ولدت في قرية »موشة« التابعة لمركز أسيوط، قلب الصعيد،في ذلك الوقت كان تعليم البنات ضربا من المستحيل، ولكنها تغلبت باصرارها علي تلك العقبة واقنعت والدها باكمال تعليمها. انها الدكتورة آمنة نصير استاذ الفلسفة والعقيدة والعميد الاسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية. ولأن والدها كان من الأعيان، جسد شهر رمضان الكريم لها في طفولتها معني الكرم واطعام الغرباء والاعداد والتجهيز لاستقبال هذا الضيف العزيز علي قلب كل مسلم، وهي تذكر من هذا الشهر الكريم عادات والدتها تلك السيدة التقية التي تقول عنها انها فاقت أهل قريتها، بل أهل عصرها، فكانت شاعرة بالفطرة، تقرأ القرآن وتجوده بالسماع من الراديو أو من المقريء بصورة يعجز عنها أي إنسان، اشتهرت د.آمنة نصير بقوة الرأي والموقف حتي ان آراءها في بعض الاحيان كانت صادقة، حول رمضان والتحديات التي تواجهها الأمة كان هذا الحوار. ..........؟ رمضان في هذه الفترة بالذات له معني وله طعم وفيه توجهات، اما من حيث المعني والطعم، أحسب اننا جميعا كصائمين مشتركون في هذه المعاني بقي التوجه وهو بيت القصيد، علينا ان نسأل أنفسنا، هل توجهنا في هذا الشهر الكريم بان نتقي الله في هذا البلد الحبيب، سؤال أطرحه علي كل مواطن وعلي نفسي، حتي يكون حساب النفس، وما أعظم من حساب النفس للنفس إذا استيقظ الضمير، علي هذه المرحلة التي تمر فيها مصر بأزمة شديدة اختلطت فيها الأوراق، فهل نحن قادرون علي فرز الألوان وعلي حسن التوجه والقصد كل منا فيما يعتقد، وفيما يفكر وفيما يطمح؟ ..........؟ مطلوب منا في هذا الشهر الكريم ان نتراحم فهو شهر المرحمة، بعد ان أظلنا الله سبحانه وتعالي بمدد من عنده وانتصر هذا الشعب الذي أغبن عقود طويلة، وهل بعد هذا المدد يبقي لنا أي تواطؤ أو أي تكاسل أو أي تراجع لأي فرد منا شابا أو شيبا أو صغيرا أو كبيرا. ..........؟ كان الرسول »صلي الله عليه وسلم« سيد المرحمة وهو في قمة الانتصار، وهذا درس ينبغي ان يعيه ابناؤنا الثوار واذكرهم بهذا العمل الرفيع لسيد الخلق »صلي الله عليه وسلم« عندما دخل مكة في الفتح العظيم، وكانت النشوة قد اخذت الصحابي الجليل سعد بن عبادة وقال اليوم يوم الملحمة، فما كان منه »صلي الله عليه وسلم« إلا ان قال.. بل قل يا سعد اليوم يوم المرحمة، انني أقدم هذا الكلم الكريم من صاحب الخلق العظيم وأقول للشعب تعالوا جميعا نرحم هذا البلد الذي عققناه جميعا، تعالوا جميعا ننسي الانانية وسوء القصد ونتفاني في خدمة مصر. ..........؟ لن نخرج من هذا المنعطف الا بان نترك الانانية والاجندات الخاصة والطموح المريض الذي يخرج من ساحة كل فصيل في هذا البلد وما أكثر الفصائل الآن. وأوجه رسالة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة، بعد ان اهنئه بهذا الشهر الكريم، شهر الانتصارات، أقول له، هل نطمح فيك ونطمع منك ان تقودنا إلي انتصار جديد علي هذا الترهل وهذا التفلت وهذا الانفلات، وعلي كل صاحب نفس تسول له الغدر، بهذا الوطن، أطمع انه كما اعطيتمونا انتصارا في رمضان عام 3791 ان تقدموا لنا الآن انتصارا آخر أصعب علي كل هذا الانفلات. المطلوب انتصار علي النفس والفساد والترهل، وعلي كل بقايا الانانية أو الطامعين في العودة لقتل ونهب هذا البلد مرة أخري.