العديد من أنواع الخضراوات والفاكهة تضررت كثيرا هذا الصيف إما بسبب سوء التعامل مع الموجات الحارة أو بسبب الإصابات المرضية والحشرية نتيجة ارتفاع الرطوبة المصاحبة للموجة الحارة فقد اختفت علي سبيل المثال في هذا الصيف فواكهة المشمش والخوخ والبرقوق والتفاح المصري الأخضر بسبب الموجة الحارة كما تضررت بشدة حاصلات الخضراوات من الطماطم والبطاطس والفاصوليا الخضراء والكوسة والخيار والبصل. العديد من الأمراض توطن في الترب الزراعية القديمة خاصة مرض العفن البني في البطاطس والبصل ثم تفشي فراشة توتا أبسيليوتا القادمة من الحدود الليبية من العام الماضي وانتشارها في جميع محافظات الدلتا، ولكنها لم تصل حتي الآن إلي محافظات القناة وأراضي سيناء. وبالمثل أيضا فإن تفشي العديد من الأمراض التي تصيب الطماطم والتي توطنت في الترب الزراعية القديمة في الوادي والدلتا بدءا من ديدان النيماتودا التي تضر بالجذور، حتي البياض والعنكبوت وفيروس تجعد وتكرمش أوراق الطماطم وشلل النبات ككل والمعروف باسم "الفيوزاريم"الذي تنقله الذبابة البيضاء والتي تتسبب في الخسارة الكبيرة في محصول الطماطم كل عام، وكما حدث هذا العام، وكذلك فراشة التوتا أبسيليوتا التي تصيب الطماطم أيضا وكذا الباذنجان والفلفل وجميع حاصلات الخضر. العفن البني لكل من البصل والبطاطس والذي توطن في الترب الزراعية القديمة أدي إلي اشتراط الدول المستوردة للبطاطس والبصل من مصر بالاشتراط علينا بأن تكون صادراتنا إليهم من هذه السلع من زراعات خارج أراضي الوادي والدلتا الموبوءة وكذا المناطق الخالية من توطن بكتريا العفن البني والنيماتودا كما تشترط ألا تزيد نسبة المبيدات في هذه الخضراوات المصدرة إليهم من البطاطس والبصل ومعهما أيضا الفاصوليا الخضراء النسب المسموح بها دوليا نتيجة إفراط المزارعين في الأراضي القديمة في استخدام المبيدات الزراعية لمقاومة تفشي هذه الأمراض في أراضيهم بما يؤدي إلي عودة العديد من صادراتنا إلي الخارج من البطاطس والبصل والفاصوليا والطماطم. أراضي سيناء الزراعية والتي تزيد مساحتها الزراعية في الشمال فقط عن 400 ألف فدان وتزيد عن ذلك إذا ما أوصلنا الترعة حتي مدينة رفح المصرية الحدودية من الممكن أن تكون الملاذ لمصر ولمصدري الخضر والفاكهة حيث الأراضي البكر الخالية من توطن النيماتودا والعفن البني للبطاطس والبصل وفيروس تجعد وتكرمش وشلل الأوراق والنبات في الطماطم كما لم تصل إليها حتي الآن فراشة التوتا أبسوليوتا بما يمكننا من الاستعداد لها من الآن وقائيا وكذلك لا تتواجد ولا تتوطن أمراض البياض والعنكبوت أو حتي المن والندوة العسلية وبالتالي فإن زراعة هذه الخضروات خاصة الطماطم والبطاطس والبصل والكوسة والخيار في أراضي شمال سيناء بزمام ترعة الشيخ جابر يضمن منتجات عالية القيمة خالية من الأمراض والإصابات الحشرية وتحتوي علي حدود آمنة من المبيدات المتبقية بهذه الثمار بسبب عدم الحاجة إلي المقاومة المفرطة وباستخدام أقل القليل من المبيدات أو ربما يكفي استخدام الرش الوقائي فقط للحماية من الإصابات قبل وقوعها بما يخلق رواجا تصديريا ومحليا أيضا بتوفير كميات كبيرة من هذه السلع الغذائية الأساسية بزراعتها في أراضي سيناء البكر والتي لم تصل إليها أغلب الأمراض والحشرات والحشائش التي توطنت في أراضي الوادي والدلتا وتتسبب في كوارث سعرية للمواطنين كما تبين من موجات غلاء الخضراوات خلال الشهرين الآخيرين والتي لا تتحملها مستويات الدخول الهشة. الفاكهة التي تشتهر بها أراضي سيناء والتي أصبحت في شوق إلي سريان مياه الترعة التي تحيي أراضيها وزراعتها خاصة المشمس والبرقوق والخوخ السيناوي والتفاح المصري والتين البرشومي يمكن أن توفر هذه الفاكهة المهمة في الأسواق المصرية بأسعار معتدلة نظرا لقرب أراضي سيناء من محافظات الوادي والدلتا بالإضافة إلي توفيرها بنوعيات مرتفعة بسبب احتراف أهالي شمال سيناء في إنتاج هذه الفاكهة ومعها أيضا الكنتالوب والبطيخ في زراعتهم المبكرة تحت الأنفاق البلاستيكية وإمدادها للأسواق المحلية وللتصدير للأسواق الخارجية مبكرا بما يضمن العائد الجيد للمزارعين وكذلك النوعيات الآمنة والعالية من هذه المنتجات ويحسن من سمعة المنتج المصري في أسواق التصدير. الخروج من أراضي الوادي والدلتا والتي توطنت بها أمراض الخضراوات والفاكهة والحاصلات الحقلية والتي تدهور بسببها وبسبب تفشي الحشائش إنتاجنا من الفول والعدس بما حذا بالمزارعين بالابتعاد عن زراعتهما لتكبد زارعيها لخسارة أكيدة وكذا البحث عن زراعة الخضراوات التصديرية والمحلية من الطماطم والبطاطس والبصل والكوسة والخيار والفاصوليا الخضراء ثم الفول والعدس والفاكهة من أشجار الحلويات المبكرة النضج من التين والمشمش والخوخ والبرقوق والتفاح والعنب يضمن للأسواق المصرية إمدادا مستمرا ومبكرا من هذه الحاصلات وبنوعيات مرتفعة تحتوي علي النسب الأقل من المبيدات المتبقية بها بما يرفع من قيمة ونوعية المنتج المصري المصدر لأسواق الخليج والأسواق الأوروبية وتعود لمصر سمعتها المفقودة لصادرات البطاطس والبصل والطماطم والفاصوليا الخضراء والفاكهة فأراضي سيناء بكر الخالية من الأمراض والحشائش والخالية من توطن لأي من أمراض التربة والنبات يمكن أن تقدم عونا كبيرا لزراعة الخضر والفاكهة والحاصلات الحقلية في مصر. كاتب المقال : استاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة