رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق استكمالا لحديثي عن مقترح لاستراتيجية جديدة للتعليم اتناول في مقالي هذا العنصر الرئيسي الثالث للعملية التعليمية وهو »المنهج الدراسي« الذي من خلاله يتلقي الطلبة العلم والمعرفة. ولاشك ونحن نعيش في عصر العلم والتكنولوجيا المتطورة نحتاج إلي تعليم بمنهج متطور يصلح لاعداد جيل المستقبل هذا الجيل الذي يتميز بسرعة الاداء في ظل التطور المذهل للابتكارات الحديثة يوما بعد يوم كما تظهر العديد من الابحاث والدراسات المذهلة في استخدام الحواسب الآلية والمعدات الالكترونية فائقة السرعة والتطور الحادث في صناعة الروبوت الحديثة لاداء وظائف كان يقوم بها الانسان في الماضي في عدة ايام وشهور وسنوات.. لهذا نجد ضرورة واهمية تطوير المناهج التعليمية المستقبلية بشكل جذري يتناسب مع التطور العلمي ولانقف مكتوفي اليدين معتمدين علي الاساليب القديمة البالية في اداء وظيفة التعليم معتمدة علي التلقين والحفظ في حين اننا نجد ابناءنا وهم في ريعان شبابهم يستخدمون الحواسب الالية وتطبيقاتها بصورة سريعة ودقيقة في موضوعات مختلفة يقفزون بها إلي المستقبل القريب والبعيد علي حد سواء دون استخدامها والاستفادة منها من الناحية التعليمية. واذا كان هذا مدعاة لكي نري هذا المستقبل بين ايدينا فإن هناك ايضا ضرورة لمعرفة الكثير عن الماضي والحاضر ولكن بصورة افضل وبأسلوب اوضح ويمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات في نقل المعلومة بحداثة وتطور خاصة في المواد الرياضية والعلمية والتاريخية.. يضاف إلي ذلك تعلم اللغات المتعددة والتي عادة ما تستخدم في البحوث العلمية والتربوية المختلفة التي يجب ان تنسق فيما بينها بشكل واضح في مجموعات متنوعة مثل مجموعات اللغات ومجموعة المواد الرياضية والعلمية ومجموعة المواد الاجتماعية والثقافية بحيث تتم الدراسة في المراحل التعليمية الاولي لتشمل اجزاء من المراحل المختلفة التي تعد الطالب كي يكتسب المهارات الاساسية لعدد من المواد الدراسية اللازمة لاتخاذها كقاعدة تعاون في مرحلة التحول الفكري بوضع المناهج التعليمية التي تعتمد علي التفكير والابتكار والاستنتاج وليس علي الحفظ المطلق دون تفكير كما يحدث الان في معظم مدارسنا ومراكز التعليم المختلفة.. ويجب علينا ان نسعي لمعرفة من سبقونا في تطوير التعليم سواء في الدول الكبري مثل الولاياتالمتحدةالامريكية أو فرنسا وغيرها وكذا في الدول المماثلة مثل ماليزيا والتي اهتمت بالتعليم باعتباره قاطرة التقدم العلمي والثقافي والاجتماعي الحقيقي لاي مجتمع أو شعب يبحث عن توفير مستقبل طموح لابنائه.. والاختلاف الذي ابغيه هو البعد عما يتبع حاليا في المناهج التعليمية التي تعتمد علي الحفظ وآلية الاجابة كما يحدث في العديد من المواد واعطاء الطالب انماطا يتم حفظها كي يحصل علي اعلي الدرجات وبذلك تتزايد الدروس الخصوصية سواء في المراكز التعليمية أو في المنازل..وبعد نجاح الطالب في الامتحان لا يحتفظ باي مادة لانه اعتمد علي الحفظ والتلقين.. من هذا المنطلق اري ان المستقبل الواعد للعملية التعليمية يتطلب اعادة النظر في المناهج الدراسية باختلاف انواعها ووضع الاسلوب الامثل لاستخدامها في عصر التكنولوجيا والمعلومات مع الاحتفاظ بقدر من المرونة للاستفادة من تطور العلم ومتابعة التقدم العلمي المستمر في الدول المتقدمة لنلحق الركب ونبتعد عن التخلف.