يبدو أن عدوان القوات الإسرائيلية علي الحدود المصرية عند العلامة 97 في منطقة النقب- ليس خطأ غير مقصود، ولكنه أمر مبيت ومدبر ومغلف بسوء النوايا من جانب إسرائيل ضد قوة حرس الحدود المصرية وبحجة مطاردة العناصر المجهولة التي أطلقت النار داخل الأراضي الإسرائيلية. ويبدو ذلك الاستفزاز الاسرائيلي واضحا من خلال اجتياز الاسرائيليين خط الحدود لمسافة عدة كيلو مترات ووقوع القتلي والجرحي من قوات حرس الحدود داخل الأراضي المصرية »واستشهاد ضابط وأربعة جنود« وهو ما يعتبر في حد ذاته بمثابة اعتداء إسرائيلي علي السيادة المصرية علي خط الحدود وبدون مراعاة لاتفاقية السلام بين البلدين.. ومهما حاولت اسرائيل تبرير ما حدث.. ومهما حاول الجنرال باراك وزير الدفاع الاسرائيلي تهدئة الغضب من جانب مصر بفتح تحقيق مشترك مع الجيش المصري في حادث الشهداء الخمسة العسكريين فإنه أمر لا يمكن السكوت عليه..! - لأنه يعتبر اعتداء متعمدا من جانب الجيش الاسرائيلي بشهادة قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات العاملة في سيناء وتقريرها الذي يؤكد علي نقطتين هما: اجتياز الشريط الحدودي -بطائرات الهليكوبتر- واطلاق الرصاص وقتل الجنود..- ولأنه يعتبر خرقا لاتفاقية كامب ديفيد وبنودها الخاصة بترتيبات الأمن علي الحدود المصرية الاسرائيلية.. - ولأنه يعتبر عدوانا علي السيادة المصرية في »المنطقة ج« من الحدود وبلا مبرر لاطلاق النار علي حرس الحدود داخل الأراضي المصرية.. وانتهاكا لبنود الاتفاقية التي أكد عاموس جلعاد أنها »استراتيجية«.. لذلك انفجر الغضب في مصر ضد اسرائيل، واعتبر الشعب المصري ان ما حدث عدوان علي القوات المصرية التي تقوم بواجبها في حراسة الشريط الحدودي »في منطقة النقب« وحفظ الأمن في سيناء.. وهي سابقة خطيرة بصرف النظر عما يسفر عنه التحقيق المشترك، وبينما الغريب ان اسرائيل تعلن دائما انها تحرص علي اتفاقية السلام مع مصر.. وإذا كانت اسرائيل تتعلل علي لسان مدير المخابرات الحربية الاسرائيلية مؤخرا: بأن مصر لا تسيطر علي الحدود في سيناء.. فإنها تتحمل المسئولية لانها ترفض السماح بزيادة قوات حرس الحدود في »المنطقة ج« والتي تبلغ 057 جنديا فقط -والمزودة بالأسلحة الخفيفة فقط- وبينما تعتبر مسئولة عن حماية خط الحدود الذي يمتد قرابة 022 كيلو مترا: وهو عدد محدود لا يمكن السيطرة الكاملة علي منافذ ودروب المنطقة الصحراوية المفتوحة- من قطاع غزة وإلي طابا- وبالمقارنة مع عدد القوات الاسرائيلية التي تسمح الاتفاقية بوجودها في الشريط الحدودي »المنطقة د« والتي تبلغ 0004 جندي ومزودون بالمدرعات..! وإذن لابد من وقفة مراجعة وإعادة نظر في بنود الاتفاقية وخاصة فيما يتعلق بالملحق الأول من البروتوكول الخاص بالانسحاب الاسرائيلي وترتيبات الأمن.. ولابد من إلقاء نظرة خاصة عليه بعد مضي ثلاثين عاما: »المادة الثانية: تحديد الخطوط النهائية والمناطق:« بغية توفير الحد الأقصي لكلا الطرفين بعد الانسحاب النهائي فإن الخطوط والمناطق الموضحة علي الخريطة رقم 1 يتم إنشاؤها وتنظيمها علي الوجه التالي: 1 المنطقة »أ« »1« المنطقة أ يحدها من الشرق الخط الأحمر ومن الغرب قناة السويس والساحل الشرقي لخليج السويس.. »2« تتواجد في هذه المنطقة قواعد عسكرية مصرية من فرقة مشاة ميكانيكية واحدة ومنشآتها العسكرية وتحصينات ميدانية.. »3« تتكون العناصر الرئيسية لهذه الفرقة من: ثلاثة ألوية مشاة ميكانيكية - لواء مدرع واحد- سبع كتائب مدفعية ميدانية تتضمن حتي 621 قطعة مدفعية- سبع كتائب مدفعية مضادة للطائرات تتضمن صواريخ فردية أرض/جو وحتي 621 مدفعا مضادا للطائرات- وحتي 032 دبابة - وحتي 084 مركبة مدرعة من جميع الأنواع- إجمالي حتي 22 ألف فرد. ب المنطقة ب: »1« يحدها من شرق الخط الأخضر ومن الغرب الخط الأحمر. »2« توفر الأمن في المنطقة وحدات حدودية مصرية من أربع كتائب مجهزة بأسلحة خفيفة وبمركبات عجل تعاون الشرطة المدنية في المحافظة علي الأمن في المنطقة وتتكون من 0004 فرد.. »3« يمكن اقامة نقاط إنذار ساحلية أرضية قصيرة المدي ذات قوة منخفضة لوحدات الحدود علي الساحل »4« تنشأ في المنطقة تحصينات ميدانية ومنشآت عسكرية لكتائب الحدود الأربع.. ج المنطقة ج: يحدها من الغرب الخط الأخضر ومن الشرق الحدود الدولية وخليج العقبة.. »1« تتمركز في المنطقة ج قوات الأممالمتحدة والشرطة المدنية المصرية فقط »حرس الحدود« »2« تتولي الشرطة المدنية المصرية المسلحة بأسلحة خفيفة أداء المهام العادية للشرطة داخل هذه المنطقة »3« توزع قوات الأممالمتحدة داخل المنطقة وتؤدي وظائفها المحددة »في ذلك الجزء من سيناء التي تقع في نطاق 02 كيلو مترا من البحر المتوسط وفي منطقة شرم الشيخ« د المنطقة د: يحدها من الشرق الخط د »الأزرق« ومن الغرب الحدود الدولية.. »1« تتواجد في هذه المنطقة قوة اسرائيلية محدودة من أربع كتائب مشاة ومنشآتها العسكرية وتحصينات ميدانية. »2« لا تتضمن القوة الاسرائيلية دبابات أو مدفعية أو صواريخ فيما عدا صواريخ فردية أرض/جو »3« تتضمن العناصر الرئيسية للكتائب المشاة الاسرائيلية الأربع حتي 081 مركبة مدرعة من جميع الأنواع وحتي 0004 فرد. هكذا تبدو الصورة في سيناء وعلي خط الحدود ويتضح مدي التفوق الاسرائيلي من الناحية العسكرية في الشريط الحدودي ولذا لابد من إعادة النظر في بنود الاتفاقية بحيث تتمكن القوات المصرية من بسط سيطرتها في المناطق المحددة لها!