لم يكن أحد يتصور أن تتحول ثورة 25 يناير الي فرصة للفوضويين والبلطجية والانتهازيين لتحقيق مكاسب بكل الطرق حتي لو كان الثمن هدم الوطن.. لقد فرحنا بتلك الثورة وانضم إليها ملايين الشرفاء من المقهورين لكن فوجئنا مع مرور الايام بالعناصر الهدامة التي لايهمها سوي مصالحها الذاتية ترتدي لباس الثوار وتفتعل المواقف لاشاعة الفوضي وتعطيل مسيرة الثورة وتحويلها عن مسارها، فوجدنا مايمكن تسميته اهدار دم القانون جهارا نهارا، وسيطرة البلطجية علي الشارع المصري واصرارهم علي فرض ثقافة العضلات حتي اصبح الواحد منا ممن يحرص علي احترام القانون يتعرض للاعتداء اللفظي والتهديد بما هو اقسي، وبالطبع لايجد المسالم منا سوي الصمت وكظم الغيط. ولم يقف الامر عن هذه المواقف الاستفزازية التي نتعرض لها يوميا بل صدمنا بخروج مظاهرات ضد القضاة لمجرد ان احكامهم لم تعجب البعض واعتداءات فجة علي ضباط الشرطة . وقس علي ذلك، مظاهرات فئوية في كل مكان وعنف وجرائم خطف واعتداء وقطع الطرق،، إلخ حتي اصبح السؤال الذي يلح علي الكثير منا: هي دي الثورة ؟ لقد استهدف الثوار الشرفاء اسقاط النظام الفاسد فاذا بالثوار المزيفين يحاولون فرض نظام شريعة الغاب. اننا امام تهديد خطير للثورة المجيدة اتمني ان يدرك الثوار الشرفاء ابعاده قبل ان ينجح خفافيش الظلام في تحويل هذا الانجاز الذي ابهر العالم الي فوضي مدمرة حتي يتسني لهم بيع البلد في سوق الخردة.