يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غدا مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لبحث تطورات الأزمة الإقتصادية في منطقة اليورو التي تتصاعد وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي. ولازالت أسواق المال من نيويورك الي باريس تشهد توترا بعد اسبوع جنوني انتهي بهدوء نسبي، لكن المخاوف بشأن النمو العالمي تزعزع ثقة المستثمرين. وينتظر المستثمرون من اللقاء بين ألمانيا وفرنسا اللتين تشكلان عماد الوحدة النقدية، اجراءات عملية لتجنب انتقال أزمة الدين العام الي بلدان مثل ايطاليا واسبانيا ثالث ورابع اقتصاد في منطقة اليورو. وفي مؤشر علي ازمة الثقة هذه نقل المستثمرون خمسين مليار دولار هذا الاسبوع من البورصات الي قطاعات اكثر امانا مثل الذهب، كما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز اي اكثر من حجم افلاس المصرف الامريكي ليمان براذرز في 2008. ورأي المحلل الاقتصادي "فرنسوا دوهين" ان "ذكري ازمة 2008 ما زالت ماثلة في اذهان المستثمرين وأموالهم التي تبخرت، لذلك يقومون بالبيع. واعتبر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في مقابلة مع صحيفة استرالية ان معاناة اليونان والبرتغال من ازمة ديون خانقة ووجود دول اخري مهددة ومن دون اي امكانية لخفض قيمة العملة يفتح إحتمال ان "تكون منطقة اليورو هي التحدي الأهم" للإقتصاد العالمي، داعيا الدول الاوروبية الي اتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن. ويخشي المستثمرون من ان تنتقل ازمة القطاع المالي الاوروبي الي الولاياتالمتحدة نظرا لارتباط المصارف الغربية ببعضها البعض. في الوقت نفسه فتحت الهيئة الأمريكية للأوراق المالية والبورصات تحقيقا بشأن الأساليب الحسابية التي اعتمدتها وكالة ستاندارد آند بورز للتصنيف الائتماني لتخفيض تصنيف الولاياتالمتحدة المالي. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المحققين يتناولون بصورة خاصة الأنماط الحسابية المعتمدة والتي اسفرت عما وصفته وزارة الخزانة بخطأ إسقاط مبلغ ألفي مليار دولار من حسابات "ستاندارد آند بورز" في توقعاتها للميزانية الأمريكية، كما يسعون لمعرفة موظفي الوكالة الذين كانوا علي علم بقرارها وبإعلانها الوشيك، للوقوف علي أي جرم قد يكون نتج عن معرفة سابقة. من جهته طمأن السفير الأمريكي جاري لوك في بكين المسئولين الصينيين امس علي سلامة استثماراتها بالدولار الأمريكي مضيفا ان اكبر اقتصادين في العالم يمكنهما ايجاد ارضية مشتركة رغم التوترات السياسية والاقتصادية. وبكين هي الدائن الاجنبي الاول للولايات المتحدة. وكانت الصين قد أعربت عن اسفها "للذعر والتقلبات الحادة في الاسواق التي تعكس ضعف ثقة المستثمرين في العالم الغربي".