من يتخطي الخطوط الحمراء إما جاهلاً أو كارهاً للثورة أو مغرضاً أو عميلاً للنظام الفاسد أو مستفيداً من أجندات أجنبية السبت: تفعل العاطفة الكثير شأنها كل شئ في الدنيا، يمكن أن تكون خيرا محضا ويمكن ان تكون شرا محضا، يمكن ان تجعل من الأكفاء القادرين أغبياء حمقي، ويمكن ان تجعل من الأغبياء أكفاء قادرين. أنها سلاح ذو حدين وهي من غير العقل هو جاء، وامتزاجها به يذكي في النفس الحيوية والمضاء. وأكثر الشر الذي يصيب الانسان يأتي من العاطفة دون عقل! هذا يفسر ما هدد به بعض الثوار المعتصمين في ميدان التحرير من تعطيل للملاحة في قناة السويس وتعطيل للمترو وإغلاق للبورصة وما قاموا به من منع دخول المجمع وإغلاق الشوارع المؤدية للميدان وإرباك المرور في وسط العاصمة وتعذيب المواطنين في هذا الجو القاسي وتعطيلهم عن أعمالهم، وكذلك قطع الطرق السريعة والاعتصام فوق خطوط السكة الحديد والإساءة الي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي وقف الي جانب الثورة منذ قيامها، غير مدركين خطورة ما يفعلونه علي مصالح الوطن العليا ومصالح المواطنين مندفعين وراء حماس العاطفة المدمر، الذي يشل التفكير ويلغي العقل ويدفع الي ارتكاب أعمال هو جاء تسبب أضراراً بالغة للوطن والثورة وتجعل العقلاء من الناس والغالبية الصامتة ينقلبون عليهم ويستنكرون ما يفعلونه، وهذا ما حدث فعلاً فقد تصدت الآراء والأقلام العاقلة لهذا التخريب والتدمير لمصالح الدولة الحساسة التي تتصل بمرافقها الحيوية وشرايين الحياة الأساسية التي تؤثر علي اقتصادها وانتاجها ومواردها، ومعيشة أهلها ودخولهم، وتضرب الأمن والسياحة والاستثمارات العربية والأجنبية. وهناك أيضا عناصر أخري مندسة بين المعتصمين يحاولون عن عمد وسوء نية اثارة الفتن، واطلاق الشائعات للوقيعة بين الشعب والجيش ونشر الفوضي والهوجائية. والحمد لله أنهم قلة ولا يمثلون شباب الثورة. إننا ندعو الله ان يحمي الثورة التي كنا جميعا فخورين بها والتي كانت موضع إعجاب العالم واحترامه - من شرهم! ونقول لهم إن مصالح الوطن العليا ومرافقه الحيوية ومصالح المواطنين الذين أيدوا الثورة وساندوها بأرواحهم ودمائهم، خطوط حمراء لا يجوز تخطيها ومن يحاول تجاوزها فهو إما جاهل أو كارها للثورة أو مغرضاً أو عميلا للنظام الفاسد أو مستفيداً من أجندات خارجية! ان الاغلبية الصامتة تنشد فترة من الاستقرار لمنح الفرصة للقائمين علي ادارة البلاد لتحقيق مطالب الثورة، والعمل من اجل عودة الامن والامان وتحسين الاوضاع الاقتصادية. ثورة يوليو.. وثورة يناير الأحد: اليوم يكون قد مضي علي قيام ثورة 32 يوليو 95 عاماً وعند انتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية في نهاية شهر يونيو 6591 كان الشعب يشعر بثقل المسئوليات الضخمة الملقاة علي عاتقه ولكنه أثبت أنه قادر علي حملها واستطاع في جو عاصف ملئ بالاحتمالات والأخطار ان يبلغ بوطنه ما بلغه. وقد قال عند توليه الرئاسة: أننا مازلنا في أول الطريق وأن مهمة البناء في حاجة الي الكثير من الجهد والعمل والتصميم، وإن كانت الدولة قد استكملت بناءها النظامي بصدور الدستور، واختيار رئيس الجمهورية فإنها في الواقع قد استكملت الأدوات للعمل. وكانت آمال الشعب بعد ثورة يوليو لا حد لها فطالما قاسي الظلم والإهمال وأحس بمرارة الذل والضغط علي الحريات وأحس في أحيان كثيرة كأن أنفاسه تختنق وأنه يريد ان يرفع عن كاهله أوزار أجيال وأجيال. أن الأصوات التي تكاد تكون إجماعية والتي أعطاها الشعب لجمال عبد الناصر كانت تعني الامل في المستقبل والرجاء وان تسود الحرية والطمأنينة والعزة والكرامة أبناء الوطن جميعاً فما من أحد في الشعب يريد شيئاً سوي ان يكون حراً يجد العدل الذي لا تفرقة فيه ويحس بالأمن الذي لا ترويع فيه، ويجد مستوي من الحياة كريماً له ولأولاده ولذويه. إن الأهداف التي قامت من أجلها ثورة يوليو، هي نفس الأهداف التي قامت من أجلها ثورة يناير، فالثورات جميعاً لا تختلف في مطالبها وأهدافها وإن اختلف الحكام الظالمون والفاسدون والمستبدون في سياسات الظلم والفساد والاستبداد التي يمارسونها علي شعوبهم! من لا يقرأ.. لا يعيش الاثنين: القراءة زاد لابد منه والذي لا يقرأ إنسان لا يعيش، أو يعيش في مكانه يتجمد ويتعفن ولسنا نقصد القراءة للتسلية وشغل وقت الفراغ فأنها في موازين العصر الذي نعيش فيه هباء لا غناء فيها ولكننا نقصد بالقراءة الفهم والمعاناة ومتابعة العصر بكل ما فيه من جديد وعميق. إن القراءة السطحية لا تثري الشخصية ولا تكون المواطن الذي نطمع ان يكون عماد أمتنا وشعبنا في حاضره ومستقبله ولو تأملنا السباق الدائر بين الأمم والشعوب والحضارات لتكشف لنا عن شئ واحد ليس هو القراءة فحسب ولكن نوع القراءة ومداها ومجالها وكثير من الناس يقرأون الكتب الخفيفة الهشة ولا يقصدون من القراءة الا قتل الملل والوقت وكما يقرأون علي هذه الصورة يتحدثون ايضا في موضوعات تافهة فارغة، وكما يقرأون ويتحدثون يتصرفون في تفاهة وفراغ وغباء، ولست أقصد ان يكون كل ما نقرأه أو نتحدث فيه جدا عميقا ولكنني أقصد ان يكون في حياتنا كثير من الجد والعمق إذا كنا نريد حقاً ان ننهض من كبوتنا وان نبلغ ما نريد من تقدم وتحرر. القراءة الجادة إذن هي ما أقصد وليست القراءة وحدها ولكن الاهتمامات أيضا لا بد أن تكون جادة في مستوي العصر الذي تتصارع فيه قوي جبارة تستند الي العلم والتخطيط والمعرفة الشاملة.. إن الأمم لا تبني بالتفاهة والسطحية والفراغ والاهتمامات الصغيرة الجانبية ولكنها تبني بالجد والعمل والفهم والتطلع والإدراك لكل ما حولنا.. وما حولنا مهما يكن بعيداً عنا يؤثر فينا وعلينا.. وكي نفهم ما حولنا لابد ان نرتفع الي مستواه لكي نعيش فيه ولكي نرتفع الي هذا المستوي ينبغي ان يكون ما نقرأ وما نكتب وما ندعو الناس إليه في مثل هذا المستوي فإذا انحط عنه فقد فقدت أقدامنا الطريق الصحيحة.. ونحن نعرف مصير من تفقد قدماه الطريق الصحيحة. ابتسم للحياة.. العالم: أعطني بعض أقراص موثاستيك أسيد سترات ساليسليك أسيد. الصيدلي: تقصد الأسبرين؟ العالم: آه.. تماماً.. إنني انسي اسمه دائما!!