ينتابني شعور بأننا في حاجة الآن الي احياء جمعية الحمير المصرية وتفعيل نشاطها من خلال أعضائها الحمير القدامي مع ضم حمير جدد الي عضويتها. وأظن ان كثيرا من الشباب لا يعرف ان في مصر جمعية اسمها الحمير، وأظنها لا تزال مسجلة رسميا رغم ان نشاطها متوقف منذ سنوات. وقد كنت متطلعا الي عضوية هذه الجمعية التي ضمت عددا من الشخصيات البارزة منهم الفنان القدير محمود ياسين والفنانة نادية لطفي التي كانت وراء اهتمامي بهذه الجمعية ووعدتني بضمي إليها. وتطلق الجمعية علي أعضائها صفة الحمير تيمنا بما يتمتع به الحمار من صفات حسنة، فهو صبور مجتهد يتحمل من الصعاب ما لا يتحمله غيره ويتفاني في خدمة الآخرين، فضلا عن تميزه بالذكاء علي غير ما هو معروف عنه، وهذا يؤكد تحمله لظلم الآخرين وتطاولهم عليه. وهذه الصفات التي يتمتع بها الحمار دفعت أحد أكبر حزبين سياسيين في الولاياتالمتحدةالامريكية الي جعل الحمار رمزا له في مواجهة الحزب المنافس الذي جعل رمزه الفيل، كما ان الجمعية الدولية للحمير يرأسها الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان، وجمعية الحمير المصرية تولي رئاستها الدكتور محمود محفوظ وهو من أشهر أطباء مصر ومن أبرز علمائها. وتعرفت علي جمعية الحمير يوم كنت متهما في قضية نشر وكان رئيس نيابة أمن الدولة العليا يحقق معي بتهمة نشر أخبار كاذبة واثارة البلبلة، وفوجئت بعدد من المحامين ومعهم الفنانة نادية لطفي يقفون أمام نيابة أمن الدولة وكان مقرها في ذلك الوقت بمنطقة معروف بوسط القاهرة وعلمت انهم من جمعية الحمير وانهم جاءوا متطوعين للدفاع عني. وظننت يومها ان نادية لطفي هي رئيس جمعية الحمير لكنها قالت انها مجرد أتان صغيرة في الجمعية ومسجلة باسمها الحقيقي ابولاب والرئيس هو الدكتور محمود محفوظ والفنان محمود ياسين مرشح لمنصب نائب الرئيس. ويتولي الحمير تنفيذ مشروعات قومية وانسانية أو هذا هو المفترض ويقومون بتوعية غيرهم بحقوقهم وتحذيرهم من تجاوز ما لا يجوز تجاوزه، ويساهمون في الدفاع عن المظلومين، ويفعلون ذلك بصبر ومثابرة واجتهاد، وبسائر الصفات الحميدة التي يتمتع بها الحمار. وقد تحدثت مع الفنان محمود ياسين حول احياء هذه الجمعية ليكون هو الحمار الأكبر، وأبدي ترحيبا دون ان يقبل الرئاسة حيث يرأس جمعية الاعلاميين بالجيزة، وقال ان الحمير يحتاجون الي من هو أقدر علي التضحية بوقته وجهده في سبيل قيمهم النبيلة. وأسأل الله العافية لنا وللحمير..