بعد غد يختتم مهرجان كان السينمائي الدولي فعاليات دورته الحادية والسبعين والتي مرت دون علامات بارزة - حتي الآن- تمنح النقاد فرصة لتوقع الأقرب للفوز.. فحتي ليلة الثلاثاء أمس، لم يعل علي السطح في المهرجان العريق أكثر من فيلم أو اثنين أثارا الجدل والانتباه، وإن كان التفوق إعلاميا لوقفة احتجاجية لنجمات صناعة السينما المشاركات في المهرجان من أجل المساواة والعدل والأمان، واللائي وجدن في الحدث الأبرز عالميا فرصة لتظل قضيتهن واضحة بقوة تحت الأضواء، وليس هناك أفضل من » كان » ليصل صوتهن للعالم عبر منصاته والقنوات الإعلامية المتابعة بشغف لكل ما يحدث في المدينة الصغيرة الساحرة »كان». أمام قصر المهرجان احتشدت جميلات السينما العالمية تتقدمهن كيت بلانشيت رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية وكريستين ستيورات عضو اللجنة هذا العام وسلمي حايك وأفا دوفرناي الجميلة المخضرمة جين فوندا وباني جنكينز مخرجة فيلم » ووندر وومان » والمخرجة المخضرمة أجنيس فاردا، في مسيرة صامتة توقفن بعدها علي السجادة الحمراء في طريقهن إلي السلم في إشارة إلي صعوبة تسلقهن للسلم المهني في صناعة السينما والترفيه، وفي نهاية الوقفة الاحتجاجية قرأت بلانشيت بيانا تدعو فيه النساء المؤسسات إلي توفير ظروف عمل آمنة وتطالب الحكومات بدعم قوانين تكفل المساواة في الأجور بين الجنسين.. وقالت بلانشيت : » لسنا أقلية لكن الحالة الراهنة في صناعة السينما عالميا تدعي غير ذلك، نواجه معا تحديات صعبة وخاصة، لكننا نقف الآن معا علي درجات السلم في كان كرمز لتصميمنا والتزامنا بالتقدم والصعود». وفي اليوم التالي تم الكشف عن ميثاق ينص علي تحقيق التكافؤ بين الجنسين، ينطلق من مهرجان كان ومتوقع أن تسير علي نهجه مهرجانات أخري قادمة، الميثاق تم توقيعه من قبل فيرمو مدير المهرجان الذي كان صرح سابقا بأن المهرجان ليس منصة لدعم النساء فنيا وأن اختيارات المهرجان يحددها المستوي الفني وليس جنس صناعها، وشارك في توقيع الاتفاق أو الميثاق وزارة الثقافة الفرنسية وأعضاء لجنة تحكيم المهرجان. وتوالت فعاليات المهرجان ولم يكن هناك ما يثير الجدل والانتباه فوق العادة.. إلا فيلم » كتاب الصور » للمخضرم جان لوك جودار الحاضر الغائب، الذي فاجأته إدارة مهرجان كان باختيارها لقطة من أحد أشهر أفلامه لتتصدر بوستر هذه الدورة، رغم غيابه عن حضور هذه الدورة مثل ماسبقها من دورات حين قرر عدم الحضور منذ 55 عاما، حتي رغم حضور أفلامه ومنافستها علي الجوائز التي اقتنصت بعضها كان آخرها عن »لغة الوداع» منذ ثلاث دورات، فيلمه الذي أشعل المهرجان هذا العام » كتاب الصور» أحد أجزائه عن أوجاع العرب وما سببته الحروب والصراعات والمؤامرات في فلسطين والعراق ثم حيث اشتعلت ثورات الربيع العربي لتكشف تحالفات غربية عربية ضد شعوب المنطقة المنكوبة، وتضمن الفيلم لقطات من أفلام منها »النهر» لرينوار و»الجندي الصغيري» أحد أفلامه والذي منعته الرقابة في فرنسا لكونه لا يتفق مع ما تبثه آلة الغرب الإعلامية عن وحشية الاحتلال الفرنسي في الجزائر وفيلم »باب الحديد» ليوسف شاهين، »كتاب الصور» الذي عرض كثيرا جدا من الصور المؤلمة والتي كان بعضها من أفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين وبعض آخر مما عرضته القنوات الفضائية في مقدمتها الجزيرة خاصة ما يخص الثورات كان صدمة لجمهور المهرجان وأثار جدلا كبيرا في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه المخرج عبر »سكيب » وأكد خلاله أنه يري العالم يوشك أن يهلك نفسه بنفسه وأنه يمضي قدما نحو الدمار بسبب المعسكرات المسيطرة علي مجريات الأمور في العالم. من بين الأفلام التي تعرض اليوم الفيلم الأمريكي » تحت البحيرة الفضية » لديفيد روبرت ميشيل بطولة أندرو جارفيلد وتدور أحداثه حول محقق مهووس بالأساطير يحاول فك رموز قضية اختفاء جاره. وتستعد المدينة الساحرة لحفل الختام الذي يقام بعد غد وتعلن فيه الجوائز التي تشهد تنافسا كبيرا في مسابقات المهرجان الذي يتابعه عشاق السينما حول العالم بشغف كبير.