دماء شهدائنا في العدوان الإسرائيلي الحقير لن تذهب هدرا. وسوف يدرك العدو الإسرائيلي »ومن وراءه« قريباً حجم الخطأ الذي ارتكبه حين وضع ارادة مصر الثورة موضع الاختبار، وسوف يدرك ان عليه أن يتعايش مع واقع جديد تسترد فيه مصر موقعها الطبيعي ولا يكون في دائرة الحكم فيها »من قريب أو بعيد« من كان العدو الإسرائيلي يعتبره كنزا استراتيجيا له!! ولكن قبل ذلك، دعونا نتوقف أمام ما يحدث علي أرض سيناء الطاهرة وعلي حدودنا المقدسة باعتباره التهديد الأكبر الذي يواجهنا والذي يفرض علي الجميع وحدة الصف في مواجهة خطر لا يجب ان نستهين به مطلقا بعد ان بانت ملامح المؤامرة، والتحالف غير المقدس الذي ينفذ هذه المؤامرة ضد مصر وثورتها المجيدة. لقد كان غريبا ان يبدأ الكيان الصهيوني الحديث مبكرا عن غياب الأمن في سيناء، وعن مخططات اسرائيلية جاهزة للسيطرة علي شريط حدودي »داخل مصر« لمواجهة ذلك!! ثم كان الاغرب ان يتحرك أصحاب الرايات السوداء علي الفور في سيناء، وبينما تتحرك قواتنا المسلحة لمواجهتهم يأتي العدوان الأخير من الكيان الصهيوني بعد حادث تعرف اسرائيل جيدا انه ليس من تدبير مصر، ومع ذلك تمضي في اعتدائها، ثم تفاجئنا أمريكا بتصريح وزيرة خارجيتها الوقح الذي تطالب فيه مصر بتنفيذ التزاماتها بحفظ الأمن في سيناء (!!) وكأنها تبرر لإسرائيل عدوانها، وتمهد لما هو أخطر!! يتصور أطراف المؤامرة أنهم قادرون علي دفع الوضع الداخلي في مصر إلي الانهيار، ولكنهم واهمون.. فمصر تعرف كيف تتوحد في لحظات الخطر، والشعب الذي قام بالثورة يعرف أن كرامة مصر وأمنها القومي فوق أي خلافات، والجيش الذي حرر سيناء بالدم وأغلي الشهداء لن يفرط في السيادة الكاملة علي كل شبر من أرض الوطن، ومصر بعد الثورة ليس فيها »كنوز استراتيجية« لإسرائيل.. أو لغيرها!! كل الخلافات بيننا مؤجلة، وكل الانقسامات لا مكان لها، فالوطن في خطر، واطراف المؤامرة يعملون »إيد واحدة«!!