في يوليو الماضي كتبت عن الاختراع الهندي المذهل، الذي يطرح »فيلا« أنيقة تتسع لأسرة مكونة من أربعة أفراد يبدأ ثمنها ب23 ألف روبية هندية، أي مايساوي 006 »ستمائة« دولار أمريكي فقط لاغير! النموذج الأصغر والأرخص صمم بحيث تتغير استخداماته النهارية عن احتياجاته الليلية. في الصباح تتكون الفيلا من غرفة معيشة- صالون- ومكتب ومطبخ وفي المساء تتحول إلي غرفتي نوم مستقلتين، مساحة الفيلا تبدأ بعشرين »02« مترا مربعا، وهناك ماكيت أكبر بمساحة 30 مترا مربعا يرتفع ثمنها قليلا 44 ألف روبية- نحو 057 دولارا- المهم ان هذه الفيلات سابقة التجهيز، ويقوم أصحابها بتجميعها بأنفسهم خلال سبعة أيام علي الأكثر، السقف والأبواب والشبابيك تقدم جاهزة للمشترين. الفكرة تنفذها- حاليا- مصانع الاقتصادي الهندي، محقق أحلام الفقراء: »راتان تاتو« الذي سبق ان صمم وانتج أرخص سيارة في العالم اسماها: »نانو« وكما انتشرت هذه السيارة ينتظر ان تلقي الفيلا اقبالا كبيرا في مناطق الهند الشاسعة التي يعاني سكانها من أزمة الاسكان وارتفاع أسعار الشقق إن وجدت في الأصل، فقد تلقت شركة »تاتو« عروضا كثيرة من الحكومات المحلية للولايات الهندية تطلب التعاقد علي إنشاء عشرات الآلاف من تلك الفيلات وعرضها للبيع أمام الملايين المحرومين من سقف ينامون تحته، ومن معيشة آدمية هي أبسط حق لهم طال انتظاره من حكومات مشغولة بأي شئ وكل شئ ماعدا الاهتمام بحل مشاكل وأزمات البسطاء والفقراء والمحرومين. هذا ما كتبت عنه في يوليو الماضي، وكم أسعدني ما قرأته منذ يومين عن قرار أصدره وزير الإسكان: الدكتور فتحي البرادعي »بطرح 0016 قطعة أرض للإسكان العائلي بمساحات تبدأ ب012 أمتار وحتي 572 مترا في 21 مدينة جديدة، كدفعة أولي من إجمالي الأراضي التي ستطرحها الوزارة وتبلغ 001 ألف قطعة- بدءا من شهر سبتمبر القادم- في مدن: الشروق و51 مايو وبدر والسادات وبرج العرب، والعاشر من رمضان والمنيا الجديدة وبني سويف وأسيوط الجديدة وسوهاج الجديدة والصالحية.. وغيرها« واضاف الدكتور فتحي البرادعي أن هذه الأراضي تلبي احتياجات شريحة الدخول المتوسطة، حيث يتم تحديد السعر بنحو 083 و085 جنيها- حسب تكلفة توصيل المرافق وطبيعة كل مدينة والأراضي المتوافرة بها- ويتم سداد 52٪ من ثمن الأرض مقدما والباقي علي أربعة أقساط سنوية علي أن يتم البناء خلال خمس سنوات ويشمل البناء دورا أرضيا وثلاثة أدوار، ولا يمكن التصرف في هذه الأراضي إلا بعد مرور خمس سنوات علي اصدار شهادة صلاحية المبني بعد استكماله ضمانا لتعمير المدن الجديدة ولعدم المتاجرة بالأراضي«. الفكرة جيدة وأثق في إنها ستلقي ترحيبا من المواطنين أصحاب الدخول المتوسطة كما قال د. فتحي البرادعي. وأعرف ان وزير الاسكان لن يتوقف عند هذه الفكرة، وإنما سيتوسع فيها بهدف توفير السكن الرخيص امام قطاعات عريضة من المواطنين محدودي الدخل من خلال دراسة طلبها وتستعرض العديد من التجارب التي سبقتنا إليها دول العالم التي يعاني فقراؤها من أزمة إسكان. وتأتي التجربة الهندية علي رأس قائمة تلك الدول التي تهتم فعلا- لا قولا ووعودا- بمعاناة طبقات عريضة من سكانها الباحثين عن سقف يقيمون تحته. إن صور نماذج »فيلات« الأحلام الهندية- »النانو تاتا«- احتلت صفحات كبريات الصحف العالمية، مع شرح لتصميماتها وتجهيزاتها التي تتفق مع أحدث التقنيات العالمية لحماية البيئة، مثل توفير الكهرباء من الطاقة الشمسية- صديقة البيئة- المجانية والدائمة، وكم نتمني ان نري اليوم الذي نكرر فيه هذه التجربة الرائدة، ونتباهي أمام العالم بأننا حققنا شعار »فيلا.. لكل فقير«!