كثيرون يستهلون خطاباتهم أو مقالاتهم - تعليقا علي حدث خطير يثير اهتمام وقلق الرأي العام - بعبارة: »لست من أنصار نظرية المؤامرة، ولكن..« ثم نفاجأ بأن ما سمعناه منهم، أو قرأناه لهم، هو في صميم »نظرية المؤامرة« التي حرصوا - في البدء - علي تأكيد ابتعادهم عنها ورفضهم الترويج لها! ليس هذا نقدا لهذا التناقض، بل هو تفسير وتبرير له. فمنذ سبعينات القرن الماضي.. ومع عدم ثقة القارئ، المشاهد، فيما يصدر من بيانات رسمية وتأكيدات حكومية - بالنسبة للأحداث الكبري - لم يجد المحللون المعلقون غير اللجوء الي »نظرية المؤامرة« لتبرير اتهاماتهم لحكومة محلية غافلة، أو لجهة خارجية معادية. رغم سهولة تطبيق نظرية »المؤامرة« علي تفسير الأحداث الخطيرة، إلا أن تطبيقها ظل محصوراً في تعليقات مسموعة أو مقروءة ثم سرعان ما توسعت وانتشرت بعد »النت« و»الوب« ورسائل »المحمول« وصفحات »الفيسبوك« - بالكلمة، والصوت، والصورة - في خدمة مئات الملايين في العالم الذين يعلقون ويفسرون ويبررون ويتهمون البعض أو يدافعون عن البعض نفسه - كما يحلو لهم - كمعلومات وأسرار تحصلوا عليها من مجهولين، أو تخيلوا صحتها وصدّقوا عليها. هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 1002 نالت نصيب الأسد من اهتمام عالم الاتصالات الإلكترونية: بحثا وتنقيباً عن أسرار ووقائع تختلف وتتعارض تماماً مع ما رددته وأكدته مصادر الإدارة الأمريكية، خاصة: مكتب التحقيقات الفيدرالي - FBI - ووكالة المخابرات المركزية - CIA - ووزارة الدفاع »البنتاجون« - وصولاٍ إلي البيت الأبيض مقر إقامة رئيس الولاياتالمتحدة آنذاك: جورج بوش الابن. انهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك كان الحدث الأعظم والأفزع علي مستوي الكرة الأرضية ومنذ 11 سبتمبر 1002 انقسم الإعلام الي معسكرين. الأول: تمثله الصحافة وقنوات التليفزيون وتتركز علي »النظرية الرسمية«، والثاني: يمثله عالم »الوب« و»النت« ويعتمد أساساً علي »نظرية المؤامرة«. لكل معسكر أدواته ووسائله ووثائقه وتخميناته في إعلام الرأي العام العالمي بمصداقية، من جهة، ولتكذيب الآخر من جهة أخري. العالم كله تابع - صباح يوم 11 سبتمبر 1002 - البث المباشر من نيويورك وواشنطون، بعد أن ألغت كل القنوات التليفزيونية برامجها العادية واستبدلتها بتغطية الهجمات الإرهابية لحظة بعد أخري، التي حظيت بأكثر نسبة مشاهدة في تاريخ التليفزيون. في البداية صوّر كثيرون أنها مشاهد من فيلم خيالي من أفلام الرعب، ثم كانت الصدمة الهائلة عندما تبينوا الحقيقة وأن ما تراه عيونهم - طبقاً للبيان العاجل الذي أصدره البيت الأبيض - كان هجوماً إرهابياً بالطائرات استهدف تدمير أشهر معالم المدينتين الأمريكيتين. اليوم.. تستكمل الهجمات عامها العاشر، جرت خلالها أحداث خطيرة أدت الي صراعات وحروب لازالت مستمرة حتي الان ولا يعرف العالم متي تتوقف أو تنتهي! البيانات الرسمية تؤكد أن هذه الحروب التي تشنها أمريكا في أفغانستان والعراق هي من القضاء علي الإرهاب ورداً علي هجمات 11 سبتمبر. وهو ما لا يصدقه كثيرون - يقدر عددهم بعشرات الملايين - الذين يستخدمون الاتصالات الإلكترونية في تكذيبهم لافتراءات الإدارة الأمريكية وأجهزتها الأمنية - من جهة - وللتأكيد - من جهة أخري- علي أن هجمات 11 سبتمبر تتحمل تلك الإدارة مسئوليتها، ولا يستبعد تورطها في تنفيذها.. بدليل أن كل البيانات والتحقيقات الرسمية لم تقدم دليلاً واحداً علي أن »القاعدة« هي المسئولة والممولة والمنفذة الوحيدة لتلك الهجمات. .. وللحديث بقية.