لو تعثرت دابة في ارض العراق لسئل عنها ابن الخطاب لما لمَّ يمهد لها الطريق؟.. تذكرت هذه المقولة وانا اعيش مأساة بنات معهد فتيات عنيبس الاعدادي الثانوي علي مدي عشرين عاما دون ان يتحرك مسئول من الازهر الشريف لانقاذ 800 طالبة من البهدلة والتعرض للمعاكسات بسبب اجبارهن علي الدراسة في معهد البنين.. اعرف ان العالم الجليل الدكتور احمد الطيب سوف يصاب بالذهول من السطور القادمة وربما يجري تحقيقا في هذه المهزلة.. سيدي الامام الأكبر.. في عام 1992 تصدع معهد عنيبس الاعدادي الثانوي للفتيات بفعل الزلزال الذي ضرب مصر.. تم اخلاؤه حرصا علي حياة الطالبات وصدر قرار بنقل الطالبات للدراسة في معهد البنين بعد تخصيص طابقين لهن ووقتها قرر المسئولون ان بناء المعهد الجديد لن يستغرق شهورا وان الدراسة سوف تبدأ مع العام القادم.. لكن للاسف العام القادم لم يأت حتي الآن. ضاعت الاموال المخصصة لبناء المعهد منذ عشرين سنة وتدخل بعض اعضاء مجلس الشعب بنفوذهم لتحويل الاعتماد المخصص لمعهد عنيبس لبناء معاهد اخري في بلادهم .. وعندما تولي فضيلة الامام الجليل الدكتور الطبيب مقاليد الامور جاء الفرج وتم اعتماد مبلغ لبناء المعهد لكن يبدو ان ذيول الفساد مازالت موجودة.. مهندس بادارة سوهاج الازهرية يصر علي ايقاف المراكب السائرة.. طلب رسوما من هيئة المساحة بتكلفة 3500 جنيها.. ابدي الشيخ سيد أحمد ابراهيم والشيخ سيد صالح المدرسان بالمعهد استعدادهما للتبرع بالمبلغ.. رفض منتظرا الاعتماد من الازهر وتمر الايام والشهور واهالي القرية تحفي ارجلهم في التردد بين المنطقة الازهرية بسوهاج ودواوين مشيخة الازهر بالقاهرة لكن الامر مازال محلك سر.. سيدي شيخ الازهر بناتك يضطررن لقضاء حاجتهن في الحقول بعيدا عن اعين الطلاب.. اتمني ان تدك بقرار منك حصون الفساد حتي لا ننتظر عشرين عاما جديدة حتي يتم بناء معهد فتيات عنيبس الازهري.