مشهدان للسقوط بينهما 59 عاما وثمانية أيام لكن هناك فرق.. المشهد الأول يعود إلي 26يوليو 1952 عندما تنازل الملك فاروق عن العرش.. والمشهد الثاني حدث قبل أيام في الثالث من أغسطس 2011 حيث جرت أول محاكمة علنية لرئيس مصري وضع مع نجليه ورموز نظامه داخل قفص الاتهام.. في المشهد الأول تنازل الملك رغم ما تردد عنه من قصص فساد ومجون عن العرش سلميا حقنا لدماء المصريين.. قال إن دم أي مصري أهم من العرش وغادر الرجل معززا مكرما علي اليخت الملكي "المحروسة" وأعضاء مجلس قيادة الثورة يودعونه بالتحية العسكرية في مشهد مهيب تعتز به نفوس المصريين جميعا حتي الآن. وفي المشهد الثاني نقيض النقيض رجل من الشعب هزمه كرسي السلطة بالقاضية الفنية وغير الفنية وارتكب في حق شعبه أبشع ما يمكن ارتكابه.. اتهامات كثيرة يحاكم عليها حاليا أقلها الفساد ونهب الأموال واستغلال النفوذ له ولأسرته وأبشعها علي الإطلاق الموافقة أو إقرار أو الصهينة علي قتل الثوار الشرفاء العزل بدم بارد.. وهذا ما سيحكم فيه قضاء مصر العادل النزيه.. مشهد المحاكمة سيحفر في ذاكرة المصريين وهو أبرز دليل علي مصداقية المجلس العسكري والحكومة في الوصول لهدف العدالة ومعاقبة من يخطئ وإعلاء مبدأ أنه لا أحد فوق القانون فها هو من كان رئيسا للدولة داخل القفص يحاكم علي ما اقترفت يداه هو وأسرته وأمام أعين الجميع أي علي عينك يا تاجر.. اقول له: لا .. يا من كنت رئيسي .. لم أتعاطف معك وأنت داخل القفص ممددا علي سرير .. لم ينفطر قلبي عليك عندما رددت علي القاضي بكلمة: أفندم أنا موجود.. ولم أحس بأي صدق وأنت ونجليك تنكرون كل التهم تماما.