الآن من تقدم في جميع المجالات، أما عندنا فلا عجب ولا غرابة مما أصبحنا عليه طالما كان هناك من بيننا من يطالب بمصادرة وإعدام مثل هذا العمل الفني العالمي... والخالد رغم أنوفهم جميعا!