استكمالا لحديثي عن مقترح لاستراتيجية جديدة للتعليم اتناول في مقالي هذا العنصر الخامس للعملية التعليمية وهو الطالب الذي يعتبر الهدف الرئيسي للتعليم والذي تبذل كل الجهود من أجل تنشئته في مناخ تعليمي ملائم يكسبه المهارات اللازمة لمجابهة الحياة والمستقبل المأمول، لذلك يجب اعداده بذخيرة علمية وثقافية واجتماعية وتربوية تمكنه من مجابهة الحياة في بيئة مليئة بالانشطة المختلفة، فإن تسلّح بالعلم أمكنه الخوض في تجارب الحياة بشكل أفضل وبروح معنوية عالية.. ومن الناحية التربوية ينصح العلماء الأفاضل الجمهور بألا يرهنوا اطفالهم في المراحل الأولي بالحضانة ورياض الأطفال بأي مواد دراسية كاللغة والحساب كما يفعل الكثيرون ظنا منهم أن ذلك في مصلحة الطفل وأنه قادر علي استيعاب بعض العلوم وعليهم أن يتركوا اطفالهم للتمتع بالهوايات المختلفة مثل الموسيقي والرسم والغناء والهوايات المتنوعة.. علي ان تتم الدراسة العملية فعلا بدءا من المرحلة الابتدائية ومابعدها حيث يكون السن مناسبا لتحصيل العلم.. حينئذ تلتزم الاسرة بتهيئة المناخ المناسب للطالب في مراحل التعليم المختلفة ومتابعته أولا بأول مع المدرسة وفي نفس الوقت يجب الاهتمام بمعرفة مواهبه وقدراته حتي يمكن توجيهه للدراسة التي تتناسب مع امكانياته وملكاته الذاتية وتتعاون مع المدرسة في متابعته اثناء الدراسة حتي يمكن تصويب توجيهه التوجيه الصحيح الذي يلائم ويناسب قدراته الذهنية والنفسية ويحقق النجاح المأمول اثناء دراسته.. وكلما تقدمت به السنوات الدراسية تتاح الفرصة لمعرفة اتجاهاته العلمية وعلي الاسرة ان تتعاون مع المدرسة لتحديد انسب الدراسات والمواد التي يحقق فيها النجاح المميز.. وعلي هذا الاساس وبالتعاون بين الاطراف الثلاثة البيت والمدرسة والطالب يمكن توفير المناخ الجيد ليحقق الطالب النجاح بل والتفوق المأمول... ومن خلال الدراسة يجب ان يلتزم الطالب بأداء كل مايطلب منه من المعلمين سواء اثناء الحصة الدراسية او كواجبات منزلية، وعلي اولياء الأمور متابعة ابنائهم أولا بأول لتصحيح أي انحراف قد يحدث ولايترك الطالب بحجة ان المدرسة هي المسئول الأول عنه وهنا لاتكتمل الحلقة التي تربط العناصر الثلاث كما ذكرت.. البيت والمدرسة والطالب ومن الناحية النفسية والاجتماعية لابد من مكافأة الطالب المميز حتي يشعر بتقديره عندما يحقق نتائج ممتازة كما ان ذلك يحثه علي زيادة جهوده لتحقيق أفضل النتائج سواء كان هذا التقدير من المدرسة او من البيت او من كلاهما وهذا الحافز يزيد من حماس الطالب لتحسين ادائه مع مراعاة عدم المبالغة في نوعية وقيمة الحافز ماديا حتي لاتخرج عن الهدف منها وهو تشجيعه علي التحصيل والتقدم العلمي.. وبهذا الحديث تكتمل العملية التعليمية بعناصرها الخمس: المعلم المدرسة المنهج وسائل الايضاح الطالب.. ولأختم حديثي عن مقترح استراتيجية حديثة للتعليم أعلن بأن علي الدولة ان تبحث عن مطالبها من التخصصات المختلفة من اطباء ومهندسين وتجاريين ومعلمين.. الخ لابد من دراسة سوق العمل واحتياجاته حتي يتم توجيه الدارسين الي التخصصات التي تخدم سوق العمل واحتياجاته ولكي يتم تعديل المناهج اولا بأول.. حينئذ يصبح الهدف من التعليم هو حصول الطالب علي علم وليس مجرد شهادة.