يخطئ من يتصور أن الثورة التي قادها الشباب المصري قامت في 25 يناير وتوجت نجاحها في 11 فبراير بإجبار مبارك علي التنحي، والواقع الحقيقي أو المدقق في الأمر سيكتشف أن هناك تمهيد لها بدأ منذ عام 2004 والغريب ان العلامات التي مهدت للثورة كانت واضحة لجميع اجهزة الدولة ولم يتحرك احد والجميع وغضوا البصر عما يحدث حتي جاء الطوفان وجرف النظام بأكمله. في عام 2004حدثت مجموعة أحداث متتالية، تشكل في مجملها البداية الحقيقية لتحرك الشارع المصري، كان أولها تشكيل حركة كفاية والتي أعلن عنها بشكل علني في مؤتمر تأسيسي لحزب الوسط بعد أن تشكلت ملامحها الأساسية في منزل الفنان حسن شرشر وانطلقت للعلن في الشارع المصري ليعهد لمواجهتها إلي الأمن دو ن ان تكون هناك مواجهة سياسية لها، وكانت مظاهرة شبرا التي دعت لها الحركة بداية التحرك للحركة في الشارع، لكن اللافت للنظر أن شباب الحركة هتفوا في المظاهرة يسقط.. يسقط.. حسني مبارك وكان ذلك للمرة الأولي التي يهتف فيها الشعب بسقوط مبارك بخلاف ما كانوا يرددونه من هتافات أخري ضد التوريث وجمال مبارك بشكل خاص ضد تواجده السياسي الذي أصبح واقعاً فعلياً ،وتوالت مظاهرات كفاية ما بين ميادين السيدة والتحرير وسلالم نقابة الصحفيين. لم تكن هذه المظاهرات سرية وإنما كانت تجوب شوارع العاصمة وميادينها ونجحت الحركة في تجميع تيارات سياسية مختلفة اجتمعت جميعها علي هدف واحد وهو إسقاط مبارك في ذلك الوقت كانت هناك أزمات إقتصادية وإجتماعية شاملة ظهرت علي سطح المجتمع وكان الاعلام يصدر ويكشف ذلك للمجتمع دون أن يكون هناك تحرك سياسي مضاد لذلك وانما بدات نبرات الغرور علي الحكومة والحزب الوطني ومن قبلهم مبارك الذي كان ينظر باستعلاء لما يحدث في الشارع . علي التوازي كانت هناك المدونات التي ظهرت علي يد علاء سيف وزوجته منال ليصبح الانترنت سلاح المواجهة الإعلامية لنظام مبارك ووسيلة تداول الاخبار بين الشباب وتعبير عن أرائهم فيما يحدث في المجتمع وظهرت مدونات شهيرة مثل بهية وعرباوي وغيرها من المدونات التي شكلت بشكل أو أخر وسيلة إعلامية ومكان فسيح لتبادل الآراء والتعبير عنها بحرية أوسع دون أن يكون أيضاً هناك رد أو تفاعل حكومي مع ماينشر في هذه المدونات . الغريب أن الحكومة في ذلك الوقت انشغلت بأمر يدعوا للدهشة ويفسر حالة البلادة التي كانت فيها وهو ملف مصر لاستضافة بطولة كأس العالم التي كانت ستقام في 2010 واهتمت بإقامة المهرجانات في محافظات مصر والجميع يعلم النتيجة مسبقاً، وجاء الصفر نتيجة طبيعية للملف المصري الذي أحدث شرخا في وجدان المواطن المصري وأسقط دون أن تشعر الحكومة قيمة الوطن في وجدان الشعب وأظهرت بوضوح انفصال مبارك عن الوطن ومشاكله خاصة أنه بارك وأيد أن تتقدم مصر بالمنافسة علي استضافة البطولة الأشهر في العالم في رياضة كرة القدم وهو لا يعلم أن شوارع العاصمة تخلوا من أبسط الأشياء التي سيلحظها من سيختارون الدولة التي ستنظم البطولة. وللحديث بقية