بعد زواج دام 10 سنوات انفصل زوجان سعوديان بعد أن طلب الزوج من زوجته أن تحضر له سمبوسة باللحم ليجدها علي الإفطار بالجبنة.. فاستشاط غضبا وضربها وطردها.. وطلقها! خبر قرأته علي موقع اليوم السابع وعلق عليه كثيرون.. وجعله البعض موضوعا للتندر والتفكه والضحك.. بالنسبة لي لم يكن الأمر كذلك.. شعرت بحنق عميق.. وحزن أيضا.. وتقمصت دور الزوجة .. فكم داخلتني مشاعر الإذلال والقهر.. إذ كيف يمكن أن أفهم مثل هذا الموقف .. حين يصبح ثمن حياة زوجية وشراكة عمرها 10 سنوات مجرد قطعة سمبوسة؟.. كيف يهدم بيت من أجل هذه التفاهة .. وكيف يمكن لرجل أن يكون بهذا الافتراء والظلم ؟! .. الأصل في العلاقة الزوجية السكن والتواد والتراحم.. لكن بعض الأزواج يمارس دور الطاغية ويستخدم سلطته علي نحو شيطاني .. يجعل من الحياة لعبة بيديه.. أو قد يسيء استخدام سلطته علي نحو معين.. للتحايل علي الشرع والقانون.. مستعينا علي ذلك بمحامين "أذكياء" ينصحون الزوج الذي يريد ابتزاز زوجته بإعفائه من تبعات الصداق أو المؤخر.. بإبقاء الزوجة علي ذمته في بيته ومضايقتها وإساءة معاملتها والتقتير عليها بالإنفاق بغية إقدامها علي رفع دعوي خلع لتخسر معها كل حقها في مهرها الذي غالبا ما يكون مؤخره غير مدفوع.. وهذا شكل من أشكال سوء استخدام السلطة .. أما الأشكال الأكثر إيلاما فمتعلقة بما يسمي الطلاق التعسفي .. وهو مصطلح جديد .. ينطبق علي صاحبنا صاحب السمبوسة ومن يماثله ممن اتخذ الحياة الزوجية مسخرة.. وقصة يتندر بها الناس.. إن المشكلة الكبري هنا تكمن في إساءة استخدام القانون علي نحو لا يراعي العدالة .. ولا راحة الضمير .. فبعد صبر الزوجة سنين طويلة يرمي بها زوجها للشارع دون حساب للعشرة ولأتفه الأسباب!. إن الزواج ميثاق غليظ.. وكما يقول الدكتور يوسف القرضاوي في سياق حديثه عن هذا المصطلح العظيم.. إن الزواج.. هو رباط مقدس.. سماه القرآن ميثاقا غليظا »وكيف تأخذونه وقَد أَفضي بعضكم إلَي بعض وأَخذن منكم ميثَاقًا غليظا« عهد قوي متين.. هذه الكلمة التي وصف الله بها النبوة.»وإذ أخذنا من النبيين ميثَاقَهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ابن مريم وأخَذنَا منهم ميثَاقًا غَليظا« فالنبوة ميثاق غليظ والزواج ميثاق غليظ.. والمرأة زوج.. والرجل زوج.. وهذا من روائع اللغة العربية.. كأن كل واحد من هذين الطرفين.. في الظاهر فرد وفي الحقيقة زوج.. يتضمن ويستبطن الشريك الآخر.. يعبر عنه .. ويتضمنه في ضميره كأنما يحمله في جوفه وصدره.. فكيف يفعل به ما يفعل .. ملحقا أذي فادحا لهذا الرباط المقدس؟!. لقد قامت الثورات العربية ضد حكام أساءوا استخدام السلطة.. فطغوا وتجبروا.. فأني للمرأة أن تصبر علي عسف هذا النوع من الأزواج.. فتحتسب ذلك عند الله.. والأحري أن يعاقب من يرتكب هذا العسف عاجلا غير آجل!. هناك جريمة في القانون المدني تسمي سوء استخدام السلطة.. فلم لا يكون جريمة مشابهة.. في القانون الشرعي تسمي.. سوء استخدام سلطة الزوج؟!.. أم أن مكتوباً علينا أن نظل مجتمعا ذكوريا أبد الدهر !!