أقطع بوجود عصابة منظمة علي أعلي مستوي لتجريف آثار مصر من مختلف العصور، ثمة خطة منهجية مدروسة، لابد ان المشاركين في وضعها متخصصون. فهم يعرفون ما يختارونه للسرقة، وما ينهبونه، وما يعدون له العدة، لقد نشطت هذه العصابة الخفية خلال الايام الاخيرة، ضبط شاب يحاول فك منير الصالح طلائع في وضح النهار وبعد صلاة الجمعة، تمكن الشاب من الهروب، اول امس اعلن عن سرقة لوحة نادرة في الفن الاسلامي من المسجد الازرق، لوحة مستوحاة من معراج الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن قبل تم فك منبر الطنبغا المارداني، ويعد من اجل وأرق ما ابدعه الفنان المسلم في جميع انحاء العالم، وقد توقفت امامه مطولا في برنامج »تجليات مصرية« الذي قدمته عبر قناة دريم، ويمكن القول إنني سجلت جميع تفاصيله، تلا ذلك سرقة كرسي المصحف في منبر قايتباي بكيت حزنا وتأثرا لما لحقه، تحول من تحفة فنية الي ما يشبه قفص الفراخ بعد انتزاع حشوات الصدف والابنوس بمهارة متخصصة، كالعادة في كل مرة يثور جدل حول المسئولية الموزعة بين الآثار والاوقاف، وتضيع المسئولية وتفقد مصر بانتظام جوهر ذاكرتها الفنية، جزءا هاما من تراثها لينتقل الي مجموعات الاثرياء في الخليج، وقد يظهر مستقبلا في المتاحف الضخمة التي يتم تأسيسها في دويلات لم تعرف الفن الاسلامي وتعتمد علي الاقتناء من الاخرين. أنني أرشح آثارا مهمة في عدة مساجد سبق ان سلمت قائمة بها لوزارة الداخلية، ولكن الداخلية في كبوة لاندري متي ستقوم منها، ومباحث الاثار كأنها غير موجودة، وتتردد اشاعات عن مشاركة متخصصين من المجلس الاعلي للآثار في هذه الجرائم، بالتأكيد هناك مشاركة متخصصة ومقتدرة، انني اقترح توحيد الاشراف علي هذه المساجد ذات القيمة التاريخية، اما الاوقاف، وأما الآثار، مادامت نقطة الضعف ستظل بين هاتين الجهتين وكلاهما فشل بجدارة في حماية اثارنا الاسلامية، مرة أخري اؤكد ان ما تعرضت له اثار مصر في كل مراحلها خلال السنوات الاخيرة فاق كل نهب جري في اي عصر من العصور. وسوف يستمر ذلك مع عمق الاهمال وتقاعس الأمن، وتراخي الحساب.