وسط سخط ايراني ورفض أوروبي، دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية علي إيران وهي »الأشد علي الاطلاق» أمس حيز التنفيذ وتستهدف علي وجه التحديد قطاعي النفط والبنوك بالاضافة إلي600 شخص وكيان إيراني، لتحاصر بذلك طهران اقتصاديا للحد من برنامجها النووي ونفوذها العسكري والسياسي في الشرق الأوسط. وتأتي العقوبات ضمن مساع أوسع نطاقا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار إيران علي الجلوس علي طاولة المفاوضات والتوصل لاتفاق جديد شامل علي أساس تلبية 12 شرطا أمريكياً بدلا من الاتفاق النووي الموقع مع طهران والقوي الكبري عام 2015 والذي انسحبت منه أمريكا في مايو الماضي.وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن انفاق إيران نحو 16 مليار دولار منذ عام 2012 علي دعم النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة من بينها 700 مليون دولار تنفق سنوياً في تمويل ميليشيات »حزب الله» اللبنانية. وفي تحد للقرار الأمريكي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستتجاوز بفخر العقوبات وستبيع النفط، مشيرا إلي أن واشنطن تسعي لخفض مبيعات النفط إلي صفر. وأضاف روحاني إن بلاده تواجه حرب اقتصادية لكن علي أمريكا أن تعلم أنها لا تستطيع استخدام لغة القوة ضدها. من جانبه، قال جواد ظريف علي حسابه علي تويتر إن العقوبات ستنقلب علي واشنطن وتعزلها. وبدوره، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية »بهرام قاسمي» العقوبات بأنها جزء من الحرب النفسية التي تشنها واشنطن ضد طهران، مضيفا إنها ستفشل. وبعد ساعات من التطبيق، سجلت أسعار النفط أدني مستوي في شهرين ونصف رغم منح واشنطن اعفاءات مؤقتة لثماني دول بينها تركيا وكوريا الجنوبية بالاستمرار في استيراد النفط الخام الإيراني. وتمنع العقوبات الأمريكية كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأمريكية في حال قررت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع البنوك الإيرانية. ولمنع انهيار الاتفاق النووي، قال الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك إنهم يأسفون لقرار واشنطن وسيسعون لحماية الشركات الأوروبية التي ترتبط بتعاملات تجارية مشروعة مع طهران. وفي اسرائيل، قال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن العقوبات ضربة حاسمة لأنشطة إيران في المنطقة، مشيرا إلي أن قرار ترامب الجريء هو التغيير الجوهري الذي كان ينتظره الشرق الأوسط.