شرعت الأعياد في الإسلام لشكر الله علي توفيقه لعباده في طاعته من صيام وحج وللترويح علي النفوس وصلة الأرحام ولكي يكون الاحتفال بالعيد حقيقيا يجب أن يتراحم الناس ويتزاوروا ويصل بعضهم بعضا ويعطفوا علي الفقير والمحتاج والمسكين ويتفقدوا أرحامهم.. هذا ما أكد عليه علماء الدين حول الاحتفال الحقيقي والمطلوب بالعيد مشددين علي أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بالتكافل والتسامح ونبذ الخصام والفرقة». في البداية يقول د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن لكل أمة أياما تتخذها أعيادا تظهر فيها بمظاهر الفرح والسرور والابتهاج وتستريح فيها من متاعبها وسعيها المنهك لقواها فتستعيد بذلك نشاطها وتستأنف العمل من جديد بقوة وعزيمة والحكمة من العيد هي اظهار شكر الله علي ما أنعم به علي المسلم من أداء الفرائض علي أكمل وجه، وأي عمل يبتهج به المسلم أهم من القيام بما فرضه الله عليه؟وبذلك سما الاسلام بمعني العيد، اذ ربط فرحته بالتوفيق في أداء الفرائض وشكر الله علي القيام بها وقد سن الله تعالي صلاة العيد، وأمر أن يخرج الناس اليها وعليهم مظاهر الفرح والترفيه والابتهاج حتي تري نعمة الله عليهم.. وفيه خص النبي صلي الله عليه وسلم النساء بمزيد عناية واهتمام، فقد أمرهن بالخروج الي صلاة العيد مهما كانت أحوالهن، فعن أم عطية رضي الله عنها انها قالت: »أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نخرج في الفطر والأضحي العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت يارسول الله، إحدانا لايكون لها جلباب قال: لتلبسها اختها من جلبابها». التراحم وزوال الأحقاد ويشير إلي أن من مظاهر شكر الله تعالي في هذا اليوم إخراج صدقة العيد وذبح الأضحية لتغني المحتاجين عن ذلك السؤال في هذا اليوم السعيد، فقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي اخراج زكاة الفطر، فقال: »اغنوهم في هذا اليوم»، بذلك تكون هناك غاية أخري من عيد الفطرألا وهي إدخال السرور والبهجة علي المسلمين رجالا ونساء وأطفالا، وناهيك عما في ذلك من معان للتكافل الاجتماعي، وبذلك يصبح البر قضية اجتماعية عامة. ويضيف: من باب السرور والبهجة في أيام العيد السماح باللعب المباح، وهو ما لا يلهي عن أداء الواجب في وقته، وفي الأعياد دعوة إلي العمل علي زيادة الاواصر الاجتماعية، اذ حث علي بر الوالدين وصلة الاقارب ومودة الاصدقاء وزيارتهم، فتتزين المجالس بالحب والتراحم والتواد، وتزول الاحقاد والمشاحنات والنفرة من النفوس. مذاق خاص ويقول الشيخ عمر الديب عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الاحتفال بالاعياد في الإسلام له مذاق خاص يختلف عن الثقافات الاخري التي عندما تحتفل تدعو للفسوق والفجور وشرب الخمور أما في الإسلام فإنه يدعو للتكافل والتعاطف بين بني الإنسان أيا كان هذا الإنسان. والإسلام جعل لنا عيدين: الفطر والأضحي كي نفرح فيهما للتراحم وإدخال السرور والله جعل عيد الفطر بمثابة الجائزة لهؤلاء المسلمين الذين صاموا لله ايمانا واحتسابا وقاموا لله ايمانا واحتسابا فجعل لهم الثواب في الآخرة، ولهذا واجب علي المسلمين في يوم العيد أن يظهروا الفرح والسرور وكما كان حرم عليهم الفطر في اليوم الذي سبقه ،فإنه يحرم عليهم الصوم في هذا اليوم. جسد واحد ويضيف الشيخ عبدالتواب قطب وكيل الأزهر السابق لكي يكون الاحتفال بالعيد حقيقيا يجب أن يشعر الناس ببعضهم البعض وأن يتكافلوا وأن يسدوا حاجة الفقير في هذا اليوم ويوسعوا عليه وأن يحاولوا أن يهتموا بالأيتام والأرامل كي لا يشعروا بالعزلة وهذا الأمر إذا كان واجبا في كل أيام السنة فإنه أوجب في هذا اليوم حتي نطبق قول نبينا : »المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي». ويوضح الشيخ محمد زكي الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية أن الاحتفال الحقيقي بالعيد والاحتفال المطلوب يكون بصلة الأرحام والتوسعة علي الفقراء استجابة لقول نبينا صلي الله عليه وسلم حيث يقول: »اغنوهم ذل السؤال في هذ اليوم» وفي اظهار روح التعاطف والرحمة والتبسم في وجوه الناس،امتثالا لأفعال النبي صلي الله عليه وسلم الذي يقول: »تبسمك في وجه أخيك صدقة». ويشير الشيخ جعفر عبد الله الرئيس السابق لقطاع المعاهد الأزهرية إلي أهمية الاعتدال في الانفاق في يوم العيد وترشيده وتوجيهه إلي الفقراء والمساكين والأرامل ومن هم في حاجة إلي فضل أموالنا التي تهدر فيما لا يفيد، قائلا: »يجب التنويه إلي أن يوم العيد هو يوم فرح وسرور وليس يوما لاجترار الأحزان وتذكر الموتي بصورة تلغي الاحتفال بهذا اليوم الذي خصصه الله للفرح والسرور، فالموتي في قلوبنا ولكن لايجب مخالفة أوامر ديننا التي تأمرنا بإظهار الفرح والسرور في هذا اليوم.