مارس هو شهر المرأة المصرية.. ثلاث مناسبات مهمة تخص المرأة يتم الاحتفال بها خلال هذا الشهر.. في الثامن من مارس تشارك مصر العالم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يهدف إلي تشجيع المساواة بين الجنسين ودفع المرأة إلي العمل وجعل العالم مكاناً أفضل لعيش النساء.. ترجع فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إلي الثامن من مارس عام 1908 أي منذ 110 أعوام حينما خرجت 15 ألف امرأة من العاملات بقطاع النسيج في مسيرة بنيويورك عرفت بحركة »الخبز والورد» للمطالبة بساعات عمل أقل وأجر أعلي والحق في التصويت. خرجت النساء في هذه المسيرة وهن يحملن الخبز والورود.. الخبز يرمز إلي حق العمل والمساواة والورود ترمز إلي الحب والتعاطف.. وهكذا شكلت حركة »الخبز والورد» بداية حركة نسوية في الولاياتالمتحدة تطالب بحقوق المرأة. وبعد عام من تلك المسيرة أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي ذلك اليوم عيداً وطنياً للمرأة.. وفي العام التالي (1910) اقترحت سيدة تدعي كلارا زيتكين في مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاجن بأن يصبح 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة وتمت الموافقة علي اقتراحها بالإجماع وتم الاحتفال بهذا اليوم كيوم عالمي للمرأة لأول مرة عام 1911.. وفي عام 1975 بدأت الأممالمتحدة تحتفل به رسمياً حتي أصبح الثامن من مارس مناسبة للاحتفال بمستوي ارتقاء المرأة في المجتمع وتوليها المواقع السياسية والاقتصادية بعدما كان الاحتفال بهذا اليوم مرتبطاً بالاحتجاجات والاضرابات التي نظمتها المرأة الأمريكية بسبب عدم المساواة بين المرأة والرجل. غداً 16 مارس احتفال آخر تختص به مصر والمصريات هو يوم المرأة المصرية الذي يتزامن وخروج أول مظاهرة نسائية ضمت 300 سيدة حاملات الأعلام المصرية للإعراب عن تأييدهن لثورة 1919 والاحتجاج علي نفي زعيم الأمة سعد زغلول. 99 عاماً تمر غداً علي هذا اليوم بما يؤكد أن نضال المرأة المصرية ممتد علي مدي قرن كامل ضحت خلاله بكل غال ونفيس ولم تخش الاحتلال أو السلطة وكانت دائما في مقدمة المضحين بالروح فداء للوطن. ويوم الأربعاء القادم 21 مارس تحتفل مصر بعيد الأم.. تلك الفكرة التي أطلقها الكاتب الراحل مصطفي أمين من خلال عموده الشهير »فكرة» عندما اقترح تخصيص الحادي والعشرين من مارس الذي يوافق بداية فصل الربيع للاحتفال بعيد الأم تقديراً لتضحياتها ودورها في الأسرة والمجتمع.. وهي الفكرة التي لاقت ترحيباً كبيراً منذ أطلقها واتسع نطاق الاحتفال بعيد الأم عاماً بعد عام وصارت هناك مسابقات لاختيار الأم المثالية علي مستوي الدولة ومختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات وتعددت الأغنيات الخاصة بهذه المناسبة وأشهرها »ست الحبايب» لفايزة أحمد.. في هذا اليوم تنتظر كل أم ولو وردة صغيرة يعبر بها أبناؤها عن تقديرهم وحبهم لها.. هذا اليوم فرصة لكل من رحلت أمه أن يتذكرها ولكل من مازالت أمه تملأ عليه حياته أن يقول لها شكراً ولو في احتفال بسيط يجمع الأسرة. عيد الأم عيد مصري رائع في مفهومه وأهدافه والصورة التي يخرج بها ليسعد الأمهات فهنيئا لكل أم مصرية بعيدها ودعواتنا بالرحمة لصاحب الفكرة مصطفي أمين. أخيراً لا يفوتني أن أذكر بنماذج رائعة للمرأة المصرية ربما لا تعرف الأجيال الجديدة عنها شيئا لكنها قد تكون فرصة لشبابنا أن يبحثوا ويدققوا في تاريخ المرأة المصرية ليعرفوا كم هي عظيمة. اعتزازنا بالمرأة المصرية يبدأ من الألهة ايزيس والملكة حتشبسوت مروراً بالملكة تي زوجة امنحتب الثالث وكليوباترا المنحدرة من أصل إغريقي وشجرة الدر وصولا إلي العصر الحديث حيث تفوقت وتألقت نساء عديدات في مقدمتهن صفية زغلول »أم المصريين» ود. سهير القلماوي »الأستاذة الجامعية والكاتبة الصحفية» وأمينة السعيد »أول رئيسة تحرير» وروزاليوسف وهدي شعراوي »الرائدة النسائية» وسميرة موسي »أول عالمة ذرة مصرية» ود. مفيدة عبدالرحمن »أول محامية» وسيزا نبراوي »الناشطة النسائية» ونبوبة موسي »رائدة تعليم البنات» ودرية شفيق »الكاتبة والناشطة» وعائشة تيمور »الكاتبة والشاعرة» وإنجي أفلاطون »الفنانة التشكيلية» وراوية عطية وأمينة شكري »أول نائبتين في البرلمان المصري» ود. حكمت أبوزيد »أول وزيرة» ود. عائشة راتب ود. آمال عثمان ود. فوزية عبدالستار ونوال عامر ود. نوال التطاوي »أول وزيرة للاقتصاد».. ومن الفنانات: أم كلثوم وعزيزة أمير وفاطمة رشدي وأمينة رزق وفاتن حمامة ومديحة يسري وفردوس عبدالحميد. تاريخ مصر مليء بنماذج رائعة للمرأة.. المهم أن يعرف شبابنا كيف يبحث عن قصص نجاحهن ؟