أحسب أن علي الوزراء العرب المقرر اجتماعهم بجامعة الدول العربية اليوم، البحث بجدية في تلك الظاهرة المثيرة للاستياء والغضب العربي والفلسطيني، والمتمثلة في الاصرار الواضح من جانب الرئيس الامريكي »ترامب» علي اتخاذ المزيد من القرارات والمواقف السلبية والعدائية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. آخر القرارات هو إغلاقه لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، في خطوة تصعيدية جديدة ضد الشعب الفلسطيني، والمنظمة التي هي الممثل الشرعي لهذا الشعب المنكوب بالاحتلال الصهيوني العنصري. والقرار الجديد يأتي في إطار الانحياز المعلن من جانب ترامب لإسرائيل، حيث أن أسبابه المعلنة تؤكد علي أنه يأتي لمعاقبة السلطة الفلسطينية، علي رفضها الانصياع للإدارة الامريكية، التي طالبتها بوقف سعيها لمحاكمة اسرائيل علي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، أمام المحكمة الجنائية الدولية. وإذا ما أضفنا هذا القرار المتعنت للقرارات الأمريكية السابقة التي اتخذتها إدارة ترامب والتي كان أكثرها شراسة وعدوانية، هو نقل السفارة الامريكية إلي القدس، وما تلاها من وقف التمويل الامريكي للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة »الأونروا»، لوجدنا أمامنا حالة من حالات العنف والعداء السياسي السافر والمستفز ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أيضا. وهذه القرارات في مجملها تؤكد التحدي الأمريكي المعلن لجميع القرارات الدولية، الصادرة عن الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وهذه القرارات تسلب الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير مصيره والتحرر من الاستعمار،..، كما تؤكد أيضا تحدي ترامب للشعوب والدول العربية الساعية والمطالبة بالسلام العادل والدائم للشعب الفلسطيني. ليس هذا فقط، بل إن هذه القرارات والاجراءات الامريكية تفتقر في ذات الوقت، للمسئولية الاخلاقية والحس الانساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وتهدد نصف مليون طالب فلسطيني في الضفة والقطاع واللاجئين المتواجدين في الأردن وسوريا ولبنان بالتوقف عن تلقي التعليم، الذي كانت تتيحه لهم الاوتروا. والسؤال الآن.. هل يبحث الوزراء العرب ذلك اليوم،..، أم أن لديهم اهتمامات أخري؟!