»مازلت عند رأيي أكثر من أي وقت مضي إن مصر في حاجة إلي رئيس شاب يقل عن الخمسين ينقلها إلي المستقبل..« تلقيت من السيد عمرو موسي المرشح لرئاسة الجمهورية الرد التالي أورده بنصه: تحية طيبة وبعد،، »اقلقني كثيرا ما ورد في مقالكم بجريدة الاخبار بتاريخ 7/9/1102 من ان هناك تهديدا وجه اليكم عن طريق زائر لمكتبكم وصفته بأنه ذو »مظهر رياضي بارز العضلات« وقلت انه من مؤيدي عمرو موسي وأود ان اذكر لكم ما يلي: اولا: انني لا انا ولا احد من العاملين في حملتي الانتخابية قد ارسل مبعوثا لزيارتك، سواء للوساطة أو التهديد، كما انني اول من يدين اسلوب التهديد في التعامل مع من يختلفون معي في الرأي أو من تتعارض مواقفهم مع مواقفي، وان هذه الرواية ان صحت ولم تكن نتاج سوء فهم بينكم وبين زائركم، فهي تعود بنا إلي اسلوب منبوذ لا ينتمي إلي المجتمع الجديد الذي نتطلع لبنائه. ان الاختلاف في الرأي مهما كان به من حدة لا يجب ان يعيدنا إلي ممارسات ممجوجة طالمالفظها كل صاحب خلق وعقل وضمير. ثانيا: انتهز هذه الفرصة لادعو جميع المشاركين في الحوار العام الذي يكتنف المجتمع الان إلي الارتقاء بمستوي النقاش بحيث يفيد المجتمع ويتحول إلي حوار وطني بناء بعيدا عن الهدم ومحاولة النيل ممن لا نتفق معهم في الرأي. ثالثا: لقد ورد في مقالكم المذكور عدة نقاط قلتم انها »اسبابي في معارضة عمرو موسي« للرئاسة واحتراما لقلمكم ولحق القاريء في سماع مختلف وجهات النظر - برغم تحفظي علي تجاوزات صدرت عنكم في حقي - اتعرض فيما يلي لتلك الاسباب: 1) انكم تطابقون بيني وبين الرئيس السابق - والرسالة المراد ارسالها واضحة - وهذا مجاف للحقيقة فقد كانت لي مواقفي التي أدركها الشعب المصري بفطرته ووعيه فأيد مواقفي التي يعلمها القاصي قبل الداني، بدءا بالصراع العربي الاسرائيلي، مرورا بالملف النووي والامن الاقليمي وانتهاء بالسعي إلي تحقيق الندية في علاقاتنا الخارجية بما في ذلك مع الدول الكبري وهو ما دعا بعض القوي الخارجية إلي تكرار شكواها من مواقف وزارة الخارجية المصرية ووزيرها مما افضي في النهاية إلي اقصاء الوزير من الوزارة. 2) اتهمتموني في مقال سابق بأنني لا اقرأ كتبا، وقد دهشت لمثل هذا البيان رغم عدم وجود معرفة بيننا تمكنك من الاستناد إليها لنقل ذلك إلي قرائك خاصة وقد اشرت في مقالك المشار اليه إلي اننا لم نلتق إلا مرورا في معرض فرانكفورت للكتاب. 3) تأخذون علي انني قبلت منصب امين عام جامعة الدول العربية واتساءل كيف يكون تحمل هذه المسئولية الضخمة في ظل رياح اقليمية ودولية عاتية كادت تعصف بالجامعة وبالعمل العربي المشترك امرا سلبيا. لقد تمكنت الجامعة خلال السنوات العشر الماضية من تحقيق الكثير في القضايا العربية المصيرية بل ومضت خطوات واسعة إلي الامام علي طريق التكامل الاقتصادي العربي، واقرار الدعوة إلي التطوير والتحديث في المجتمعات العربية فضلا عن اعادة تأهيل الجهاز الاداري للجامعة. وقد اسعدني ان الدول العربية ابدت تقديرها البالغ لدوري خلال تلك الفترة، بل وطلبت بما فيها مصر الثورة ان ابقي في المنصب ولو لفترة قصيرة، ولكنني اعتذرت. لقد خدمت بضمير مرتاح المصالح المصرية حين كنت وزيرا للخارجية، وخدمت بضمير مرتاح المصالح العربية حينما كنت امينا عاما للجامعة. 4) انكم تأخذون علي سنوات عمري، والتي اتمني ان يمنحكم الله اكثر منها لكني أؤكد لكم ان القدرة علي العطاء والاداء وخدمة الوطن ليست مرتبطة بالضرورة بعمر الانسان. 5) ادهشني ان تعلق بسلبية علي جولات قمت بها للاقتراب من الناس وللتعرف علي مشاكلهم بطريقة مباشرة، وكنت اعتقد ان تشجع التواصل مع الشعب وان تدعو الجميع إلي الاقتداء بذلك. اما الصور التي نشرت لي وانا اصلي، فانا مثلك لا ارتاح إليها، إلا ان للصحافة ولمصوريها - كما تعلمون - رأيهم. 6) اما ما ورد في ختام مقالكم عن ان علي ان انتظر إلي ان امسك بسلطات رئيس الجمهورية كي اصدر ضدكم ما اشاء من قرارات فإنني أؤكد لكم ان هذه ليست شيمتي بالاضافة إلي ان رئيس الجمهورية القادم بصرف النظر عن شخصه يجب ألا يكون بمقدوره ان يصدر في حق احد ما يشاء من قرارات فالدولة التي نسعي الآن لبنائها علي اساس من الديمقراطية والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية لن يكون هناك مكان فيها لمثل هذه الممارسات التي اعتقد انها سقطت دون رجعة يوم 11 فبراير الماضي. اخيرا، ادعوكم إلي ان نتطلع سويا إلي المستقبل المشرق الذي ينتظر مصر اذا تكاتف ابناؤها وسموا فوق اية اعتبارات أو مواقف شخصية أو تعبيرات قاسية عصبية من اجل بناء الدولة الحديثة مستلهمين ثورة يناير وشبابها ومستعينين بكفاءة ذوي الخبرات التي صقلتها تجارب السنين. مع خالص التحية ولي علي الرسالة تعليق: جيد، فليس افضل من الحوار المباشر، الشخص الذي اشرت اليه معلوماته في أمن اخبار اليوم وتأكدت انه عضو حملة الدعم فعلا واشكر اجهزة الامن المختصة التي اولت الامر اهتماما جديا. وربما قام بهذا المسعي بدافع منه. يبدو ان السيد عمرو موسي قد قرأ ما كتبته عن الجامعة العربية وفقا لما يراه هو فقد تساءلت عن السبب الذي دعاه إلي قبول المنصب اذا كان يعتبره اقل باعتباره إبعادا اما عن فرانكفورت فأذكر سيادته انني شاركت في جميع اجتماعات الجامعة الممهدة للمعرض وكانت تجري تحت رئاسته وكنت ادعم الجهود المبذولة من خلال جريدة اخبار الادب، ولكن المشاركة كانت فاشلة واذكره ايضا بمناقشة حادة جرت عبر الهاتف بيننا لانني اشرت متسائلا عن وجود كبار المسئولين مرافقين لزوجاتهم، وكان مكان هذا الجدل جريدة الشرق الاوسط في اغسطس عقب انتهاء المعرض. الرد في مجمله لم يغير من قناعاتي وارائي التي شرحتها من قبل، بخصوص اعادة انتاج نظام مبارك، واذا كانت الرؤي قد تعارضت مع الرئيس السابق كما يقول سيادته فلم نسمع ولم نقرأ ، لماذا لم يستقيل مثل اسماعيل فهمي ، وابراهيم كامل ؟اما عن الاساليب الدعائية الفجة ومنها زيارات الفقراء وهذا لم نعهده في تاريخه، أو سلوكه المتسم بالارستقراطية، وتدخين السيجار الذي اشار اليه امير الكويت، لن افيض في شرح التفاصيل مرة اخري، واشكره لهذا الخطاب المحترم، وان تمنيت شرحه واجابته علي تساؤلاتي حول المكافأة غير المسبوقة »خمسة ملايين دولار« وعلاقتها بتوقيت الترشيح، اتمني ان يتسع صدره لاسئلة شتي وألا يضيق بها طالما يسعي بهذا الاصرار إلي رئاسة مصر وأؤكد ان ما ابديه من اراء حول منهجه أو منهج المرشحين الاخرين ينطلق من موقف موضوعي تماما ولا اثر فيه لاي دافع شخصي. وداعا حاج احمد الخميس من الزيارات التي احرص عليها عند نزولي البر الغربي في الاقصر، تلك التي اقوم بها إلي قرية الفنانين المعروفة بدير المدينة، انهم المبدعون الذين صاغوا تلك اللوحات الخالدة علي جدران المقابر والمعابد رسموا الملوك ورموز الالهة. والشعائر الدينية، وفي مقابر النبلاء رسموا مشاهد الحياة اليومية، اما في مقابرهم هم فقد ابدعوا لانفسهم، ورغم بساطة المقابر. إلا انها تفيض بأجمل ابداعات الفن الانساني، انه شغل المعلمين لانفسهم. من المقابر التي اقضي فيها وقتا للتأمل، احفظها في ذاكرتي لروعتها. مقبرة الفنان سنجم رع وأسرته. اصعد اليها قليلا قبل ان انزل السلالم الضيقة حتي انزل إلي المقبرة محدودة المساحة غزيرة الرموز، ألوانها كأنها نقشت خلال الساعات الماضية، اتوقف دائما امام مشهدين ،اقدم تصور للجنة في العالم الاخر. كان المصريون يطلقون عليها »حقول يارو« الجدار مغطي بسنابل القمح وقنوات المياه لرهافة الرسم تكاد تخاله حقيقة، سنجم رع وزوجته يحصدان السنابل. المشهد الاخر للآلهة حتحور ربة الانوثة والخير. والنماء عند خروجها من شجرة، الانثي والشجرة علاقة ستظل مصدرا للالهام الانساني، ربما اعود لوصف هذه المقبرة. وللحديث عن مقابر دير المدينة التي اهيم بمناظرها ورموزها واجد فيها من مشاهد الحياة وحيوية الفن اكثر مما أجده في وادي الملوك، غير انني اقف عند مدخل المقبرة، هنا كان يقف الحاج احمد عامر. اقول »كان« للاسف، اليوم فوجئت بأحبابي في القرنة، اولهم الحاج محمود عبدالراضي ينعون إليّ صاحبي الحميم احمد عامر، لم يكن يمر اسبوع إلا ويضيء اسمه لوحة هاتفي، يسأل ويطمئن، واحيانا اتصل لاستفسر واطمئن. تبدو وقفته امام المدخل كأنها جزء من المكان، كأن وجوده منحوت منذ اربعة آلاف وخمسمائة عام عمر المقابر هنا، هاديء جدا، معتدل القامة دائم الابتسام، يتكلم الفرنسية كأهلها، ايضا الانجليزية ملم بلغات اخري، عمل مع البعثة الفرنسية منذ ان وعي علي الدنيا. كان والده يعمل معها ايضا، الفرنسيون هم الذين اكتشفوا القرية منذ عام ثلاثة في بداية القرن الماضي. اسس مكتبة في الهواء الطلق، بالضبط امام مدخل مقبرة سنجم رع. كنت اجد عنده كتبا باللغة الانجليزية والفرنسية غير موجودة في مكتبات القاهرة وتمكن من الاتصال بالناشرين الاجانب الذين نشروا كتبي في لغات مختلفة وخصص لها ركنا تعامل معه بوفاء نادر وحب، كنت اقصد وادي المدينة لزيارته، وكان يجيء لزيارتي حيث اقيم، وكان يحدثني عن الحفائر. وخبايا عالم الاثار، وعن ذكرياته مع الفرنسيين دعاني إلي بيته وباستمرار كان هناك موعد مؤجل ليزورني.. لكن مجيئه إلي القاهرة كان نادرا، يزور شقيقه الدكتور حسن عامر استاذ الاثار بجامعة القاهرة، ويهاتفني معتذرا وسرعان ما يعود إلي مكانه الفريد امام مثوي سبخن رع. في المرة القادمة سأزورهما معا. بعد ان فقدت صديقا حقيقيا، رقيقا، اصيلا. لم يكن بيننا إلا المودة وجميل القربي رحمه الله. اخلاص شرطي الاثنين : اليوم لمحته عند احد مداخل المعادي، مظهره وتكوينه الجسماني كأنه خلق ليكون جنديا ما، جندي في الجيش، في الشرطة التي يخدم بها منذ عدة سنوات، إنه شرطي سري، أو كما يعرف في التصنيف المهني فرد بحثي، يرتدي الملابس المدنية، انه متخصص في هذا المدخل، وكثيرا ما لمحته مقتربا من سيارة واقفة تثير الريبة، أو من شخص يبدو انه ليس من المنطقة، انه لا يعرف المنطقة كشوارع ودروب وحارات انما يعرف البشر ايضا، وهذا اصعب، خاصة ان منطقة الاطراف من المعادي تشكل خليطا من البشر، توجد عمارات الامتداد الجديد شرق دجلة حيث يوجد واد من مرحلة ما قبل التاريخ يعتبر من اقدم مناطق العالم المسكونة، والان تحيطه المساكن من كل جهة، وتوجد ايضا عزبة الزبالين، ومساكن ضباط الشرطة يليها اسوار منطقة سجون طرة وبينها المزرعة. يعمل اشرف العسكري »هذا اسمه « بالقرب من الطريق السريع، لقد صمم كذلك، ومثل المبالغات المصرية اطلق عليه »الاوتوستراد« مثل الطرق السريعة في اوروبا وامريكا الان اصبحت العمارات السكنية علي جانبيه، اما الزحام فينافس زحام وسط البلد. يعمل اشرف لمدة اربع وعشرين ساعة متصلة، ويستريح نفس المدة، اراه في صباح اليوم التالي يقظا، منتبها كأنه جاء للتو، مع انني اعرف انه امضي الليل يقظا، في اليوم الصعب الثامن والعشرين من يناير هذا اليوم الذي شهد انهيار جهاز الشرطة كبداية لتدمير متعمد للدولة، اختفي رجال الشرطة هوجمت المركز والاقسام واقتحمت السجون واستباح المجرمون البلاد نزل السكان إلي الشارع ليبدأ ظهور اللجان الشعبية، تصدي الشعب للمجرمين، واوجد جهاز امنه بنفسه، في تلك الليلة الرهيبة لمحت اشرف بين سكان المنطقة جاء إلي مكان عمله، كان يحمل سلاحه، وكان ظهوره رمزا لاولئك الرجال المخلصين في جهاز الشرطة، المتقنين لعملهم، الحافظين لعلاقاتهم الطيبة مع المحيط الذي يعملون فيه، لقد راقبت اشرف ولاحظت علي مدي شهور، واقترح تشجيع ومؤازرة امثاله ولو بكلمة طيبة. حول بيت السحيمي الخميس : تلقيت الرسالة التالية من خليل الدسوقي ابن الجمالية: تحية طيبة وكل عام وانتم بخير جاء بجريدة الاخبار الغراء يوم 42 أغسطس الماضي ضمن ما جاء تحت عنوان »في بيت القاضي« ان بيت السحيمي ذا التاريخ المعروف والذي اصبح مقصدا عالميا ومزارا تاريخيا مشهورا جاء ذكره انه عرض علي جدي بمبلغ ثلاثمائة جنيه وان جدي رفض شراءه لآنه لا يدر ريعا شهريا مناسبا وقد تعجب بعض من قرأ هذا الخبر وتكلم معي الكثير متعجبين كيف حصل هذا؟ وتوضيحا للامر ارجو ممن تعجب.. لذلك ان يرجع إلي سنة 4291 تقريبا وهو موعد عرض هذا البيت للبيع. في هذا الوقت كان اجر بعض العمالة شهريا جنيها واحدا أو اربعة قروش يوميا، ولم يكن ذلك بالمصانع أو المتاجر فقط بل في الحكومة ايضا.. فمثلا العاملون علي جمع القمامة في البلدية كانت يوميتهم اربعة قروش صاغ ولا يدخل فيها ايام الجمع والاجازات ويصل اجر كبارهم إلي ستة قروش صاغ يوميا. ومثل اخر في مصلحة المساحة في هذا الوقت كانت هناك وظيفة اسمها قيّاس اجره اليومي 54 مليما عدا الجمع والأجازات اي جنيها واحدا شهريا وكثير من المصالح الحكومية كانت بها عمالة بهذا المستوي في المرتبات. فاذا كان هذا دخل عدد كبير جدا من العاملين فبالتالي كانت اسعار السلع متناسبة مع هذه الدخول - فمثلا رغيف الخبز - غير المدعم بثلاثة مليمات والكبير الذي يقرب وزنه نصف كيلو من الدقيق الابيض الفاخر بخمسة مليمات »5مليم« اي كيلو العيش بقرش صاغ تقريبا - الارز بالقدح »اي بالكيل وليس بالوزن« القدح مثلا يزن كيلو ونصف يباع بخمسة عشر مليما وقس علي ذلك. وبالنسبة لاسعار المباني »المنازل« لازلت اذكر حديث جري بين جدي ووالدي- كان جدي انتهي من منزلنا ببيت القاضي »اول منزل علي يمين شارع القفاصين بجوار قسم الشرطة والمطل علي حديقة القسم«.. قال جدي لوالدي رحمهما الله تعالي بعد ان انتهي من بناء الدور الثالث وبه ستة شقق لكل دور شقتان قال بالنص الذي لازالت احفظه »الحمد لله ياسي محمد انتهت المباني ولايزال معي ثلاثون جنيها فما رأيك هل اقيم الدور الرابع أو اطلع للحج للمرة الثانية«. لا اذكر الاجابة ولا ما تم هل ذهب للحج ام اقام الدور الرابع اما بالنسبة لبيت السحيمي فقد كان معروضا للبيع في هذه الاثناء سنة 4291 تقريبا. كان السمسار في هذا الوقت ليس كالآن.. كان بدون مكتب ولا مكان يعمل فيه غير مسكنه. من يريد بيع شيء كالمباني أو الدكاكين أو المنقولات أو اي شيء مطلوب بيعه (اشترينا منه في يوم ما مخطوط البخاري بأعلي سعر ولكني لا اذكره الان) كان السمسار علي دراية كبيرة بأهل الحي ويعرف قدر كل منهم وقدراتهم المالية. كلف السمسار بالبحث عن اعلي سعر لبيت السحيمي واخذ السمسار يمر علي كبار التجار الذين يستطيعون الشراء لارتفاع ثمنه يبدأ باي تاجر يرغب في الشراء فيعطي سعرا ويذهب إلي الثاني ويقول له بيت السحيمي بمبلغ كذا الذي عرضه الاول فيزيد التالي ثم الثالث وهكذا حتي يتم دورته ويعود للاول ويعرض عليه اخر سعر وصل اليه فان له رغبة رفع السعر وهكذا حتي يمتنع الجميع عن الزيادة فيخطر المالك بما وصل اليه فإن وافق يتم البيع وان رفض يدفع للسمسار اتعابه. مما يذكر في مثل هذه الموضوعات انه لا يعقد مكان للمزايدة ولا يتقابل المزايدون ولا يدفع احدهم تأمين دخول المزاد ومن حسن اخلاق هذا القوم في هذا الزمن البعيد ان الواحد منهم عند كلمته الشفهية ومن العار الذي لم يحدث ان ينسحب بعد كلمته فالكلمة عندهم شرف وكالقسم الذي لا يرد. من ديوان الشعر العربي وحدة أنستُ بوحدتي ولزمتُ بيتي فتمَّ العِزُّ لي.. وصفا السرورُ وأدبني الزمانُ فليت أني هُجِرت فلا أُزار ولا أزورُ صالح بن عبدالقدوس