سويسرا تعاني هذه الأيام من معضلة، لم تجد لها حلا حتي الآن، حيث تعاني صناعة الألبان السويسرية من وجود فائض هائل من الحليب الخام، مع انخفاض حاد في أسعاره، وتدر الأبقار هناك 5.1 مليار لتر سنويا، تتسبب في وجود 11 ألف طن فائض من الزبد، لا يعرفون كيف يتصرفون فيها.. تصديرها مكلف بسبب ارتفاع سعر صرف اليورو.. وتخزينها أيضا يمثل عبئا علي المزارعين المنتجين الذين لجأ بعضهم إلي اضافة سعر التخزين علي أسعار منتجات أخري.. ولجأ بعضهم إلي إلقاء الألبان في الأنهار للتخلص منها. المشكلة أصبحت بجد، أزمة حذر الاتحاد السويسري لمنتجي الألبان من استمرارها، وطالبوا بتدخل الحكومة السويسرية بعد ان هدد عدد من المزارعين بالتحول إلي تربية الابقار المنتجة للحوم، وهو ما يعني أن يتم ترحيل المشكلة من الألبان إلي اللحوم ويكون هناك فائض يعجزون علي استهلاكه. يحدث هذا في سويسرا، أما في مصر فنحن لدينا أيضا أزمة في الألبان، وفي اللحوم، ولكن بصورة مقلوبة حيث أصبح ثمن لتر اللبن فوق مستوي إمكانيات أبناء الطبقة المتوسطة، وأصبحت اللحوم من بنود الرفاهية وسعر الكيلو منها مرشح لارقام قياسية خلال أيام مع دخول شهر رمضان المبارك.. ويبقي للسواد الأعظم من المصريين هياكل الفراخ المخلية ولله الأمر. الثورة الحقيقية في هذا الميدان.. ومن لا يملك طعامه لا يملك أبدا قراره!