قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إننا «بجانب أشقائنا فى الخليج قلباً وقالباً، وإنه إذا تعرض أمنه للخطر وتهديد مباشر من جانب أى أحد، فإن شعب مصر قبل قيادته لن يقبل بذلك، وستتحرك قواته لحماية أشقائه». وأضاف «السيسى»، فى لقاء مع المراسلين الأجانب، على هامش منتدى شباب العالم المنعقد فى شرم الشيخ، اليوم، أن «على شعوبنا العربية أن تبقى مدركة، ولديها وعى حقيقى لما تمر به المنطقة، وتتكاتف معها، وتكون ظهيراً لحكامها وسنداً لهم، وإن كان لى أن أوعى بحكم تجربتنا، أقول دلوقتى هو الوقت اللى احنا محتاجين فيه نكون مع بعض أكتر، وسند حقيقى لأمن واستقرار بلادنا»، مضيفاً: «السعودية دولة كبيرة، ولا أحد يستطيع هز استقرارها، ومصر تدعمها للحفاظ على أمنها، ونحن مطمئنون على الإدارة الحكيمة والرشيدة للمملكة بقيادة الملك سلمان». وأشار الرئيس إلى أن الإعلام أدى دوراً سلبياً فى ما يتعلق بقضية مقتل «جمال خاشقجى»، موضحاً: «نحن بحاجة للتوقف وانتظار أن تعلن الجهات المعنية المسئولة، والجهات القضائية، نتيجة التحقيقات حول هذه القضية». وحول علاقات مصر وإثيوبيا، قال «السيسى»: «حدث تغيير كبير فى إثيوبيا خلال الفترة الماضية، وتواصلنا مباشرة مع القيادة الجديدة، ولمسنا تغييراً كبيراً، ونرغب فى تحويل هذا الكلام الطيب إلى اتفاقية ملزمة، وقلنا إننا فى مصر ندعم جهود التنمية لدى الأشقاء الأفارقة، ولكن ليس على حساب حياة المصريين، وما سمعناه كلام مطمئن جداً، لكن نريد تحويله إلى إجراءات ووثائق، لأن العلاقات بين الدول تُبنى على ذلك، وليس على النوايا»، موضحاً أن العوائق واضحة منذ توقيع الاتفاق الإطارى فى 2015، وهى ألا يؤثر على حصة مصر، وألا يُستغل سد النهضة لأهداف سياسية، وفترة الملء يجب الاتفاق عليها، بناءً على قدرة مصر على التحمل، لأننا نتحدث عن 70 مليار متر ماء سيتم تخزينها من مفهوم فنى وليس سياسياً، واللجان الفنية حتى الآن لم تصل إلى مستوى يريح جميع الأطراف، ونحن متفائلون بالقيادة الحالية. الرئيس: على الشعوب العربية أن تكون ظهيراً وسنداً لحكامها وبلادها.. والجماعات الإرهابية تنشط وتقوى عندما تضعف الدولة وتابع الرئيس: «مصر لم تنكفئ على نفسها فى الداخل، إنما نحتاج إلى أن ننظر للتطورات التى وقعت بالمنطقة، والوضع صعب ومعقد جداً، والقدرة على التحرك والتأثير مرتبطة بتحركات الآخرين، والأزمات فى ليبيا واليمن تتداخل فيها أطراف إقيلمية ودولية»، مشدداً على التنسيق بين مصر والأردن والأشقاء العرب، قائلاً: «نحن فى حالة تحالف طبيعى مع أشقائنا العرب والخليجيين، ويمكننا معاً أن نؤمّن أمننا القومى، بفضل توحيد الجهود والمسار لتجاوز الأزمات». وقال «السيسى» إنه «لا دور للميليشيات والجماعات المسلحة، ولا توجد سياسة مجرّدة، إنما الأمر يتعلق بالمصلحة القومية لمنطقتنا، ولا أحد يقبل وجودها داخل دولة ما، لأن لها توجهات معينة، والتوجهات يجب أن تعبّر عنها الأحزاب بعيداً عن استخدام السلاح». وأكد «السيسى» أنه «لم يكن فى مصر سوى إرادة الشعب المصرى خلال عامى 2011 و2013، وأنه لا يمكن لأحد أن يفرض على المصريين مساراً لا يرغبون فيه، والإرادة الشعبية هى الفيصل، مضيفاً: «أى دولة تعطى مصيرها للمجهول لا تنتظر سوى الضياع، والتغيير إلى الأفضل يخضع لتجربة مرّت بها مصر التى كانت على المحك، لكن الله حفظها، وأقول لكل الدول العربية أن تحافظ على بلادنا»، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار تحتاج إلى إمكانات، وربما ليبيا لديها إمكانات، أما سوريا واليمن فتحتاجان إلى برنامج كبير. وحول الحديث عن صفقة القرن، قال الرئيس: «ليس لدينا معلومات نستطيع قولها، وأقول إنه تعبير أطلق لأن القضية الفلسطينية هى قضية القرن، وبالتالى حلها سيكون بمثابة صفقة القرن، وليس لدىّ تفاصيل». وأكد «السيسى» أن «حجم الاضطراب فى المنطقة يدعونا إلى التكاتف والتنسيق بصورة أكبر، لأن الوضع فى المنطقة (هش)»، مشيراً إلى أن مصر قريبة من السعودية وكل دول الخليج، بما فى ذلك قطر، موضحاً أن الاختلاف «لا يجب أن يؤدى إلى ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا»، داعياً الأردن ولبنان والسعودية والإمارات والكويت، قائلاً: «نحتاج إلى أن نكون مع بعض أكثر، وأن تكون الشعوب سنداً لأمن واستقرار بلادها». حدث تغيير كبير فى إثيوبيا الفترة الماضية.. ونرغب فى تحويل هذا الكلام الطيب إلى اتفاقية ملزمة.. فالعلاقات بين الدول لا تُبنى على النوايا وحول العقوبات على إيران، قال «السيسى»: نتمنى تفهُّم الجميع للأمن والاستقرار، لأن انعدامه سيرتد علينا، موضحاً أن انضمام عناصر من الشباب إلى الجماعات الإرهابية فى العالم حالة موجودة حذّرت منها مصر منذ أكثر من 20 عاماً، علماً بأن الإرهاب يمس العالم وأمنه، ولا بد أن نتكاتف فى مواجهته، وقلنا إن الخطاب الدينى يحتاج إلى تصويب حتى لا يتم استغلاله فى جذب شباب للتطرّف والإرهاب، وقلنا فى الأممالمتحدة إنه يجب العمل على وقف استغلال شبكات التواصل فى جذب مزيد من الشباب، والأمر لا يقتصر على المنطقة العربية فقط. وأشار الرئيس إلى أنه يوجد «توصيف غير حقيقى للوضع فى بلادنا، وتصوير خاطئ من أن الحل ربما يمكن أن يتم باستخدام العنف لإقامة ما يسمونه دولة الخلافة، وهذا أمر غير سليم، والإرهاب ينشط عندما تضعف أجهزة الدولة الوطنية، وهذه الأعمال تُستخدم لتحقيق أهداف سياسية»، موضحاً أنه فى 30 يونيو 2020 ستجدون مؤسسات ثقافية ضخمة، منها 3 من أكبر متاحف العالم، وبنية ثقافية ضخمة، مضيفاً أنه طرح عليه افتتاح خط مترو أنفاق مصر الجديدة من 8 شهور، لكنه رفض لأن تكلفة التذكرة غير اقتصادية. ولفت الرئيس إلى أن المعارضة تهدف فقط للوصول إلى السلطة، وعندما تتولى تفاجأ بحجم المشكلات، مضيفاً: «لا أريد صوتاً مؤيداً لى، وإنما أريد الصوت المؤيد لمصر وأمنها واستقرارها من خلال دراسة الإعلام للملفات بصورة مستفيضة، وهذا أمر لا يتوافر حالياً، وكنت أرى الكاتب الراحل هيكل هو فقط الذى يتناول موضوعاته بعمق شديد». وحول العلاقات مع الإمارات، قال إن «علاقات مصر مع الإمارات والخليج طيبة جداً جداً منذ أيام الشيخ زايد، والعلاقات مع دول الخليج أكثر من طيبة، ونتعاون فى مجالات مشتركة، لكن الأمور لا تتحقق فى يوم وليلة»، معرباً عن إعجابه بفكرة إقامة كيان دائم لمنتدى شباب العالم. وحول ما تتعرّض له مصر من هجوم من الإعلام الدولى خلال حربها على الاٍرهاب، قال «السيسى»: «لدينا أزمة فى آليات التواصل مع الإعلام الخارجى»، داعياً الإعلاميين ووزراء الحكومة إلى التواصل الفاعل، وإيضاح الحقائق للخارج. واستقبل الرئيس السيسى، اليوم، الرئيس السودانى عمر البشير بمطار شرم الشيخ، للمشاركة فى حفل ختام منتدى شباب العالم، وتأتى زيارة الرئيس السودانى إلى مصر بعد أسبوعين من استضافة الخرطوم للسيسى وبرفقته 12 وزيراً، لإجراء مباحثات بين البلدين تم خلالها التوقيع على 12 اتفاقية، وترتب على زيارة «السيسى» الأخيرة للعاصمة السودانية، إلغاء «البشير» حظر الخرطوم استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية الذى دام مدة 17 شهراً، كما اتفق البلدان على إكمال ربط شبكة الكهرباء بينهما، إضافة لربط البلدين بخط سكة حديد. من ناحية أخرى، أعلن ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، عن تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بإجراء الهيئة لقاءً أسبوعياً مع المراسلين الأجانب، ومن يرغب من الصحفيين المصريين مع الوزراء والمسئولين، لتوضيح الحقائق والاستماع إلى كل الآراء، وقال: «نحن لسنا معادين لحرية الرأى، ونطالب الإعلام الخارجى بأن يكون مع المهنية، وليس معنا أو ضدنا، وعندما نختلف نحتكم إلى قواعدهم».