٫ثقيل علي النفس، مؤلم تماماً، يصدمنا وزير التعليم الدكتور طارق شوقي بقوله: »احنا بنشحت علشان نعمل مقاعد للطلاب.. ». الوزير لا يتخفي من حقيقة مخجلة، الحكومة تتسول، الحكومة تمد يدها سائلة الأغنياء والميسورين بحسنة قليلة تمنع بلاوي الجهل. أرجوكم لا تردوا الوزير إذ تحنن، وتقولوا يحنن، تبرعوا لبناء مدارس وفتح فصول وتهيئة مقاعد، وتوفير أدوات مدرسية، الحكومة تغزل برجل حمار، وغُلُب حمارها، ووضعت أصابعها العشرة في الشق، ننفق المليارات علي الدروس الخصوصية ونقول للوزير يحنن ! أقول قولي هذا وأنا في حزن مقيم من مقولة الوزير، كيف يعقل هذا وفي ظهرانينا مليارديرات يشار إليهم بالبنان في المراجع الاقتصادية العالمية، كيف يقال هذا وكل رجل أعمال يرعي جامعة تدر عليه الملايين سنوياً، ويستخسر استثمار بعض هذه الملايين في بناء مدرسة أو اثنتين تبرعاً. كيف هذا، وفي الجوار من أثري بالمليارات من تقسيم أراضي الدولة في كومبوندات مليونية، اعتبرها زكاة الكومباوند، مثل زكاة المال، وتبرع باللقم تزيح النقم، ما دهاكم والوزير يتسول مقعداً لتلميذ يجلس عليه يتلقي دروسه، هل يهون عليكم هذا الذي تتري فيه العملية التعليمية، يعني لا بتدفعوا ضرائب تصاعدية ولا بتبنوا مدارس قاعدية، كده كتير، عار عليكم، ألا تسمعون عن تبرعات أثرياء الغرب لصالح العلم والتعليم والبحث العلمي، صم بكم عمي، عاملين من بنها، فقط ترقبون الأسواق لاصطياد فرصة تسنح لتزيد الأرصدة، وهل من مزيد؟ لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا حياة ولا حياء، كله طناش، يحنن، نادينا بتوجيه » زكاة المال » لعام واحد إلي بناء المدارس، أو نسبة مقدرة كل عام لفتح فصول، ونادينا علي المراجع الدينية أن تتبني هذه الدعوة، أو تدعو الناس للتبرع لبناء المدارس، ولكنهم مشغولون ببناء المساجد والكنائس! والله حالنا يغم، هناك من يكتفي بالفرجة علي الوزير وهو يتسول علي أولادنا، يجلس علي حائط الفيس بوك ويسمع زيطة كثافة الفصول، وفصول العراء، والفصول الطائرة،ولا تقشعر شعرة في جسده، وكأنهم ليسوا فلذات أكبادنا. ناس عجيبة لا بترحم الوزير ولا بتتبرع، ولا حتي تسكت عنه وهو يتسول، طارق شوقي هدف، لوحة نيشان، ينظرون في التعليم ولا يتبرعون، يتفلسفون وإذا كبش أحدهم النار التي كبشها الوزير لولوا الأدبار خوفاً وطمعاً في السلامة. المنظرون كثر، والمتبرعون ندرة، نقضيها تنظير وجدال ونقاش، والشتاء يدق البيبان، وشبابيك الفصول بدون زجاج، وبدون أبواب، واهري في المهري، ونظّر في المتنظر، والتابلت متأخر لنقص الإمكانيات، والعام الدراسي شارف علي الانتصاف والجدال محتدم حول جدوي مشروع الوزير شوقي لإنقاذ التعليم في مصر، استقيموا يرحمكم الله.