عقدت الكوريتان الشمالية والجنوبية أول محادثات عسكرية بينهما منذ أكثر من عشر سنوات عندما التقي جنرالات من الجانبين بعد يومين فقط من إعلان الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» عن خطته لوقف مناورات عسكرية مشتركة و»استفزازية» مع سول عقب قمة تاريخية جمعته مع زعيم بيونج يانج »كيم جونج أون» في سنغافورة. وتأتي المحادثات التي عقدت في قرية بانمونجوم في المنطقة الحدودية منزوعة السلاح في أعقاب القمة بين الكوريتين في أبريل الماضي والتي اتفق البلدان خلالها علي تهدئة التوترات ووقف كل الأعمال العدائية. وفي سول، قال وزير الخارجية الأمريكي »مايك بومبيو» إن العقوبات الصارمة المفروضة علي كوريا الشمالية ستستمر حتي تنزع أسلحتها النووية بالكامل ويتم التحقق من ذلك ولا يمكن لها العودة عنه. وأوضح بومبيو بعد اجتماع مع رئيس كوريا الجنوبية »مون جيه–ان» إن ترامب كان واضحا تماما بشأن ربط نزع الأسلحة النووية بالإعفاء من العقوبات. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الزعيم »كيم جونج أون» أدرك أنه يتعين التخلص من ترسانته النووية بسرعة وأنه لن يحدث تخفيف لعقوبات الأممالمتحدة علي بلاده إلا بعد »نزع السلاح النووي بالكامل». وكانت قمة سنغافورة قد اختتمت بصدور وثيقة مشتركة تنص علي التزام كوريا الشمالية بالعمل تجاه نزل السلاح النووي بالكامل في شبه الجزيرة الكورية. من جهته، قال الرئيس الكوري الجنوبي إن العالم أفلت من خطر الحرب بعد لقاء القمة. وأصر مون علي أن كوريا الشمالية التزمت بالتخلي عن ترسانتها النووية لكنه قال إن هذه »ستكون عملية، ليست باليسيرة». وحول تصريحات ترامب بأنه لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية، أكد بومبيو أنها »جاءت بوعي كامل». وأضاف بعد اجتماع ثلاثي مع وزيرة خارجية كوريا الجنوبية »كانج كيونج-هوا» ووزير الخارجية الياباني تارو كونو »مصرون علي تحديد الأسباب حتي نتمكن من تصحيح الفشل الذي استمر لعقود وتهيئة الظروف لمشاركة كوريا الشمالية في المجتمع الدولي». وقالت كانج إن كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تشتركان في نفس الأهداف والنهج لتحقيق نزع السلاح النووي وأن التحالف بين بلادها وواشنطن الآن» أقوي من أي وقت مضي». فيما يتعلق بإعلان ترامب المفاجئ وقف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية أشارت كانج إلي أن هذه المسألة يجب مناقشتها بين السلطات العسكرية بين الكوريتين.. » لكن يجب التعامل مع قضايا الحلف في ظل فرضية أننا نحافظ علي وضع دفاعي مشترك لا يمكن إلغاؤه». وقال وزير خارجية اليابان أن التحالف بين الولاياتالمتحدةواليابان والردع يلعبان دورا حاسما علي صعيد الأمن في شمال شرق آسيا، ملمحا إلي القلق الذي عبرت عنه طوكيو من قبل. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة »يوميوري اليابانية» إن طوكيو تعمل علي ترتيب اجتماع بين رئيس الوزراء »شينزو آبي» والزعيم الكوريا الشمالي كيم جونج أون، مع إمكانية قيام رئيس الوزراء بزيارة إلي بيونج يانج في أغسطس المقبل.