توفي أمس خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 ومؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي عن عمر يناهز 96 عاما بعد صراع مع المرض بمستشفي المعادي العسكري حيث كان يعالج به. ولد خالد محيي الدين في 17 أغسطس عام 1922، بمدينة كفر شكر في محافظة القليوبية، وتخرج في الكلية الحربية 1940، وعقب تخرجه ب 4 سنوات انضم إلي »الضباط الأحرار» الذين قادوا ثورة الشعب ضد الملك فاروق، وحصل علي بكالوريوس التجارة عام 1951 ليصبح ضليعا في القانون. ويعد خالد محيي الدين من كبار اليساريين في العصر الحديث، وهو مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي حتي اعتزاله العمل العام.. وصفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلي توجهات محيي الدين اليسارية، وحينما دعا الصاغُ خالد محيي الدين رفاقَه في مارس 1954 إلي العودة لثكناتهم العسكرية، نشب خلاف بينه وبين جمال عبد الناصر، ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، واستقال علي إثره من المجلس واستقر بسويسرا بسبب هذا الخلاف.. وبعد عودة محيي الدين إلي مصر ترشح في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز في تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية وهي جريدة المساء، وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة. ويعد الراحل مؤسس منبر اليسار وحزب التجمع عام 1976 وكان عضوا في البرلمان منذ عام 1990 حتي عام 2005 عن دائرة كفر شكر بالقليوبية، لمدة 15 عاما وذلك فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.. وتولي خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح، وحصل علي جائزة لينين للسلام عام 1970. ومن أشهر كتب خالد محي الدين »والآن اتكلم»، والذي يتحدث فيه عن ثورة يوليو أو حركة الضباط الأحرار في مصر علي لسان أحد منفذيها، ويروي وقائع التخطيط للثورة نظراً لما كان عليه حال مصر آنذاك من الحكم الملكي والاستعمار البريطاني، ثم وصول الضباط الأحرار للحكم وما حدث بعد ذلك، بالإضافة إلي كتاب »الدين والاشتراكية» الذي يتحدث فيه عن التطابق بين العدل الاجتماعي في الدين الاسلامي والاشتراكية والعلاقة بين الإسلام والمذاهب الاجتماعية.