لم يخفت بريقه ولم ينطفئ , لم ينزو منتظرا مرور الأيام , بل زاد وهجه وكالمعدن الاصيل الذي يزداد لمعانه كلما مرت السنوات , شارك أبناء جيله في معركتهم ضد الزمن دون أن يتخلي عن الشباب الذين دعمهم وأمدهم بخبرته , اختياراته صائبة تنفذ بدقة إلي قلب المجتمع المصري , فتترك أعماله اثارها في ذهن المشاهدين..أنه الفنان الكبير حسين فهمي الذي يحدثنا عن أعماله الجديدة وآرائه في السينما واعتذاره عن مهرجان القاهرة السينمائي. • لماذا »خط ساخن» ؟ - الحلقات تهتم بعدد كبير من الموضوعات المهمة التي تتعرض لها كل الاسر المصرية هذا اضافة إلي الموضوع الرئيسي الذي يتجسد في فكرة تجارة الاعضاء وكواليسه والمجموعات الاجرامية القائمة عليه وهو ما جعلني لا اتردد في قبوله، هذا إلي جانب وجود الفنانة الكبيرة سلاف فواخرجي والمخرج الكبير حسني صالح الذي سبق وتعاونا معا من قبل في مسلسل »حافة الغضب» • وما تفاصيل شخصيتك ؟ - أجسد شخصية »البرنس» وهو رجل كبير ولديه ثروة طائلة تمكنه من كل ما يرغبه من ملذات، وفي أحد الاوقات تنشأ بينه وعليا التي تجسد شخصيتها سلاف فواخرجي علاقة حب لا تتعدي الحب الابوي الا انها تتطور في وقت وتصبح علاقة غرامية ومن ثم يتم الزواج ومن بعدها تنقلب الاحداث وتبدأ خلافاتهما. • وماذا عن مسلسل السر ؟ - أنتهينا من تصوير معظم المشاهد ولم يتبق سوي ثلاثة أيام تصوير فقط وتدور احداثه في 60 حلقة حول شخصين يخرجان حديثا من السجن ويقرران ان يعيشا بعيدا عن الناس جميعا فيما تكشف الحلقات انهما اب ونجله وليسا صديقين كما اخبرا من حولهما وهو عمل جيد يرصد الحالات الإنسانية في الشارع المصري بفكرة جديدة غير تقليدية كيف تري في العرض الرمضاني ؟ - الأمر يعود إلي الجهات الانتاجية وليس للفنانين شأن به، لكنني سعيد بفتح مواسم درامية طوال العام، فأمر جيد ان تدور الكاميرات ليعمل الجميع من فنانين وفنيين ومصورين ومخرجين بشكل مستمر واعتقد ان هذا يساهم في اكتشاف مواهب جديدة علي كل المستويات سواء تمثيلا أو إخراجا أو تأليفا، اما ان يعرض 30 أو 40 مسلسلا في شهر واحد فهذا آراه اهدارا للطاقات والاموال واهدارا لأعمال جيدة من الممكن ان تختفي وتتوه وسط الزحام. ألا تخشي إرهاق الاعمال الطويلة ؟ - عملنا ومهنتنا هذه تتطلب جهدا كبيرا والامر لا يقتصر فقط علي الاعمال الطويلة وانما كل مشهد، وأسعد اللحظات التي تغمر الفنان الحقيقي هي لحظة وقوفه أمام الكاميرا وعندها ينتهي أي احساس بالإرهاق أو التعب. هل استطاعت الأعمال المصرية الطويلة هزم المسلسلات التركية ؟ - الاعمال التركية لا يجب تصنيفها علي أنها درامية من الأساس فهي بمثابة فخ انغمسنا به، واعتقد اننا انتبهنا للامر وانقضي وقتها، فهي أعمال لا معني لها او مضمون او محتوي درامي، هذا اضافة إلي ان الصورة الجميلة الجاذبة التي يراها الجمهور ما هي الا ورق حائط متدنية التكاليف، فهذه الأعمال عبارة عن خدع تدعمها الدولة التركية لتغزو الوطن العربي ثقافيا وتعيد إلي الاذهان العصر العثماني من جديد من خلال اعمال مثل »حريم السلطان» وغيرها من الأعمال المشابهة.. الا ان بمرور الوقت أثبتت الدراما المصرية قوتها ومتانتها فعادت إلي مكانتها المعتادة فلن يقدر احد من سحب السجادة من تحت الدراما المصرية فالسجادة عجمي. كيف تري حال السينما ؟ - مصر تمتلك الامكانات الفنية والبشرية التي تؤهلها لقيادة منطقة الشرق الاوسط سينمائيا وفنيا، ونحن الآن في مرحلة استعادة التوازن والعودة من جديد. ما سبب انهيارها برأيك ؟ - السينما في مصر مرت بمجموعة من الأزمات والضربات فقد تم أغلاق دور العرض بعد ثورة 25 يناير لفترة ليست بقليلة وانصرف المشاهدون عنها لفترة بسبب ضيق الأحوال وتوقف عجلة الإنتاج وحاول العديد من السينمائيين النهوض بها من جديد ولكننا للأسف خسرنا أسواقا قوية كانت سوقا لاعمالنا مثل اليمن وليبيا وسوريا والعراق وغيرها من البلاد العربية التي كان الفيلم المصري يحقق بها نجاحات وارباحا كبيرة جدا مما ساعد في نشر الثقافة واللهجة المصرية في الوطن العربي كله ولكننا في طريق عودتنا لسابق عهدنا فالأفلام المعروضة في الأعوام السابقة تبشر بذلك. لماذا اعتذرت عن توليك منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ؟ - بدا الأمر من بعض الاخبار والتكهنات علي مواقع السوشيال ميديا والمواقع الاخبارية ولكنني انتظرت حتي تقابلت وجها لوجه مع الوزيرة إيناس عبد الدايم وتحدثنا عن الامر بشفافية كبيرة، ونظرا لانشغالي بمسلسلي »خط ساخن» »والسر» وأيضا أحد الأعمال السينمائية اعتذرت عن الأمر ولكنني سأسخر كل جهودي لمساعدة المهرجان وإخراجه بشكل جيد وما رأيك في الدورة السابقة منه ؟ - بالطبع كانت ممتازة جدا جدا فقد عاد للمهرجان بريقه من جديد وبقوة واثبت نجاحه وأظهر وجه مصر الجميل للعالم كله، وكان لقنوات دي ام سي اثر ايجابي في ابراز المهرجان وعودة النجوم العالميين إليه وايضا اختيار مكان جيد للمهرجان بعيدا عن الاوبرا. كيف تري غياب الفيلم المصري عن الدورة ؟ - للأسف حزنت كثيرا فقد كنت رئيسا للجنة التحكيم ورأيت أعمالا للأسف لا تقارن بالفيلم المصري ولكن المنتجين المصريين يحبون دائما المشاركة في مهرجانات براقة بعيدا عنا ليكسبوا دعايا أكبر فهم يرون أنه لا فائدة من حصول فيلمهم المصري علي جائزة من مهرجان بلده وأتمني أن يغيروا وجهة نظرهم. وما سبب غياب عدد كبير من النجوم عن المهرجان ؟ - لا أعلم ولكن هذه الدورة حضر عدد لا بأس به ومن كل الفئات فحضر نجوم ستار وشباب وشيوخ الفنانين.