أبدع المزارعون في قرية الشوحط ببئر العبد شمال سيناء في زراعة الكنتالوب اسفل الصوب والانفاق البلاستيكية ،واكتسبوا خبرات كبيرة في هذا المجال، ما حقق حالة من الاكتفاء الذاتي علي مدار السنوات الماضية.بل اصبح المحصول يمثل شهرة للمحافظة في مختلف محافظات مصر ويطلق علية »الشهد السيناوي» وعلي الرغم من الظروف الأمنية التي تشهدها محافظة شمال سيناء، إلا أن المزارعين استطاعوا أن يتحدوا تلك الظروف ويقهروا الإرهاب - علي حد وصفهم - بزراعة »الكنتالوب»، والذي تشتهر سيناء بزراعته لخلوه من المبيدات والأسمدة، فضلا عن مذاقه الشهد الخالص. وتمثل الصوب الزراعية والانفاق البلاستيكية وسائل لإنتاج المحاصيل الزراعية بوسائل غير تقليدية ، بغرض حمايتها من الظروف الجوية غير المناسبة، والتحكم في الظروف البيئية التي تلائم نموها الخضري والثمري من حيث درجات الحرارة وشدة الإضاءة؛ وينتشر المزارعون داخل الصوب او البيوت البلاستيكية لجني ثمار الكنتالوب دون كلل أو ملل.. فهم يجدون طعما خاصا ومميزا ،علي الرغم من التعب والجهد الكبير الذي يبذله المزارعون في قطف الثمار البلدية اللذيذة. يقول ابراهيم طاهر »مزارع» ان الزراعة اسفل الصوب الزراعية مكلفة للغاية لكن عائدها مجز ، مشيرا الي انه تمكن من جني محصول »الكنتالوب» قبل شهر تقريبا ، ونقله إلي أسواق الجملة بالعبور و6 أكتوبر ، لوجود اقبال شديد عليه نظرًا لجودته وتميزه، حيث يتم حجز المحصول قبل نضجه من قبل التجار.وأضاف أنه رغم الأوضاع الأمنية التي تشهدها المحافظة، إلا أن المزارعين أتموا زراعة »الكنتالوب»، في تحدٍ منهم للإرهاب علي حد وصفه. وأشار ابراهيم سليمان العكش »مزارع» نحن نأكل من عرقنا حيث نقوم بالزراعة وننتج محاصيل زراعية عليها طلب في الاسواق ونشعر بقيمتنا للدور الواقع علينا بمساعدة الدولة في الانتاج من أجل نجاح خط التنمية ، وأضاف ان محصول الكنتالوب السيناوي، يزرع في مناطق صحراوية بكر، ويحتاج عناية خاصة لكونه لا ينمو علي أي أنواع من السماد أو المبيدات الزراعية، في تحد لكل أساليب الزراعة الحديثة علي مستوي الجمهورية، كما أنه يتميز بمذاقه الحلو والذي يطلق عليه الشهد السيناوي .، ويقول المزارع إبراهيم أحمد ، تعلمنا اساليب الزراعة بالطرق الحديثة اسفل الصوب والانفاق البلاستيكية باستخدام طرق الري بالتنقيط رغم انها مكلفة الا إن زراعة الكنتالوب من الزراعات الواعدة، ويشهد شهرا ابريل ومايو من كل عام ذروة الموسم ، وتغزو الثمار الناضجة الأسواق بكميات كبيرة. واشار الي أن التربة في سيناء صالحة وجيدة لزراعة الكنتالوب ، خاصة انه لا يتم اضافة أي مبيدات ، ولذلك فهو يحقق رواجا كبيرا في مختلف الأسواق حيث يحقق عائدا كبيرا للمزارع، مشيرا الي ان تجار سوق العبور يقومون بتضمين المحصول او شرائه بعد الحصاد لإعادة فرزه وتسويقه حسب مستوي الأسواق في احياء القاهرة والجيزة والقليوبية ،وقد تزامن موسم الكنتالوب هذا العام مع شهر رمضان وهو أمر جيد، فتناول قطع من الكنتالوب او الخيار مع وجبة السحور كفيل بتبديد شعور العطش لدي الصائم. وقال المزارع نعمان وهبة ان عملنا في جني محصول الكنتالوب متعب ومرهق جدا، خاصة في الأيام التي تشتد فيها درجات الحرارة، لكن مجرد أن ينتهي اليوم ننسي تعبنا ، وقال إنه :»في كل موسم ، نذهب أنا وزوجتي واولادي طيلة أيام الأسبوع، وفي أيام العطل المدرسية نصطحب معنا أولادنا لمعاونتنا وللإسراع في انجاز العمل لتحقيق عائد مجز خاصة ان الانتاج بكر ويلقي رواجا في مختلف اسواق الجمهورية فنحن لا نضيف اي مبيدات والزراعات عضوية خالية من أي ملوثات كما اننا ننتج محاصيل في غير اوقاتها لتوفير السلعة امام المواطنين . . وقال المهندس عبد الحميد الاخرسي نقيب الفلاحين بشمال سيناء ان هناك خبرات سابقة لدي مزارعي شمال سيناء في الزراعات أسفل الأنفاق البلاستيكية أو البيوت الزجاجية 0وقال إن تسويق إنتاج الكنتالوب يغزو أسواق المحافظات في مختلف أنحاء الجمهورية لإنتاجه في توقيتات لا يتواجد فيها هذا المحصول لاستخدام اقتصاديات عالية في الإنتاج تحت الصوب البلاستيكية وباستخدام الري بالتنقيط، والإنتاج العضوي الآمن ،وقال إن إنتاج الكنتالوب هذا العام متميز وقد أتاح الفرصة للمزارعين بتسويق الإنتاج إلي مختلف محافظات الجمهورية ،وطالب بإقامة محطة رئيسية لفرز الإنتاج وذلك عن طريق الجمعية المركزية حتي يكون للإنتاج قيمة ويحقق دخلا وفيرا للمزارع بعد ان شهدت الأسعار تراجعا ملحوظا للمحصول مشيرا إلي ان سعر الكيلو وصل إلي 2 جنيه نظرا لزيادة الإنتاج وأكد علي ان تنظيم عملية التجميع والفرز سيرفع من القيمة المضافة ويسمح بعملية التصدير إلي الأسواق الخارجية. من جانبه، أكد المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء»، أن المزارعين استطاعوا قهر الإرهاب والتغلب علي كل أوجه المعاناة لإنتاج محصول »الكنتالوب». لما له من شهرة واسعة بأنحاء الجمهورية، نظرا لأنه يزرع بمناطق بكر ولا ينمو علي أي أسمدة أو مبيدات زراعية.