موسيفيني : السيسي »محارب» أنقذ مصر من التطرف ويذكرنا بجمال عبدالناصر أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية تعزيز التعاون بين دول حوض النيل بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال قمة حوض النيل التي عقدت في عنتيبي عام 2017 بشأن الاستخدام المستدام للموارد المائية في حوض نهر النيل، واشار السيسي إلي ان ذلك سيُحقق المصالح المشتركة لكافة شعوبنا في دول المنابع ودول المصب وتجنب الإضرار بأي طرف. جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عقب جلسة مباحثات بينهما أمس . ورحب السيسي بالرئيس يوري موسيفيني في بلده الثاني مصر، في هذه الزيارة المهمة التي تعكس عمق العلاقات بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتي نعمل علي توطيدها وتدعيمها لتحقيق الأهداف المشتركة في التنمية والازدهار في البلدين. وأعرب السيسي عن تقديره الكبير للجهود المتواصلة للرئيس موسيفيني في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، ودوره كقيادة أفريقية تاريخية حكيمة لديها خبرة متراكمة، ومشهود لها في تعزيز العمل الإفريقي المشترك وتحقيق ما تصبو إليه شعوب القارة من طموحات، وهو الدور الذي يحظي بتقدير كبير علي المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح السيسي ان العلاقات المصرية الأوغندية شهدت زخماً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، وقال انه اتفق مع الرئيس موسيفيني، منذ لقائه الأول في قمة مالابو الأفريقية في يونيو 2014 وخلال زيارتي لأوغندا في ديسمبر 2016 وعبر لقاءاتنا المتتالية علي هامش الفعاليات الإفريقية المختلفة، علي ضرورة العمل لتدعيم وتطوير العلاقات بين البلدين بما يحقق التكامل الاقتصادي ويرسخ المصالح المشتركة بيننا، والتوصل لأفضل السُبل للاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية المُتاحة لدينا. وأشار السيسي الي انه بالتزامن مع هذه الزيارة الكريمة للرئيس موسيفيني مع انعقاد الدورة الثانية للجنة الوزارية المشتركة بين مصر وأوغندا بالقاهرة علي مدار الأيام الماضية. ورحب السيسي بما شهدته اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة من رغبة صادقة لدي الطرفين في تعزيز التعاون الثنائي، وتوصلها إلي اتفاقات في عدة مجالات، بما في ذلك مجالات الزراعة والكهرباء، وبما يحقق المنفعة المشتركة وتبادل الخبرات وتنمية الكوادر البشرية في الدولتين. وتابع السيسي : لقد تباحثنا اليوم حول فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء الاهتمام الكبير الذي يبديه القطاع الخاص المصري لزيادة استثماراته في السوق الأوغندي في مجالات صناعية وزراعية متنوعة. وقال السيسي انه اتفق مع نظيره الأوغندي علي أهمية تقديم كل التسهيلات الممكنة من حكومتي البلدين لدعم تلك الاستثمارات، وكذا العمل علي زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وأوغندا بما من شأنه أن يمثل نموذجاً ناجحاً للتكامل المطلوب بين الدول الافريقية. واوضح الرئيس انه بحث مع الرئيس موسيفيني أيضاً حول موضوع مياه النيل، وأهمية تعزيز التعاون بين دول الحوض بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأشار الرئيس السيسي الي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال قمة حوض النيل التي عقدت في عنتيبي عام 2017 بشأن الاستخدام المستدام للموارد المائية في حوض نهر النيل، بما من شأنه أن يُحقق المصالح المشتركة لكافة شعوبنا في دول المنابع ودول المصب وتجنب الإضرار بأي طرف. واضاف السيسي قائلا» كما أوضحت لأخي العزيز الموقف المصري الخاص بملف سد النهضة ومدي حرصنا علي التوصل إلي حل للمسائل العالقة وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، وذلك في ضوء اهتمامنا البالغ بنهر النيل وأهميته القصوي في الوفاء باحتياجاتنا المائية. وقال انه تبادل مع الرئيس موسيفيني وجهات النظر في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها قضايا قارتنا الإفريقية، حيث اتفقنا علي أهمية التنسيق المصري الأوغندي للعمل علي حل الأزمات المختلفة التي تواجهها القارة، وأود في هذا الصدد التنويه بالتحرك المصري الأوغندي المشترك لتعزيز الاستقرار بجنوب السودان كأحد الأمثلة الناجحة للعمل الإفريقي المشترك. واشار الي ان المباحثات شهدت أيضاً مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وأهمية تعزيز تكاتف المجتمع الدولي لقطع مصادر تمويل الإرهاب الذي يمثل مصدر تهديد حقيقي لمختلف دول العالم، بما يتطلب أخذ مواقف حاسمة ضد كل الدول والكيانات التي ترعي مثل تلك الأنشطة أو توفر لها الملاذ الآمن للقيام بأعمال تخريبية. وأعرب السيسي عن سعادته البالغة باستقبال الرئيس موسيفيني بالقاهرة، في هذه الزيارة التاريخية التي نتطلع لتكرارها كثيراً، كما أتمني له وللشعب الأوغندي الشقيق دائماً كل الخير والازدهار. ومن جانبه قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، أن الرئيس السيسي أنقذ مصر من براثن المتطرفين الذين تسببوا في مشكلة كبيرة لمصر وأفريقيا موجها التهنئة للرئيس السيسي علي اعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية . وقال موسيفيني انه ينظر الي الرئيس السيسي علي أنه »مقاتل ومحارب من أجل الحرية »، منوها الي ان الرئيس السيسي يشبه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي انقذ مصر من الهاوية. وأضاف الرئيس الاوغندي انه سعيد لان لدي مصر » قيادة مستقرة ومتقدمة تتطلع الي تحقيق التقدم وليس استغلال الهاوية التي يمكن ان تدمر بلداً بشكل كامل ». وأشار الي ان مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت سبل تعزيز التعاون بين القطاع الخاص بالبلدين لاستغلال الفرصة المتاحة والقيمة المضافة للمواد الخام بالجانبين ، منوها الي ان عدم استغلال المواد الخام يؤدي الي خسارة المزيد من الاموال وفرص العمل. وأوضح ان حكومتي البلدين بالاضافة الي القطاع الخاص يمكن ان تسهما في تنفيذ بعض المشروعات لدعم التنمية بالبلدين . وقال الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني ان مباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تناولت ايضا مشكلات النقل وسبل الاستفادة من وسائل النقل الرخيصة بين البلدين وخاصة من خلال نهر النيل والسكك الحديدية، مبديا أمله في استعادة طرق النقل الرخيصة مجددا بين البلدين . وأضاف موسيفيني ان نهر النيل يمكن ان يستخدم في تعزيز خدمات النقل بين مصر وأوغندا، ودول حوض نهر النيل الاخري ، أسوة بدول أوروبا وأمريكا الشمالية التي تستخدم الانهار في النقل لدعم التنمية ، مشيرا الي ان الحروب ساهمت في تقطيع الطرق بالقارة الافريقية . وأشار الي ان الارهابيين يشكلون مشكلات بالغة لأمن واستقرار العالم، واصفا المتطرفين المتورطين في اعمال العنف بأنهم »مجرمون». وأكد موسيفيني علي وقوفه مع الرئيس السيسي لتشكيل جبهة ضد الارهابيين المفلسين فكريا وأيديولوجيا موجها شكره للوكالة المصرية للتعاون مع افريقيا علي مشروعاتها في أوغندا وخاصة في مجالات الزراعة والنقل والطاقة الشمسية. وقال الرئيس الاوغندي انه وجه الدعوة للرئيس السيسي لرؤية أفرع النيل في أوغندا حيث لم يزر اي رئيس مصري تلك الافرع من قبل. وشدد علي انه يجب تعظيم الاستفادة من مياه النيل من جانب كافة دول حوض النيل لتحقيق المصالح والمنافع المشتركة ، لافتا الي انه سيبحث مع رئيس وزراء اثيوبيا خلال زيارته القادمة الي أوغندا قضية الاستفادة من مياه النيل. واختتم الرئيس الأوغندي حديثه بإبداء تطلعه لزيارة الرئيس السيسي إلي أوغندا