أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لا يمكن لأحد أن يفرض علي المصريين مسارا لا يرغبون فيه لأن الإرادة الشعبية هي الفيصل.. قائلا : »إنه لم يكن في مصر سوي إرادة الشعب المصري في 2011 و2013».. موضحاً أن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة جدا وتتطلب التكاتف والبعد عن الانقسام. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقده الرئيس السيسي صباح أمس مع ممثلي وسائل الاعلام الدولية علي هامش منتدي شباب العالم بشرم الشيخ. وقال الرئيس: »إن أية دولة تعطي مصيرها للمجهول لا تنتظر سوي الضياع وحتي في حالة عدم قبول الأوضاع»..مضيفا : »إن التغيير للأفضل يخضع لتجربة مرت بها مصر التي كانت علي المحك ولكن الله حفظها وبالتالي لا يجب أن نخوض تجربة أخري تؤدي إلي ضياع البلاد». ودعا كل الدول العربية إلي ضرورة أن تحافظ علي بلادها..قائلا : »إن إعادة الإعمار تحتاج إلي إمكانات وربما ليبيا لديها إمكانات، أما سوريا واليمن فتحتاجان إلي برنامج كبير». وأعرب السيسي عن تمنياته بأن يناقش الإعلام المصري وشبكات التواصل الاجتماعي الكلام الذي يقوله ليجري بشأنه نقاش مجتمعي ليس ليكون هناك صوت واحد وإنما لأنه صوت واع وأمين ومخلص وشريف ويريد زيادة وعي كل شباب وشعب مصر ليدرك قضاياه ومسار حلها.. مؤكدا أن المهنية في الإعلام تتطلب مزيدا من العمق والحديث مع عناصر لها الخبرة الكافية بالمواضيع التي تتحدث عنها والحل لا يكون أبدا بتغيير القيادة والوقوع في يد جماعات تتجه بالبلاد لإقامة دولة دينية تتصف بالتمييز وعدم التكاتف مع الآخرين. ودعا الإعلام المصري والخارجي إلي النظر في حجم الإنتاج والتصدير وزيادة السكان ومقارنتها بزيادة الإنتاج عند الحديث عن زيادة الأسعار.. قائلا :»في حالتنا طبيعي أن تكون هناك أزمة أو زيادة في الأسعار في ظل الأوضاع الراهنة». تطوير النقل وأشار السيسي إلي أن تطوير النقل يحتاج أموالا طائلة.. لافتا إلي أن تطوير الخط الأول للمترو يحتاج 30 مليار جنيه..قائلا : »إن إقامة المشروعات يتم باللجوء إلي قروض وسعر الخدمة ليس اقتصادياً وبالتالي لا يحقق ربحا أو يغطي تكاليفه مثلما هو الحال في الدول الغربية بالتالي طبيعة المشكلات تختلف». وشدد علي أن حل المسائل يتم بمواجهة التحديات بشكل حقيقي وأمين..موضحا أنه طرح عليه افتتاح خط مترو أنفاق مصر الجديدة منذ 8 شهور ولكنه رفض لأن تكلفة التذكرة غير اقتصادية مما يضر بالخط لأن تكلفة التذكرة ضعف السعر الحالي. ولفت إلي أن المعارضة تهدف فقط إلي الوصول للسلطة وعندما تتولي السلطة تفاجأ بحجم المشكلات..قائلا : »لا أريد صوتا مؤيدا لي، وإنما أريد الصوت المؤيد لمصر وأمنها واستقرارها من خلال دراسة الإعلام للملفات بصورة مستفيضة وهذا أمر لا يتوافر حاليا وكنت أري الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل هو فقط الذي يتناول موضوعاته بعمق شديد». وقال السيسي : »إن هناك توصيفا غير حقيقي للوضع في بلادنا وهناك تصوير خاطئ من أن الحل ربما يمكن أن يتم باستخدام العنف واستخدام العنف ضد الدولة لإقامة ما يسمونه دولة الخلافة وهذا أمر غير سليم»..لافتا إلي أن الإرهاب ينشط عندما تضعف أجهزة الدولة الوطنية وهذه الأعمال تستخدم لتحقيق أهداف سياسية. وشدد الرئيس علي أن انضمام عناصر من الشباب للجماعات الإرهابية في العالم حالة موجودة حذرت منها مصر علما بأن الإرهاب يمس العالم وأمنه، ولكن وقتها كان للإرهاب تأثير محلي فقط، والدول التي وقعت فيها أزمات أصبحت حضانات لتوالد مزيد من العناصر والجماعات الإرهابية. الخطاب الديني وشدد مجددا علي أن الخطاب الديني يحتاج تصويبا حتي لا يتم استغلاله في جذب شباب للتطرف والإرهاب.. قائلا : »لقد قلنا في الأممالمتحدة أنه يجب العمل علي وقف استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في جذب مزيد من الشباب للتطرف والإرهاب والأمر لا يقتصر علي المنطقة العربية فقط». وحول منتدي الشباب العالمي المنعقد في شرم الشيخ.. قال السيسي: إن منتدي الشباب الدولي يقام سنويا ولكننا نعقد مؤتمرات داخلية للشباب كل شهر ونصف لنتحاور مع الشباب كي يدركوا حجم مشاكلنا، والإعلام المصري لا يتحدث عن أن الزيادة السكانية هي أحد أسباب مشاكلنا الراهنة..موضحا أن الدستور في مصر تم صياغته بإرادة من المصريين وتمت وضع الآليات والقوانين في إطاره. ودعا الإعلام إلي مناقشة قضية التعليم في مصر بشكل علمي وموضوعي متكامل لكي يتم تحقيق الأهداف المرجوة..قائلا : »إن ما حدث في مصر خلال السنوات ال7 سنوات الماضية أثر علي منظومة أداء الدولة المصرية وأجهزتها، وبالتالي فإن تناول المراقبين لنا يتم بعينهم هم وإمكاناتهم وليس بأعيننا أو إمكاناتنا وظروفنا»..مطالبا الإعلام للقيام بدوره في توعية المصريين بأسباب التراجع في ال40 عاما الماضية حتي لا يترك الساحة لدور سلبي لوسائل التواصل الاجتماعي. وقال : إن إصلاح التعليم يهدف لإنشاء شخصية مصرية متوازنة تقبل بالاختلاف والتنوع وهذا يتطلب بعض الوقت عبر العديد من البرامج وإذا لم نصلح التعليم والخطاب الديني ستظل هناك فجوة ثقافية أو حضارية ونقوم بخطوات في التعليم والثقافة تواكب الإجراءات الأمنية ونجحنا في تحقيق قدر مناسب من الاستقرار وزيادة وعي الناس بأسباب مشاكلنا ومنع انجراف البعض للتطرف والإرهاب وحدث تطور في تركيبة الوعي الديني للمصريين سواء مسلم أو مسيحي والإيمان علاقة بين البشر ورب البشر دون تدخل من أحد»..مضيفا : »في 30 يونيو 2020 ستجدون مؤسسات ثقافية ضخمة منها 3 من أكبر متاحف العالم وبنية ثقافية ضخمة». تنسيق مصري- عربي وشدد السيسي علي أن مصر لم تنكفي علي نفسها في الداخل.. قائلا : »نحتاج أن ننظر للتطورات التي وقعت في المنطقة والوضع صعب ومعقد جدا والقدرة علي التحرك والتأثير مرتبطة بتحركات الآخرين والأزمات في ليبيا واليمن تتداخل فيها أطراف إقليمية ودولية». ونبه إلي أن التحرك المصري والعربي قد لا يحقق الأهداف المرجوة في قضايا موجودة من 7 أو 8 سنوات وهناك صعوبة في إيجاد مخرج لهذه الأزمات وهناك أزمات تمتد منذ 30 و40 سنة في دولة مثل الصومال نتيجة تشابك المواقف..لافتا إلي أنه كلما طالت الأزمة كلما صعب إيجاد حل لها والأمر لا يتعلق بتراجع للدور المصري.. مؤكدا علي أن التحرك المصري مرتبط بالقدرة علي التأثير وعلي الإمكانات. وقال : »إن حل هذه القضايا لم يعد بيدنا وحدنا بشكل مطلق، ولولا سرعة استقرار مصر لزادت الأمور تعقيداً، وهناك دول في المنطقة خرجت من المعادلة الإستراتيجية وانكشف الأمن القومي العربي والوزن العربي». وتابع : »إن الدول التي يسودها عدم الاستقرار مثل الصومال لو تم حل مشكلتها منذ 20 عاما لما وصل حجم الجماعات الإرهابية لما هي عليه الآن.. وإذا كان الإرهاب خطرا حقيقيا علي الإنسانية فعلينا أن نؤجل الخلافات ونحل الأزمات في ليبيا والعراق وسورياوالصومال وأفغانستان وإلا ستستمر بؤرة الإرهاب في التزايد». وبشأن العلاقات العربية.. قال السيسي : »إن حجم الاضطراب في المنطقة يدعونا إلي التكاتف والتنسيق بصورة أكبر لأن الوضع في المنطقة (هش) ومصر قريبة من السعودية وكل دول الخليج، والاختلاف لا يجب أن يؤدي إلي ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا مما يتطلب أن تزداد الدول المستقرة استقرارا ويزداد التعاون والتنسيق لكي نصل إلي إنهاء البؤر المشتعلة في المنطقة». وأضاف: »نريد المزيد من الاستقرار والقوة وإذا تعرض أمن الخليج للخطر يقبل الشعب المصري تحريك قواته لمؤازرة أشقائه لحماية أراضينا وأمننا القومي، ومن المهم أن تدرك الشعوب العربية المخاطر التي تمر بنا لتتكاتف معنا في هذه المرحلة أكثر من أي وقت آخر وتكون ظهيرا وسندا لحكامها». ووجه حديثه إلي الأردن ولبنان والسعودية والإمارات والكويت.. قائلا : »نحتاج إلي أن نكون مع بعض أكثر وأن تكون الشعوب سندا لأمن واستقرار بلادها». وأشار السيسي إلي الملفين السوري والليبي قائلا : »إنه كلما استمرت الأزمة كلما صعب إيجاد حل لها، وأدي الأمر بأطراف كثيرة للتدخل والتحرك، وأود القول للدول العربية التي لم تتعرض لأزمات أن تنتبه وتحافظ علي بلادها حتي لا نحتاج إلي تدخل أحد، وعليها مراعاة عدم التدخل في شئون الدول الأخري وعدم التآمر والحفاظ علي وحدة الدول لأن الانقسام سيؤدي لعدم الاستقرار لسنين طويلة قادمة». وقال : »إنه لا دور للميليشيات والجماعات المسلحة ولا توجد سياسة مجردة وإنما الأمر يتعلق بالمصلحة القومية لمنطقتنا ولا أحد يقبل وجود ميليشيات مسلحة داخل دولة ما لأن هذه الميليشيات لها توجه معين.. والتوجهات يجب أن تعبر عنها الأحزاب بعيدا عن استخدام السلاح». وحول رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي..قال السيسي :»إن الاستقرار هو مهمة الجيش الوطني الليبي ونحن ندعمها في مصر كدولة لها حدود مباشرة ولا نتدخل في ليبيا ولكن جهودنا تدعو لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. صفقة القرن وعن صفقة القرن..قال الرئيس : »ليس لدينا معلومات نستطيع قولها وأقول إنه تعبير أطلق لأن القضية الفلسطينية هي قضية القرن وبالتالي حلها سيكون بمثابة صفقة القرن، وليس لدي تفاصيل ونؤكد علي الموقف المصري الداعم لقيام دولة فلسطينية في إطار يحفظ الأمن للمواطن الفلسطيني ومستعدون لقوات عربية أو دولية أو حفظ سلام والمهم إعطاء الأمل للفلسطينيين وإذا كان هناك طرح آخر فقبوله يختص به الفلسطينيون ولا نستطيع أن نفرض علي الفلسطينيين حلا معينا ومصر لا تقبل ذلك وإنما نسهم في التيسير للوصول إلي حل يقبله الفلسطينيون». وحول العلاقات مع الإمارات.. قال : »إن علاقات مصر مع الإمارات والخليج طيبة جدا جدا منذ أيام الشيخ زايد رحمه الله، والعلاقات مع دول الخليج أكثر من طيبة ونتعاون في مجالات مشتركة ولكن الأمور لا تتحقق في يوم وليلة». وحول العلاقات المصرية الإثيوبية..قال السيسي : إنه حدث تغير كبير في إثيوبيا خلال الفترة الماضية وتواصلنا مباشرة مع القيادة الجديدة ولمسنا تغيرا كبيرا ونرغب في تحويل هذا الكلام الطيب إلي اتفاقية ملزمة، وقلنا إننا في مصر ندعم جهود التنمية لدي الأشقاء الأفارقة ولكن لَيس علي حساب حياة المصريين وما سمعناه كلام مطمئن جدا نريد تحويله لإجراءات ووثائق لأن العلاقات بين الدول تبني علي ذلك وليس النوايا». الاتحاد الأفريقي وحول رئاسة مصر للدورة القادمة بالاتحاد الأفريقي..أشار السيسي إلي سؤال تلقاه من أحد الشباب الأفريقي حول العملة الموحدة وكانت إجابته أنه لكي ننجح يجب أن نكون واقعيين وسنبدأ بالأحلام المعقولة مثل وضع إطار لحل النزاعات في القارة..مشيرا إلي أن جهود الإصلاح الهيكلي للاتحاد بدأت منذ سنوات وستتواصل خلال رئاسة مصر بالتأكيد. وأعرب الرئيس عن إعجابه بفكرة إقامة كيان دائم لمنتدي شباب العالم ؛ لأنه أيضا يحمل رسائل إيجابية للعالم كله حول التكامل ويجب التحرك به بشكل أسرع والمسار يمشي بشكل جيد. وردا علي سؤال حول قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي.. قال السيسي : »إن المملكة العربية السعودية أكبر من أن يهز أحد استقرارها، ونحن معها لتحقيق الاستقرار والأمن، والخارج ليس هو من يحافظ علي استقرار الدول ولكن الداخل، ونحن مطمئنون للإدارة الحكيمة والرشيدة للملك سلمان، ويجب أن ننتظر كلنا للتحقيقات حول القضية لأن الإعلام قام بدور غير إيجابي ويجب أن نثق في حكمة وشجاعة الملك سلمان وننتظر أجهزة التحقيقات سواء في المملكة أو الدولة التي وقعت بها الحادثة لإعلان الحقائق ونتعامل بميثاق شرف إعلامي لاستبيان الحقائق». وحول ما تتعرض له مصر من هجوم من الاعلام الدولي خلال حربها علي الاٍرهاب..قال السيسي : لدينا أزمة في آليات التواصل مع الاعلام الخارجي.. لافتا إلي ان كافة وسائل الاعلام الأجنبية سترحب بالاستماع الي كل الآراء..موضحا ان العمل الجيد في مصر لا يصل بوضوح الي وسائل الاعلام الأجنبية.. داعيا الاعلاميين ووزراء الحكومة للتواصل الفاعل وإيضاح الحقائق للخارج. وقال: من فضلكم جميعا يجب أن نستوعب أن التغيير يتطلب وقتا كبيرا ولا يوجد معدلات أداء في العالم بقدر مصر في كافة المجالات ورغم ذلك لا يرضي المصريين لأنهم يريدون اكثر من ذلك بكثير. وردا علي سوْال حول تعديل قانون المجتمع المدني.. أوضح الرئيس أنه وعد بأن هذا الأمر محل إجراءات تنفيذية حقيقية والبرلمان يدرسه بالفعل. مصر 2020 وعن ملامح مصر الجديدة في 2020 التي تحدث عنها الرئيس في أكثر من مناسبة.. قال السيسي: نعمل منذ أربع سنوات ووضعنا مدي زمنيا في 30 يونيو 2020 لانتهاء كافة البرامج وتقديمها للمصريين فاليوم لدينا مشروع لتطوير التعليم ولكن البنية مازالت لا تتلاءم مع ظروفنا حتي في مستوي التنسيق مع الدول الأخري من أجل التطوير وهناك برامج وخطط كاملة سيتم تقديمها للشعب المصري في هذا التوقيت المرحلة الأولي من العاصمة الجديدة و14 مدينة. وتابع: الحكومة المصرية بالشكل والمضمون الجديد بتجهيز الحكومة الذكية والإلكترونية وتأهيل العناصر ذات الخبرة بعد انتقائها ونقل أجهزة الدولة وتفريغ العاصمة والإسكندرية ومدن بالصعيد والانتهاء من البنية القومية في الموانيء والمطارات والسكك الحديدية والمترو والطرق والكباري، بحيث نقول إننا في هذا التاريخ أن مصر خالية من فيروس سي وكنا الأعلي إصابة ونبدأ في برنامج التأمين الصحي الشامل وإذا تحدثت عن كل شيء يتم تقديمه سنستغرق وقتا طويلا، كما سيكون هناك مدينة فنون وثقافة في العاصمة الجديدة والعلمين.. والمصريون عندما يقومون بعملهم بشكل جيد جدا، وضعف الإمكانيات والموارد ليس حائلا أمام فكرة جيدة.