كتبت - تهاني صلاح: الاثري بحي السيدة زينب التابع لمكتبة الاسكندرية, لقاء شارك فيه مجموعة كبيرة من الناشطين الذين شاركوا في ثورة 25 يناير والخبراء السياسيين, بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حدادا علي ارواح الشهداء. الدكتور خالد عزب قال في كلمته ان فكرة حوارات المستقبل قائمة علي رصد مايحدث, دون الاغراق في التفاصيل الماضية, ودون اغفال الحديث ايضا عن المستقبل لافتا الي ان أجهزة الاعلام ظلت ترتكز علي ميدان التحرير دون الاسكندرية التي كانت تشهد مظاهرات مليونية في العديد من الايام, وصلت في الجمعة الاخيرة, والتي شهدت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك الي ثلاثة ملايين متظاهر, وهو اليوم الذي شهد مفاوضات من جانب المتظاهرين وقادة الجيش لعدم اقتحام المتظاهرين للقصر الرئاسي في الاسكندرية. واتهم الحضور وزير الاعلام المقال انس الفقي بتشويه الثورة والثوار من خلال ماكانت تقدمه القنوات التليفزيونية والاذاعية المصرية ودعوا الاعلام الرسمي الي اظهار الدور الوطني للثورة, وخاصة خارج القاهرة. حيث ابلي الثوار في السويس والمنصورة والاسكندرية بلاء عظيما.. وكانوا من اهم اسباب نجاح الثورة. وتدخل د. خالد عزب ليؤكد ان هناك الكثير من المدن في المحافظات شهدت مظاهرات ضخمة. الا ان القاهرةوالاسكندرية كانا يشهدان الارهاصات السياسية الشبابية.. ودعها كل من يمتلك وثائق فعلية ان يقدمها للمكتبة للقيام بتوثيقها في اطار مشروعها الذي شرعت في تنفيذه. ومن جانبه قال الفنان التشكيلي سيد هويدي ان ماحدث هو ثورة شعبية بكل المعايير, كما ردد الاعلام الرسمي ولايزال يردد وان المتظاهرين في الوقت الذي كانوا يقدمون فيه الورود للشرطة في يومي25 و28 يناير, كانت اجهزة الامن تقابلهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والاخر المطاطي. واكدان المشهد الحضاري للمتظاهرين في ميدان التحرير كان يعكس الرغبة الحضارية الحضارية في اجراء تغيير حقيقي, بدأ بإسقاط النظام, وخاصة من هو علي رأسه دون ان يهبط السقف بالحرص علي اسقاط النظام بأكمله. وليس فقط الاكتفاء بتنحي الرئيس, والعمل علي استمرار المطالبة بإقالة الفريق احمدشفيق وحكومته التي تحظي برفض شعبي جارف وتناول احمد عيد. من ائتلاف ثورة25 يناير, البدايات الاولي لهذه الثورة, معتبرا انها بدأت في4 ابريل في العام2004 بظهور حرك كفاية والتي دشنت بداية الحركات الاحتجاجية داعيا الي اهمية تشكيل وعي بين المصريين بالمكاسب التي حققتها الثورة. من جانبه اوضح احمدبهاء الدين شعبان احد الأعضاء المؤسسين لحركة كفاية, ان هذه الثورة يعود تاريخها الي عقود مضت, وليس فقط الي فترة تدشين حركة كفاية وانها جاءت محصلة لثورتي القاهرة الاولي والثانية. والانتفاضات الطلابية في الستينات والسبعينات واتفق مع الاراء التي ذهبت الي القلق من القيام بثورة مضادة, واننا اذا كنا قد نجحنا في ازاحة رأس النظام, فإن جسده لايزال قائما, وخاصة جهاز مباحث امن الدولة, والذي كثيرا مامارس اشكالا عدة من البأس والبطش ضد جموع الشعب. ودعا د.سيف عبدالفتاح, استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الي اهمية التطهير الشامل في مؤسسات المجتمع المصري, بعد اسقاط الرئيس, وان يكون ذلك علي رأس اولويات المرحلة المقبلة من جانب الثوار. واشاد د. عمار علي حسن الباحث السياسي. هذه الثورة مؤكدا انها من اروع الثورات في العالم, بما يجعلها تفوق الثورة البلشفية والبرتقالية, غيرهما. فضلا عن انهاكانت اروع من ثورة1952, واذا كانت ثورة مصر الشعبية طالبت بتغيير سياسي واجتماعي, فإن ثورة52 طالبت فقط بتغيير اجتماعي, منتقدا الادعاء بأن ماتم هو ثورة شبابية فهي لم تكن كذلك, فقد انتقلت من الفيسبوك الي الناس بوك, ومن ثم اصبحت ثورة شعبية. اما الباحث الدكتور سمير مرقص فأكد ان الثورة احدثت تقاطعا بين الشباب والطبقة الوسطي, وان الثورة لم تنته بعد, لكونها بحاجة الي تغيير حقيقي واعادة هياكل بأكملها, تبحث عن علاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم, وتقييد سلطة رئيس الدولة واقامة عقد اجتماعي جديد بين المصريين. ومن جانبها دعت داليا حسني, عضو ائتلاف شباب الثورة الي اقامة مجلس رئاسي مدني عسكري بدلا من المجلس الاعلي للقوات المسلحة لادارة شئون البلاد في الفترة المقبلة, لحين اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية, واقامة لجنة قضائية تعمل علي محاربة فساد النظام المخلوع ومحاكمته. اما المهندس ابوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط الذي اعلن عن تشكيله اخيرا بحكم قضائي, فانتقد النظام السابق مؤكدا انه استأسد بشعبه, وان اي نظام اخري أتي بعده لابد ان يدرك انه اصبح من السهولة بمكان ان يثور الشعب ضد الفساد والاستبداد, وان الثورة اسقطت اكاذيب النظام المخلوع بالحديث عن الحريات وتطبيقه للديمقراطية. ودعا الي اطالة امد الفترة الانتقالية لتصبح عاما علي الاقل لتهيئة المناخ العام لاقامة احزاب صحية. بدلا من الاحزاب القائمة حاليا, والتي وصفها بالكرتونية علي ان يتم اطلاق حرية تشكيل الاحزاب. وبدوره حذر الكاتب الصحفي حلمي النمنم من الالتفاف علي الثورة وقال اذا كان مبارك قد تنحي فإن نظامه لايزال قائما, كما ان رموز الفساد لايزالون مستمرين في المشهد العام. اما سامح البرقي, عضو ائتلاف شباب الثورة, فتناول تنظيم الشباب للثورة في يومي25 و28 يناير الماضي, والزخم الذي اخذته الثورة بعد ذلك ونجاحها في كسر حاجز الخوف لدي الشعب المصري وان شعار الشعب يريد اسقاط النظام هو اقتباس من احد العامة الذيك ان يقود مظاهرة في شارع ناهيا قياسا علي الشعار الذي كان يرفعه الثوار التونسيون. وقال ان مطالبات المتظاهرين في البداية كانت اقالة الحكومة ثم حل مجلسي الشعب والشوري, الي ان اطلق هذا الشخص العامي شعاره بأن الشعب يريد اسقاط النظام, فالتف الجميع حول الشعار واستبق الندوة تصريح د.اسماعيل سراج الدين, مدير مكتبة الاسكندرية, بقوله: ان هذه الحوارات تأتي استمرارا للنهج الذي طرحته المكتبة العام الماضي في مؤتمر الاصلاح الذي تنظمه سنويا, والذي اعلنت فيه عن انشاء وحدة للدراسات المستقبلية يرأسها الباحث حسام تمام وتضم مجموعة من الشباب في مختلف التخصصات. واضاف ان تلك الحوارات تهدف الي التفكير في خيارات المستقبل بالنسبة لمصر عقب ثورة25 يناير, من خلال الحوار النقدي الذي يضم مختلف التيارات السياسية والفكرية, بحيث يتمخض عن الرؤي والافكار المطروحة برامج يمكن تطبيقها.