التفريط في الفوز والنقاط الثلاث كان أسوأ ما خرج به الأهلي من لقاء ستاد 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية.. ورغم تأكيد جوزيه علي رضاه التام عن أداء لاعبيه في المباراة إلا أن علامات الحزن والحسرة ارتسمت علي وجهه ورفض الحديث مع كثيرين في الأيام التالية للمباراة وكانت الأسباب معروفة خصوصا أن ضياع الفوز وضع الفريق في موقف حرج وبات مهددا بالخروج من البطولة التي يحمل الرقم القياسي بالفوز بها برصيد 6 ألقاب وضعته علي قمة وزعامة القارة السمراء. هذا التهديد دفع جوزيه لتغيير استراتيجيته في الاعداد للمباراة الهامة والمصيرية أمام الوداد المغربي في الدارالبيضاء يوم 11 سبتمبر الجاري وهي المباراة التي ستتحدد في ضوء نتيجتها الفرص الكاملة لفرق المجموعة.. ويعلم الجهاز الفني للأهلي أن هذه المباراة لا تعرف سوي لغة الفوز لأن أي نتيجة أخري لن تكون في صالح بطل مصر ولا تضمن له البقاء في دائرة الترشيحات. ويضع الجهاز الفني عدة نقاط أساسية في مرحلة الاعداد خصوصا وأن الأهلي يخوض يوم الثلاثاء المقبل مباراة دور ال 32 لكأس مصر أمام كيما أسوان بالقاهرة.. ويأتي تأهيل اللاعبين بدنيا وفنيا ونفسيا لمواجهة الوداد في مقدمة أولويات مانويل جوزيه قبل المباراة بعد أن ظهر معظم اللاعبين بمستوي غير لائق بالبطل الأسطوري للقارة الأفريقية وباستثناء محمد أبو تريكة الذي استعاد كثيرا من مستواه المعروف وكان أبرز العناصر التي شكلت خطورة علي مرمي بطل الجزائر وقد تكون الفائدة الواضحة في نجاح المدافع محمد نجيب الوافد الجديد في أول اختبار رسمي له مع الفريق.. ولا تعبر المشاركة القصيرة لصانع الألعاب وليد سليمان لعدة دقائق في الشوط الثاني عن قدرته علي تغيير الحال وإضافة جديد للفريق وشكل غياب أحمد فتحي دينامو الفريق تأثيرا كبيرا علي أداء فريقه خاصة أن اللاعب يتمتع بحماس كبير وقدرة هائلة علي شغل عدة مراكز وهي المشكلة التي واجهت جوزيه واضطر للدفع بلاعبه شريف عبد الفضيل في مركز الظهير الأيمن قبل أن يضطر ثانية لاستبداله والدفع باللاعب الصاعد أحمد نبيل مانجا بعد أن أصيب عبد الفضيل بشد في العضلة الخلفية. ويبحث مانويل جوزيه في الأيام القادمة عن الخلطة السحرية التي يفاجئ بها منافسيه لتحقيق الفوز في الأوقات الصعبة واللحظات الحرجة كما فعل من قبل أمام الصفاقسي التونسي في نهائي بطولة أفريقيا عام 2006 عندما انتزع كأس البطولة في الدقيقة الأخيرة بهدف لا ينسي للنجم محمد أبو تريكة وقد يكون محمد بركات هو الحل الأمثل الذي يبحث عنه المدير الفني وهو اللاعب الذي يمثل الورقة السائلة بين أيدي الجهاز الفني خاصة أن جوزيه يعتمد علي بركات كلاعب حر داخل الملعب لا يعرف المنافسون هل يلعب في الجهة اليمني أو اليسري أو خلف رأسي الحربة ويستخدمه تكنيكياً كورقة سائلة مهمة ومؤثرة. ومن المقرر أن يعود الفريق لاستئناف تدريباته في التاسعة والنصف من صباح اليوم بعد الراحة القصيرة التي حصل عليها اللاعبون لمدة 48 ساعة عقب التدريب الخفيف الذي أجراه الأهلي في أول ايام عيد الفطر المبارك للحفاظ علي مستوي اللياقة البدنية وجاهزية جميع اللاعبين. شارك في المران جميع اللاعبين وقرر مانويل جوزيه اعفاء لاعبيه الذين شاركوا في مباراة المولودية كاملة من فقرة التقسيمة حيث اجروا مراناً خفيفاً بالجري حول الملعب وفك العضلات بينما ادت باقي المجموعة ومعهم الثلاثي ابو تريكة ومتعب ودومينيك مراناً كاملاً تخلله بعض الفقرات الخاصة والتكتيكات التي يسعي الجهاز الفني الي تطبيقها خلال المباريات المقبلة.. بينما أدي الثنائي محمد ناجي جدو وشريف عبد الفضيل تدريباً منفرداً بالجري الخفيف حول الملعب في اطار البرنامج العلاجي الذي حدده لهما الجهاز الطبي قبل عودتهما للمشاركة في التدريبات الجماعية. وكان جدو قد تعرض لكدمة في العضلة الخلفية ولكنه تحامل علي اصابته واكمل مباراة المولودية.. بينما يعاني عبد الفضيل من شد في العضلة الخلفية واضطر جوزيه لاستبداله في الشوط الثاني من اللقاء ومن المنتظر أن ينضم الثنائي للتدريبات الجماعية غدا بعد عودة الفريق من الراحة. واتفق جوزيه مع أوسكار محلل الأداء في الأهلي علي إعداد تسجيلات لمباريات الوداد السابقة في البطولة الأفريقية وتحليلها بعناية فائقة لدراسة المنافس الذي يمتاز بالهجوم الشرس بدليل أنه أحرز 9 أهداف خلال الجولات الأربع السابقة بينها 3 أهداف أحرزها في مرمي الأهلي في المباراة التي أقيمت في الجولة الأولي بالقاهرة بدون جمهور. ومن المقرر أن يعقد الدكتور محمد فكري أستاذ الطب النفسي جلسات مع جميع اللاعبين بشكل جماعي وفردي لتهيئتهم لخوض هذه المباراة المهمة واعدادهم نفسيا لكيفية التعامل مع مثل هذه المناسبات المصيرية خصوصا مجموعة اللاعبين المنضمين حديثا للأهلي وغير المعتادين علي هذه الأجواء.