اشعر بحيرة شديدة في الفصل بين الحياة الشخصية والعملية للعديد من الشخصيات او بين مايقولون وما يفعلون وعشت سنوات لا اجد امامي وظللت لفترة ليست قصيرة من شبابي وحتي وقت قريب لا اري سوي الاسود اسود والابيض ابيض وبنيت مواقفي تجاه كثير من الاشخاص علي هذا الاساس وان الذين يؤمنون والصالحين يقولون دائما ما يفعلون ! كانت امامي وقتها العديد من النماذج لمثل هؤلاء الناس الذين يقولون عكس ماهم عليه فكان شاعر الفحولة البريطاني كارليل جبانا في حياته وكان الفليسوف الفرنسي جان جاك روسو شاذا في بعض من حياته هو لم يكن مثليا ولكن كانت له طريقة سخيفة في الشعور بالاثارة ليس هذا مكان تفصيلها ولم اعط الدكتور لويس عوض مايستحق من اهتمام منذ قرأت له »في سجن العمر« حيث كتب في سيرته انه زار يوما بيت بغاء وقضي حاجته ببريزة أي عشرة قروش كما شعرت ان الكاتب الكبير توفيق الحكيم يبيع لنا الوهم فقد انكر علي ابنه اسماعيل ان يعمل في الموسيقي وتدخل فيما يحب ان يعمل في حين انه فعل ما لا يحب والده في العمل الذي يريده وقس علي هذا حكايات كثيرة لغيرهم! ومع مرور الايام تعلمت ان الامور لا تقاس هكذا وان هؤلاء العظماء بشر وليسوا ملائكة وانهم مهما كانت مثل تلك الاشياء التي كنت أراها من النواقص تبقي اسهاماتهم في الفكر والادب باقية وعظيمة لا يمكن ان نرهنها بتصرف هنا وهناك كنت اجده يمس طهارة المفكر عن كل عيب مهما كان صغيرا ولكنني ومنذ ايام وجدت نفسي اعود الي مبدأ الطهارة وكان السبب ذلك المؤتمر العجيب الذي عقده عدد من المراكز الحقوقية بسبب التحقيقات الجارية في التمويل الاجنبي الذي حصلت عليه بعض منها ووجد البعض ان المواجهة تكون بعقد ذلك المؤتمر لابتزاز المجلس العسكري باتهامه بأنه يشن حربا ضد المراكز الحقوقية ولم يكن من الغريب ان يكون هناك حرص كبير علي حضور المراسلين الاجانب وكان حضورهم بالفعل لافتا للنظر وكانت الرسالة التي وجهوها ان الكلام في التمويل الاجنبي عيب وان الحكومة نفسها تحصل علي تمويل اجنبي ومساعدات ومنح وكلام بايخ يقوله اطفال بمنطق " اشمعني يعني " ! ووجدت حكاية الطهارة والنقاء والابيض والاسود تعود الي عقلي مرة اخري ووجدت ان بعض الاسماء التي كنت اكن لها الكثير من الاحترام تسقط من قائمة المحترمين وتذكرت مثلا خليجيا قاله لي الشاعر القطري المحترم حمد محسن النعيمي منذ سنوات ويقول " لا تبوق ولا تخاف "وبالمصري طالما ما سرقتش ماتخافشي! قد اقبل من أي مفكر أي شيء فهو يصنع فكرا يهدي البشرية ولكن من غير المقبول ان يجد أي رجل يزاول عملا عاما في القضايا الحقوقية ان علي رأسه دولار ويرفض ان يفصح عما تقاضاه من تمويل اجنبي وفيما انفقه ومن أي دولة حصل عليه وهل لديه حسابات منتظمة توضح كل بنس حصل عليه ام ان الحكاية "بلطجة " ! ارجوكم بلاش لف ودوران والمحترم والقانوني لايجب ان يكون في صف واحد مع " الحالانجية " ارجوكم افصحوا عن دولاراتكم رحمكم الله مع خالص تقديري لجهد مشكور قام به المحترمون حيث يكون التمييز بلونين فقط اسود ومهبب او ابيض زي الفل! ارجو ان يتحرك المحترمون قبل ان نجد اعلانا يقول : للبيع بالجدك لاعلي سعر مركز حقوقي ايراده الخارجي مليون دولار سنويا ! آخر سطر : قال تعالي : " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .. والكلام للذين أمنوا ! [email protected]