شارع التسعين بالتجمع الخامس واحد من أهم وأشهر وأغلي الشوارع في المدن الجديدة، لكنه تحول مؤخرا إلي مصيدة للموت، الأرصفة »مكسرة»، أعمدة الإنارة »مظلمة»، الإشارات »معطلة»، عبور الطريق تحول إلي مغامرة قد تكلفك حياتك، الشقق السكنية تحولت إلي محلات ومطاعم وصل سعرها إلي 20 مليون جنيه في ظل غياب الدولة، »السياس» احتلوا الشارع وفرضوا تسعيرة موحدة ب »20 جنيها» للانتظار، الأهالي وضعوا أمام منازلهم »الكنزات والحدايد» وأنشأوا »بارك» خاص بهم.. »الأخبار» رصدت في جولتها مظاهر الفوضي في شارع التسعين بالتجمع الخامس وتهديها إلي وزير الإسكان. عندما تضع قدميك في شارع التسعين تشعر وكأنك في مولد وصاحبه غائب، فلا تجد رصيفا تمشي عليه فأصبحت الأرصفة مقلب مخلفات البناء نتيجة التعديلات العشوائية التي بدأها الجهاز من أجل تقليص مساحة الجزيرة الوسطي لاتساع الطريق مما جعل الكوارث والحوادث ظاهرة يومية في ظل غياب مروري ضاعف من مسلسل نزيف الدم لضحايا أبرياء كل ما فعلوه أنهم حاولوا أن يعبروا الطريق للوصول لمنازلهم أو شراء مستلزمات حياتهم. ومن احتلال الأرصفة إلي مشكلة أخري وهي تعطل إشارات المرور »القليلة» وعدم وجود كوبري لعبور المشاة، فمن المفترض أن هذا الطريق هو أحد الشرايين الرئيسية التي تربط التجمع الخامس بغيره من التجمعات العمرانية بالإضافة إلي أنه الأعلي سعرا فوصل سعر المتر التجاري فيه إلي 100 ألف جنيه، فضلا عن وجود العديد من المولات التجارية والبنوك والمرافق التجارية التي تشهد حركة كثيفة للمواطنين ومع غياب الوجود الأمني أصبح عبور الشارع مغامرة شديدة الخطورة تنتهي بضحية جديدة تفارق الحياة أو تعيش بقية حياتها قعيدة. وتكتمل الفوضي في الشارع حيث قام عدد كبير من مالكي الشقق السكنية بتحويل نشاطها من سكني إلي تجاري بعدما أصبح سعر المتر هناك 100 ألف جنيه، أي من يمتلك شقة سكنية مساحتها 200 متر ويحولها إلي تجاري يصبح سعرها 20 مليون جنيه (!!) في ظل غياب تام لدور وزارة الإسكان في التصدي للمخالفات الصارخة التي يتم فيها تحويل الأنشطة من سكني لتجاري دون أي رقابة للدولة أو حتي تحرك باتخاذ جميع الإجراءات القانونية. كما قام بعض الأهالي باستقطاع جزء من الطريق العام ووضعوا »الكنزات» و»الحدايد» من أجل عمل »بارك» خاص بهم أمام منازلهم مخالفين كل القوانين مما جعل المرور من الطرق البطيئة »مستحيلا» وهو ما يجعل قائدي السيارات يلجأون الي الانتظار في الطريق السريع مما يسبب الكوارث ، كما انتشر » السياس » علي جانبي الطريق حيث يقومون ب »ركن» السيارات مقابل 20 جنيها يوميا وهو ما يعد » بلطجة » في عز الظهر تجاه سكان وزوار التجمع الخامس. بعد ذلك رصدنا في نهاية الشارع قيام الجهاز ببدء أعمال التعديل فقام ب »تكسير الطريق» ثم ترك المخلفات ملقاة في الطرق الرئيسية. وأكد محمد أبو فريخة من سكان التجمع الخامس ان شارع التسعين أصبح شارع الموت ، فكل يوم يقع حادث علي الطريق ، وأضاف: منذ أيام أصابت سيارة تسير بسرعة جنونية أكثر من 20 شخصاً، وأشار إلي ان هذا يحدث بسبب غياب كباري المشاة و تعطل اشارات المرور ولذلك لا بد من عمل انفاق لعبور المشاة خاصة وأن تكلفة النفق الواحد تصل إلي 15 مليون جنيه فقط و هذا سعر بسيط بالنسبة لأسعار المباني الادارية والتجارية بالاضافة الي كباري للمشاة امام المولات التجارية وكذلك امام البنوك.