ما الذي يحدث في مصر الآن.. كيف هانت علينا جميعا ولا استثني أحدا إلي هذا الحد؟!.. وأين ذهبت تلك الوحدة الرائعة بين قلوب كل المصريين.. اللمعة في العيون من فرط الحماس والتوحد والأمل في غد مشرق بالحق والعدالة.. هل نحن الشعب الذي بهر العالم؟! هل فقدنا الرؤية وتمدد إحساس الحسرة في قلوبنا بهذه السرعة؟! لماذا أصبحنا فجأة نكره بعضنا البعض ونخون بعضنا البعض لا يثق أحد بأحد.. الشعب بالجيش الذي حمي ثورته وبعض المتحدثين باسم المجلس الأعلي والذين يلوحون بالتهديد والوعيد ويبدو التوتر في أصواتهم وحركاتهم.. أين ذهبت الثقة والحب والمصير المشترك.. أعلم ويعلم الجميع أن هناك مؤامرات داخلية وخارجية من أجل إجهاض الثورة ولكن أين عقولنا جميعا؟! ولماذا اختصرنا ثورتنا العظيمة في تلك المصالح الخاصة بكل منا.. من يريد الرئاسة.. ومن يريد مصر إسلامية.. ومن يريدها أمريكية.. ومن يريدها شيوعية.. من يريد السلطة.. ومن يريد الشهرة وإلي أين ستؤدي بنا تلك الأهواء الصغيرة والدنيئة.. هل أصبحنا نكره مصر فنرفض من أجل الرفض ونخون من أجل التخوين.. أي قرار مرفوض من التحرير.. وأي نداء مرفوض من أصحاب السلطة.. أين ذهبت أيام الثورة الأولي الجميلة لقد ارتفعنا إلي عنان السماء وها نحن نسقط إلي أسفل سافلين.. مصر يا سادة أكبر مننا جميعا سوف نموت وتبقي خالدة رغم أنف الحاقدين والكارهين. أتمني أن أعرف من هذا العبقري الذي أشار علي ثوار التحرير بتنظيم تلك المسيرة العقيمة والمربكة والمحيرة إلي مبني وزارة الدفاع.. وهل استفادت الثورة والشعب أية استفادة من تلك الخطوة.. لقد زادت لغة التخوين وانعدام الثقة بين الثوار والمجلس الأعلي.. يا شباب الثورة ابحثوا عن المستفيد من تلك المسيرة لتدركوا أن هناك من يجركم إلي متاهات أنتم ونحن في غني عنها. السياسة هي فن الممكن.. وفي الحروب أو المعارك الكبري الانسحاب في التوقيت السليم يعد خطوة مهمة نحو النصر.. وعندما قرر ثوار التحرير الاعتصام في الميدان 8 يوليو ضغطوا حتي تحققت مطالب كثيرة.. منها علانية المحاكمات وحركة وزارة الداخلية وضم قضية الرئيس السابق إلي قضية العادلي في قتل الشهداء والتغيير الوزاري وإن كان الأخير لم يحقق كل المطلوب.. كنت أتصور أن يعلن ثوار التحرير تعليق الاعتصام وإعطاء مهلة للجميع للعمل حتي تهدأ الأمور وحتي يلتقط الثوار أنفاسهم في هذا الجو الملتهب ولكن الإصرار علي مواصلة الاعتصام فتتناقص الاعداد بسبب الإرهاق يقلل من قيمة الضغط ويفرغه من قوته الأساسية. استشعر فيما يحدث وفي تلك الفوضي العارمة التي نراها في كل مكان وبين جميع الاتجاهات السياسية.. ثوار التحرير والارتباك البادي علي خطواتهم.. مناصرو مبارك في مصطفي محمود.. ومدعو مناصرة القوات المسلحة في ميدان روكسي وهذا التمزق ان هناك أصابع أجنبية تشترك فيها السفارة الأهم ذات الحصن المنيع والتي خرجت منها سيارات قتلت الثوار في أول أيام الثورة.. انها فوضي صنعت في أمريكا. تعلم أمريكا تماما لمن تتوجه ولمن تتحدث ومتي تصالح ومتي تناصب العداء.. من أصبح كارتاً محروقا ومن تتخيل أنه جوكر الكوتشينة الجديد.. وفي تصريحات هيلاري كلينتون وفتح وسائل الاتصال والقرب والمودة والحب من التيار الإسلامي المتشدد الذي يراهنون علي تصاعد قوته في مصر أكبر دليل علي ذلك والغريب أن القوي السياسية الأخري في مصر وأهمها ثوار التحرير أصحاب الخطوة الأولي يوم 52 يناير والتي لم يشترك فيها الإسلاميون رغم محاولتهم الزج بأنفسهم بالعافية كقوي اشتركت من أول يوم سأقول أن ثوار التحرير عن قلة خبرة يعطون الفرصة لهذا التيار المتشدد ليركب الموجة أكثر وأكثر.. وكل ما أتمناه وأتوقعه أن أمريكا وحساباتها ليست دائما صحيحة ولا دقيقة وأعتقد أنهم يراهنون علي الحصان الخاسر يريدون تغذية تيار متطرف كذريعة للتدخل من أجل حماية الأقليات المسيحية.. الطبخة الاستعمارية قديمة ومعروفة.. فلنحذر. إلي جيش مصر العظيم.. إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. الكبير لا يلتفت إلي الصغائر.. نرجو ضبط النفس ليس فقط في التحركات ولكن في الكلمات والإشارات والمداخلات.. يظل الجيش دائما هو الحصن الأخير الذي يريد الأعداء هدمه ولن يحدث بإذن الله. سوف يصبر الشعب علي استرداد أمواله.. ومحاكمة الفاسدين.. و.. و.. آلاف القضايا المعلقة ولكن ليس مطلوبا مني وقد استشهد ابني بنيران الغدر في أيام الثورة أن أصبر وأتحمل وأري من قتلوه يستمتعون بالحياة حتي ولو في طرة أو شرم - انتظارا لحبال المحاكمات الطويلة. ياجيش مصر العظيم.. الشعب يريد ثأر الشهيد.