تتواصل التضحيات النبيلة التي يقدمها حماة الوطن أبناء القوات المسلحة والشرطة خلال حربهم ضد الإرهاب والإرهابيين الذين لايؤمن جانبهم ويتقي شرهم إلا بمداهمة أوكارهم والقضاء عليهم لارتكابهم أشنع الجرائم ضد الأبرياء فكم أم فقدت ابنها وباتت زوجة ثكلي وتيتم أبناء وأطفال نتيجة أعمالهم الإرهابية ويسجلون بدمائهم وأرواحهم ملاحم بطولة شهد بها القاصي والداني لاجتثاث رءوس الأفاعي وتطهير الأرض والحفاظ علي العرض وكم من بطل سعي لسمو الهدف ونبل المقصد وفاضت روحه إلي بارئها وقد انتهي الجسد ولكن تبقي الذكري العطرة خالدة في سجلات التاريخ. الشهيد البطل غازي عبدالحميد ابن مركز كفر الزيات أحد أبناء قوات الأمن المركزي والذي بذل الدم والروح من أجل الحفاظ علي الأرض وتوفير الطمأنينة للمواطنين واستشهد خلال تأدية واجبه الوطني علي يد إرهابيين وهو صائم بعد انتهاء خدمته المكلف بها بمديرية أمن شمال سيناء وهو يستعد لإعداد طعام الافطار في استراحته وبكلمات حزينة ودموع تتدفق من عينيها كلما تذكرت قصته وقصة استشهاده تقول خضرة عبدالفتاح والدة الشهيد غازي: ان ابنها كان مثالا للرجولة والشهامة ومحبوبا من الجميع لخلقه وأدبه الجم، متسامحا لأبعد الحدود لم نره يوما في مشكلة مع أحد وعندما طلب للتجنيد لبي النداء علي الفور حيث التحق بقوات الأمن المركزي العاملة بمديرية أمن شمال سيناء وخلال اجازاته التي يحصل عليها كان يروي حكايات وبطولات زملائه خلال حملاتهم الأمنية ضد أوكار الإرهابيين والخونة الذين يعيثون الفساد في الأرض ويريدون أن يشوهوا كل إنجاز تحقق علي أرض مصر وكيف ان زملاءه وقادته مصممون علي اجتثاث هؤلاء الخونة في شبر علي أرض الفيروز حتي الرمق الأخير في حياتهم كما كان يؤكد ان القوات المسلحة والشرطة لن تترك حق الشهداء الذين أبلوا البلاء الحسن وضحوا بالروح والدم لتطهير البلاد من رجس عبدة الشياطين والكارهين لمصر والمصريين، وتضيف الأم المكلومة في آخر إجازة لنور عيني غازي وأثناء وجوده بيننا استدعي للعودة إلي عمله وطلب منه ان يستكمل اجازته لكنه رفض وقال يا أمي: كفاية كده لازم أعود لأداء الواجب مع زملائي وقادتي وليس هناك أفضل من المشاركة في مواجهة الإرهابيين حتي لو كلفني ذلك روحي ولست أقل من زملائي الذين استشهدوا وحملت جثامينهم والله أعلم من يحملني وتوقفت الأم عن الحديث بعد أن غلبت الدموع صوتها الحزين لحظات ثم عادت بعد أن تمالكت نفسها وقالت بعد عودة غازي لمديرية الأمن وفي اليوم الثاني فوجئنا بمن يخبرنا بأنه استشهد خلال عمل إرهابي وسالت دماؤه علي أرض سيناء الحبيبة علي يد الخسة والنذالة وحسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء الخونة وكل ما أتمناه ان أري جذور الإرهاب تقتلع ليس من سيناء فقط وإنما في كل شبر علي أرض مصر. وأكدت الأم ان العملية العسكرية 2018 التي يخوضها أبناء القوات المسلحة والشرطة علي معاقل الإرهابيين في سيناء أزالت الحزن وآلام الفراق عن أسر الشهداء. وأكدت أن مصر لن تترك حق أبنائها الشهداء من هؤلاء الخونة أما ناهد محمد سلطان زوجة الشهيد فقد انهمرت الدموع من عينيها وهي تلتقط أطراف الحديث قائلة: في آخر اجازة لزوجي الشهيد حاولت أن أجعله يستكمل اجازته لكنه رفض وقال لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وكأن الجنة كانت تناديه.. وأضافت في آخر مكالمة له قبل استشهاده بيوم واحد اطمأن علي كل أفراد العائلة وطفليه وكأنه كان يشعر انها المكالمة الأخيرة وفي اليوم التالي اتصلت به وفوجئت بزميل له يرد عليّ وكانت كلماته قصيرة جدا ولكنها أثقل كلمات سمعتها في حياتي وقال لي: البقاء لله سبحانه وتعالي غازي استشهد علي يد إرهابيين وهو صائم فنعم الجزاء ونعم الشهادة في سبيل الله وعلمت بعد تشييع جثمانه الطاهر إلي مرقده الأخير ملفوفا بعلم مصر من قادته وزملائه ان اثنين من الإرهابيين دخلوا عليه استراحته وقتلوه هو وزميله بعد انتهاء خدمتهما وكانا يعدان طعام الافطار فقد كانا صائمين بعض أيام النوافل وظلت الزوجة تردد: ربنا ينتقم من أعداء الدين والوطن الذين يغتالون الأبرار ويتسببون في تيتم الأطفال نتيجة أعمالهم الإرهابية. وتوجهت الزوجة إلي الله بالدعاء لكل الشهداء والقوات المسلحة والشرطة بالنصر والقضاء علي الإرهابيين المرسوم علي وجوههم القبح وغضب الله.