- نجدة الطفل.. ألو؟ - من فضلك عايزة ابلغ عن سيدة خاطفة طفل وتتسول به في الشارع - اسم حضرتك ؟ -...................... - رقم تليفونك؟ -.. ................... - المكان اللي شوفتي فيه السيدة بالتفصيل؟ -...................... - بلاغ حضرتك مسجل لدينا برقم............ وسنحيل البلاغ لوزارة الداخلية وإحدي الجمعيات الاهلية المتعاونة معنا بالمنطقة . - شكرا. مكالمة تليفونية اجريناها بالاتصال برقم 16000 الخاص بخط نجدة الطفل، ووجدنا سرعة في الرد علي الهاتف، واستجابة سريعة تجاه المعلومات التي ذكرناها لهم، وهو ما جعلنا نذهب الي المكان الذي يتم تلقي الاتصالات والبلاغات به، لكي نلتقي بالعاملين بالخط ومعرفة الدور الذي يقوم به في حماية الاطفال والتعامل مع مشكلاتهم المختلفة. توجهنا الي المجلس القومي للطفولة والامومة بكورنيش النيل بحي المعادي، حيث يوجد خط نجدة الطفل بالدور الثالث من المبني الخاص بالمجلس وطلبنا مقابلة المدير المسئول عن الخط وهو د. محمد نظمي الذي رحب بلقائنا واستمر لقاؤه معنا ما يزيد علي ال60 دقيقة علي الرغم من انشغاله بورش العمل واعمال التدريب المتتابعة الا انه افسح لنا جزءا من وقته لإجراء المقابلة.. ففي بداية حديثه معنا اشار د.محمد نظمي الي ان فكرة عمل خط نجدة الطفل جاءت بعد زيادة انتشار ظاهرة اطفال الشوارع والتي سينتج عنها في المستقبل القريب وجود اسر كاملة مشردة بالعشرات بل بالمئات، وهو ما تطلب التحرك سريعا للحد من الظاهرة وانقاذ الاطفال من التشرد . وتم التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بعد اطلاقها لمبادرة حماية أطفال بلا مأوي وتم تدشين خط ساخن مجاني برقم 16000 من اجل تلقي الشكاوي والبلاغات الخاصة بالاطفال علي مستوي جميع محافظات الجمهورية بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والوزارات ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الجمعيات الاهلية. واشار الي ان الخط يقوم باستقبال ما يزيد علي 250 مكالمة يومية، منها معاكسات او اتصالات خاطئة نتيجة تداخل الخطوط ومنها بلاغات فعلية تتراوح بين 30 و40 بلاغا يوميا منها بلاغات عن عنف اسري، تحرش، عمالة أطفال، التعرض للعنف من احد المدرسين او الاقارب، او طلب مساعدات مادية اواستشارات نفسية، كما ورد الينا بعض البلاغات عن سرقة اطفال لزملائهم في المدرسة اولاقاربهم او لاحد افراد اسرتهم، ويتم التعامل مع هذه البلاغات بسرية تامة حفاظا علي حقوق الطفل. وتوجهنا الي غرفة تلقي البلاغات، حيث يوجد عددا كبيرا من اجهزة الكمبيوتر والعاملون يجلسون امام الشاشات لتلقي الإتصالات والبلاغات، الهواتف لا تنقطع عن الرنين، اصوات رنين الهواتف تعلو فوق اصوات المتلقين للبلاغات، ولكن سرعتهم في الاداء تجعلهم يتلقون عدد كبير من المكالمات ويتمنكنون من التعامل مع البلاغات بشكل احترافي. والتقينا بالمهندس علي رمضان السيد مدير غرفة النجدة الذي قال انه منذ إنشاء الخط في يونيو2005 وحتي الان قد تم تلقي أكثر من 130 الف بلاغ، ومعدل الاتصال اليومي يتراوح بين 500 ل 600 مكالمة، وهنا يأتي الاختلاف بين المكالمة والبلاغ فالبلاغ يتبعه فتح ملف علي سيستم العمل الخاص بالخط لتسجيل بيانات البلاغ الخاصة بالطفل، لكن المكالمة العادية قد تكون استعلاما عن بلاغ قديم اوإتصالا خاطئا، واشار الي ان مهمة متلقي البلاغات هي التحقق من شخصية المبلغ عن طريق الاسئلة الكثيرة عن قرابته بالطفل اومدي تتضرره من الواقعة، وبالتحقق من الواقعة وتكرار مثل هذه البلاغات قد نتأكد بان هناك عدداً كبيراً من البلاغات قد يكون كيديا تجاه اشخاص بعينهم، وبذلك يتم التأكد من جدية البلاغ بارسال مندوبين واخصائيين للتحقق من صحة الواقعة، واذا تأكدنا من صحته يتم التعامل مع مرتكب الواقعة سواء عنف او إغتصاب بتحرير محضر ضده من جانب المبلغ، وبمساعدة وزارة الداخلية والجهات الامنية المختصة يتم التعاملم معه بشكل قانوني.