في خطوة من شأنها اعادة هيكلة الحياة السياسية في العراق يتوجه اليوم قرابة 18 مليونا و900 ألف ناخب إلي صناديق الاقتراع لانتخاب 325 نائبا بالبرلمان الذي سيتولي تشكيل حكومة جديدة وتسمية رئيس جديد للبلاد. واعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق انه سيتم اعتبارا من الساعة السابعة صباح اليوم فتح ابواب ثمانية آلاف و920 مركزا انتخابيا لاستقبال الناخبين حيث يتنافس في الانتخابات نحو ستة آلاف و292 مرشحا بينهم ألف و813 امرأة. وأوضحت أن عدد وكلاء الكيانات السياسية المعتمدين لديها بلغ 393 ألفا و661 وكيلا يمثلون 550 كيانا فيما وصل عدد المراقبين المحليين نحو 99 ألفا و469 يمثلون 395 منظمة محلية بينما بلغ اجمالي المراقبين الدوليين 1447 مراقبا ينتمون لحوالي 35 منظمة دولية. وفرضت السلطات العراقية حظر تجول في البلاد ابتداء من مساء امس اقتصر علي السيارات والمنافذ البرية والجوية والبحرية وقررت أن يمتد هذا الحظر حتي غد وذلك ضمن تدابير أمنية مشددة يشارك فيها أكثر من نصف مليون من قوات الجيش والشرطة. ورغم هذه التدابير اصيب شرطي عراقي أمس اثر قصف مركز انتخابي في مدينة تكريت شمالي بغداد بقذيفة هاون فيما لقي سبعة اشخاص مصرعهم واصيب 54 معظمهم من الايرانيين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة النجف جنوب العاصمة. وعلي صعيد التصويت الخاص بقوات الجيش والشرطة والسجناء والمرضي العراقيين الذي جري الخميس الماضي اوضحت صحيفة "الصباح" الحكومية أمس ان النسبة الأولية لنتائج هذا التصويت تجاوزت 65 في المائة من اجمالي الناخبين وذلك في وقت تتواصل فيه عمليات الاقتراع لعراقيي المهجر حيث بدأت امس الاول. وقال فارس محمد علي رئيس مكتب الانتخابات العراقية في مصر ل "روز اليوسف" إن حوالي 12 ألف ناخب ادلوا بأصواتهم في الانتخابات لافتا الي وجود اقبال من الناخبين في لجنتي مدينة نصر و6 أكتوبر فيما تشهد لجان الرحاب والجيزة والاسكندرية والمنصورة ضعف اقبال من الناخبين. وأوضح ان وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي وأعضاء السفارة العراقية ادلوا بأصواتهم في لجنة مدينة نصر بحضور وكلاء الكيانات السياسية مشيرا الي ان اقبال النساء علي الاقتراع أكبر من الرجال. في الوقت ذاته، شهدت لجان الانتخابات في الاردن اقبالا كثيفا من الناخبين العراقيين المقيمين هناك مقابل اقبال ضعيف في سوريا حيث اشتكي عراقيون من عدم تمكنهم من التصويت جراء مطالبتهم بوثيقتين لاثبات جنسيتهم العراقية. من جانبها، اعلنت الأممالمتحدة ان النتائج الأولية لانتخابات العراق ستبدأ في الظهور في 18مارس الحالي في حين أن النتائج النهائية لن تعرف قبل أواخر الشهر الجاري. وفي غضون ذلك ألمح الرئيس العراقي جلال طالباني الي انه يتوقع ان يحتفظ بمنصبه بعد الانتخابات وقال لهيئة الاذاعة البريطانية إنه يعتقد كذلك أن الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات لن تكون حكومة وحدة وطنية كسابقتها، بل ستكون حكومة اغلبية. فيما أكد طارق الهاشمي، النائب السني للرئيس العراقي أن حدوث انقلاب عسكري، يبقي احتمالا قائماً، إذ تدهورت الاوضاع اكثر، او ان الحزب الحاكم الذي ينفرد بالهيمنة الحصرية علي القرار العسكري والأمني، قد يغامر باستخدام القوة العسكرية، لتعطيل التداول السلمي، خصوصا ان اشارات مزعجة من بعض كبار قيادييه، تؤكد عدم استعدادها للتنازل عن السلطة، إذا ما جاءت نتائج الانتخابات بغير ما تشتهي.