سمعنا من قبل عن أرخص سيارة في العالم، تلك التي أنتجتها مصانع »راتان تاتا« نسبة إلي صاحبها الاقتصادي الهندي الشهير وأطلق عليها اسم »نانو« وبدأ طرحها للبيع منذ عام 8002 بنحو ألفي دولار فقط! الجديد اليوم ان الاقتصادي الهندي »تاتا« الذي يهمه فقط تحقيق أحلام المستهلكين البسطاء، أضاف سلعة مبتكرة فريدة من نوعها تقدم حلاً سحرياً لأزمة الإسكان التي تعاني منها قطاعات عريضة في شعوب الدول النامية محدودة الدخل. الاختراع الجديد يقدم »فيلا« أنيقة تتسع لمعيشة وإقامة أسرة مكونة من أربعة أفراد يبدأ ثمنها ب 23 ألف روبية هندية، أي ما يساوي 006 »ستمائة« دولار أمريكي فقط لاغير! صور نماذج »فيلات« الأحلام »النانو تاتا« تحتل حاليا صفحات كبريات الصحف العالمية وتحتها شرح لتصميماتها وتجهيزاتها التي تتفق مع أحدث التقنيات العالمية لحماية البيئة، مثل توفير الكهرباء من الطاقة الشمسية صديقة البيئة المجانية والدائمة. النموذج الأصغر والأرخص في حدود ال 006 دولار صمم بحيث تتغير استخداماته النهارية عن احتياجاته الليلية، في الصباح تتحول الفيلا إلي صالون ومكتب ومطبخ، وفي المساء تصبح غرفتي نوم مستقلتين. مساحة الفيلا تبدأ ب 02 متراً مربعاً، وهناك ماكيت أكبر بمساحة 03 متراً مربعاً يرتفع ثمنها قليلا 44 ألف روبية نحو 057 دولاراً المهم أن هذه الفيلات سابقة التجهيز ويقوم أصحابها بتجميعها بأنفسهم بسهولة شديدة وخلال سبعة أيام علي الأكثر. السقوف والأبواب والشبابيك تقدم جاهزة للمشترين. مصانع »تاتو« عرضت 03 نموذجا لفيلات »نانو« في مناطق الهند التي يعاني سكانها من أزمة الإسكان وارتفاع أسعار الشقق إن وجدت في الأصل. وتلقت شركة »تاتو« عروضا كثيرة من الحكومات المحلية للتعاقد علي أفضل العروض لإنشاء عشرات الآلاف من تلك الفيلات وعرضها للبيع أمام الملايين المحرومين من سقف ينامون تحته، ومن معيشة آدمية هي أبسط حق لهم طال انتظاره من حكومات مشغولة بأي شيء وكل شيء ماعدا الاهتمام بحل مشاكل وأزمات البسطاء والفقراء والمحرومين. لقد قرأت منذ يومين تصريحا للدكتور محمد فتحي البرادعي وزير الإسكان أشار فيه إلي خطة الوزارة في توفير أكبر عدد ممكن من الشقق لمحدودي الدخل، وأتصور أن هذه الشقق مهما أمكن السيطرة علي تكاليفها وشفافيتها لن تهبط أسعارها إلي ما وصلت إليه أسعار »فيلات النانو« الهندية، وكم أتمني من الأستاذ الدكتور المهندس فتحي البرادعي أن يلقي نظرة علي الاختراع الهندي فربما تحمس له وفكر في نقله إلي مصر ليفتح أبوابا عريضة ظلت ولا تزال مغلقة في وجوه الملايين من المصريين الحالمين بشقة آدمية تغنيهم عن الخيام أو الأكواخ في المناطق العشوائية التي فشلت حكوماتنا المتعاقبة في حلها أو حتي حل بعضها في معظم مدننا وقرانا. هل يتصور وزير الإسكان كما تصورت أن يأتي اليوم القريب الذي نري فيه ملايين الفيلات »النانو« فوق الأراضي المهجورة، والصحاري القريبة أو البعيدة، ومناطق العشوائيات، والأحياء العتيقة التي تنهار مبانيها بين لحظة وأخري، وتعرض الفيلا بسعر يقل قد يتجاوز ال 5 آلاف جنيه ولا يزيد علي ال 01 آلاف؟! قد يري البعض ان الاختراع الهندي وهم، لكن الاقتصادي الشهير: »راتان تاتا« استطاع تحقيقه، فهل »المصري« أقل ذكاء وإنجازاً من »الهندي؟! لا أظن.