لندن - وكالات الانباء : ادلي الناخبون البريطانيون امس باصواتهم في انتخابات مهمة توقع الخبراء ان تشهد اقبالا غير مسبوق (70٪) فقد فتح 50 ألف مركز اقتراع في انحاء البلاد ابوابها امس امام الناخبين البالغ عددهم اكثر من 45 مليونا للتصويت في انتخابات تشريعية يتوقع ان تسفرعن برلمان بلا اغلبية للمرة الاولي منذ 36 عاما. وتحتدم المنافسة في الانتخابات بين حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الحالي جوردون براون (59 عاما) وحزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة نيك كليج.وكان من المقرر ان تغلق مراكز الاقتراع عند منتصف الليل علي ان يتم البدء في اعلان النتائج اليوم الجمعة. ويختار الناخب البريطاني من بين 4149 مرشحا يطمحون لدخول البرلمان إضافة إلي ممثلي المجالس البلدية. وتوقع نحو مائة استطلاع للرأي في الاسابيع الاخيرة هزيمة حزب العمال بعد 13 عاما في السلطة متأثرا بعدم شعبية زعيمه براون. وتعهد قادة الأحزاب الثلاثة الكبري في جولاتهم المحمومة في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية البريطانية بالتغيير أو بالاستمرارية. وحث براون زعيم حزب العمال الذي يأمل أن يبقي حزبه في الحكم لولاية رابعة الناخبين علي أن "لا يجازفوا بالانتعاش الاقتصادي" البطيء الذي بدأ في بريطانيا.وقضي زعيم المحافظين ديفيد كاميرون ليلته في جولة علي المصانع والمخابز ومحطات الإطفاء، وحث الناخبين علي اختيار "حكومة جديدة لها الطاقة والأفكار والقيم التي تستطيع التقدم ببلدنا". أما زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليج الذي يُقدّم في صورة من سيرجّح كفة أحد الحزبين الرئيسيين في أي تحالف مستقبلي لتشكيل الحكومة، فخيرهم بين "سياسات الماضي.. وشيء جديد ومختلف للمستقبل". ورفض كليج، الذي يقدم نفسه علي أنه صاحب طريق ثالث، مصطلح "صانع ملوك"، وقال للصحفيين "هناك 45 مليون شخص لهم حق التصويت، وهم 45 مليون صانع ملوك. لست صانع ملوك ولا ديفيد كاميرون ولا جوردون براون". ووصف كليج الحملة الانتخابية بأنها "الأكثر إثارة خلال جيل من الزمن". وترجح استطلاعات الراي فوز المحافظين الا ان تقدمهم لن يكون كافيا للحصول علي الغالبية المطلقة في مجلس العموم اي 326 نائبا علي الاقل من اعضاء المجلس النيابي ال650 وهذا السيناريو الذي لا يحصل فيه اي من الاحزاب علي الغالبية المطلقة والذي لم يتحقق منذ 1974 يطلق عليه البرلمان "المعلق". وتوقعت نتيجة وسطية للاستطلاعات نشرت الاربعاء قبل فرض التعميم الانتخابي حصول المحافظين علي 35٪ من الاصوات مقابل 29٪ للعمال و26٪ للاحرار. وتعطي هذه النتيجة للعمال العدد الاكبر من المقاعد (272) مع تقدم طفيف علي المحافظين (270) ومقابل 79 للاحرار.وهذه النتائج المتقاربة قد تعود بالفائدة علي حزب الديمقراطيين الاحرار.ويذكر انه في مجلس العموم المنتهية ولايته يملك العمال 345 مقعدا والمحافظون 193 والاحرار الديموقراطيون 63 مقعدا. وكان موقف حزب العمال قد تحسن امس الاول في استطلاعات الرأي. وتعني المفاجآت التي ربما يحدثها النظام البرلماني البريطاني ان حزب العمال قد يحل في المركز الثالث من حيث نصيبه في عدد الاصوات لكنه يظل أكبر كتلة في البرلمان. ويمكن لهذا السيناريو ان يمنح حزب الديمقراطيين الاحرار فرصة الامساك بميزان القوي ومن المؤكد انه سيضغط من أجل الدفاع عن قضيته الخاصة باصلاح النظام الانتخابي وتقريبه أكثر الي نظام القائمة النسبية.وأعلن كليج زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار انه سيجد صعوبة في التعامل مع براون اذا حل حزب العمال في المركز الثالث لكنه لم يستبعد التعاون مع زعيم اخر لحزب العمال او مع المحافظين. ويشاطر الديمقراطيون الاحرار حزب العمال القلق من خفض الانفاق قبل ان يتحقق الانتعاش الاقتصادي كما ان حزب العمال هو أكثر انفتاحا لفكرة اصلاح النظام الانتخابي من حزب المحافظين. وكشفت عدة صحف للمرة الاخيرة امس عن ميولها وتصدر عنوان "املنا الوحيد" صحيفة صن مع صورة لكاميرون مذكرة بحملة اوباما الانتخابية. وكتبت صحيفة "ذي دايلي ميرور" الي جانب صورة لكاميرون "هل حقا سيصبح رئيسا للوزراء".