قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر لن تنكفئ على نفسها بالداخل، مشيرًا إلى أن واقع المنطقة صعب، ونحتاج إلى النظر إلى المنطقة والتطورات التى حدثت فيها، لافتًا إلى أن الأمن القومي العربي قبل عام 2011 مختلف عن بعده، لافتًا إلى وجود تنسيق بين مصر وأشقائها في الأردن والخليج. أضاف السيسي، خلال اللقاء الذي عقده، ظهر اليوم الثلاثاء، مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، على هامش منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، أن الواقع صعب للغاية والقدرة على التحرك مرتبطة بتحركات وتأثيرات الآخرين، موضحًا أن التحرك المصرى، أو حتى العربى، ربما لا يقوم بالأهداف التى نتمناها من سرعة حل القضية، لأن العناصر المتشابكة داخل هذه الدول تمثل صعوبة كبيرة فى إيجاد مخرج لها. أضاف السيسي، أن هناك دولًا لديها أزمات عمرها 30 و40 سنة "ومخلصتش"، لافتًا إلى أن كل أزمة تستمر فترة طويلة يصعب إيجاد حل لها بسهولة، متابعًا: "تحركنا مرتبط بقدرتنا على التأثير، وقدرتنا على التأثير مرتبطة بإمكاناتنا،والقضايا مبقاش حلها بإيدينا فى المطلق". قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: "إننا بجانب أشقائنا فى الخليج قلبًا وقالبًا، وأنه إذا تعرض أمن الخليج للخطر ولتهديد مباشر من جانب أى أحد، فإن شعب مصر، قبل قيادته، لن يقبل بذلك، وسوف تتحرك قواته لحماية أشقائه". وتابع الرئيس، فى لقائه بالإعلام الأجنبى: "على شعوبنا العربية أن تبقى مدركة ولديها وعى حقيقى لما تمر به المنطقة، وتتكاتف معها، وتكون ظهيرًا لحكامها، وسندًا لهم، وإن كان لى أن أوعى بحكم تجربتنا، أقول دلوقتى هو الوقت اللى إحنا محتاجين فيه نكون مع بعض أكتر، وسند حقيقى لأمن واستقرار بلادنا". وفِى رده على سؤال بشأن العقوبات على إيران، قال الرئيس السيسي: "عدم الاستقرار يؤثر علينا جميعًا، وأى دولة يكون فيها عدم استقرار يؤثر علينا كلنا"، مضيفًا: "على كل الآخرين احترام الأمن القومى العربى، خصوصًا أمن الخليج". وأشار الرئيس إلى أنه لا يريد الصوت الإعلامي المؤيد للسلطة، وإنما يريد الصوت المؤيد لمصر، قائلًا: "إننا نسعى لتصويب الوعي المزيف، الذي تكوَّن على مدى سنوات". وحول ما إذا كان الإعلام يتناول بالنقاش التحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع المصري، مثل تأثير الزيادة السكانية على الأوضاع الاقتصادية، أو قضايا التعليم بشكل مفصل وحقيقي، أوضح السيسي "أن الإعلام المصري لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون، مما يترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي، بما فيها من سلبيات، إلى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام المعروفة، داعيًا الإعلام المصري ومواقع التواصل إلى طرح ومناقشة قضايا المجتمع بشكل واعٍ. وأضاف الرئيس السيسي، أن المراقبين الأجانب عندما ينظرون إلى قضايا مصر، ينظرون إليها بمنظور أوروبي، من دون إدراك للأزمات التي مرت بها مصر، موضحًا أن الدولة حققت إنجازات واضحة خلال السنوات القليلة الماضية، ليس في مجال البنية التحتية فقط، ولكن عن طريق التغيير الاجتماعي والثقافي، ومن بين الإنجازات الثقافية سيتم افتتاح أكبر 3 متاحف في يونيو 2020. وردًا على سؤال لمحطة "بي بي سي" بشأن حرية الصحافة في مصر، دعا الرئيس السيسي المشرفين على المحطة إلى الغوص في قضايا مجتمعية مصرية وتفهمها بشكل دقيق، مع استقاء المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية الموثقة. وأكد السيسى، أن إثيوبيا شهدت مع قياداتها الجديدة تغييرات إيجابية، قائلًا: "تم الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية، ولكن ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التى تعتمد بشكل كامل على مياه النيل". واستطرد الرئيس السيسى حديثه: "نريد تحويل النوايا الحسنة لإثيوبيا إلى اتفاقيات ملموسة، ونحن نحتاج مراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية، وذلك من منظور فنى، غير أن اللجان الفنية لم تصل بعد إلى اتفاق، كما نحتاج إلى ضمان ألا يستخدم السد لأهداف سياسية، غير أن هناك مؤشرات إيجابية جاءت من القيادة الإثيوبية الجديدة". وأوضح السيسي، أن السعودية دولة كبيرة ولا أحد يستطيع هز استقرارها، وأن مصر تدعمها للحفاظ على أمنها واستقرارها، وقال "نحن مطمئنون على الإدارة الحكيمة والرشيدة للمملكة، بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود". وأشار الرئيس السيسي إلى أن الإعلام قام بدور سلبي فيما يتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجي، ونحن بحاجة للتوقف وانتظار أن تعلن الجهات المعنية المسئولة والجهات القضائية نتيجة التحقيقات حول هذه القضية. وأكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت إزاء حل القضية الفلسطينية، المتمثل في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، بجوار دولة إسرائيلية، وقال "لا تستطيع الدول العربية فرض حل معين على الفلسطينيين، ومصر لا تقبل ذلك، وإنما تعمل على تسهيل حل لهذه القضية. وشدد الرئيس السيسى، أنه لا يمكن قبول أى دور للميليشيات المسلحة فى دول النزاعات، كما أنه ليس من المقبول أن يكون لها أى دور فى كفالة أمن هذه المنطقة. وقال السيسي، إن مصر تدعم الجيش الليبى، باعتباره الجيش الوطنى المخول بحفظ الأمن والنظام، لأن استمرار الوضع الحالى هناك يجذب العناصر الإرهابية فى سوريا إلى القدوم للمناطق الهشة، ويهدد دول الجوار مع ليبيا، وهى دول عربية وأفريقية، بل وأوروبية، داعيًا إلى أن يكون هناك رفع للحظر، حتى ولو كان جزئيًا عن تسليح الجيش الليبى لتعزيز قدراته. وأضاف الرئيس، أن إرادة الشعب المصرى المطلقة هى التى فرضت المسار السياسى فى مصر، قائلًا إنه لا يمكن لأي دولة أن تعطى مصيرها للمجهول، مجددًا رسالته لشعوب الدول العربية بأن يحافظوا على استقرار بلادهم.