مع كل يوم يثبت أبناء القوات المسلحة الأبطال أنهم أهل لثقة الشعب والمعين الذي لا ينضب والذي يعيش في ضمير الامة لما يبذلونه من تضحيات وما يقدمونه من بطولات سواء في حماية الجبهة الداخلية أو من خلال مشاركتهم في ملحمة البطولة والفداء لدحر قوي الشر والارهاب واقتلاع جذوره مستلهمين شعار النصر أو الشهادة من أجل ان تبقي مصر شعلة وقادة لا تنطفيء تنير مسيرة الحياة ضاربين المثل الاعلي في الشجاعة والاقدام والتضحية ومن هؤلاء البواسل الذين استرخصوا دماءهم من أجل حمايته تراب الوطن ابن السويس الرائد محمد عادل خاطر الذي تخرج في مصانع الرجال للقوات المسلحة واستشهد في حادث استهداف الكتيبة 101 بشمال سيناء في ال29 يناير 2015 يقول عادل خاطر مدير إحدي المدارس والد الشهيد نجلي محمد تجمعت لديه كل عناصر الشجاعة والتضحية وحب الوطن والحق والصدق منذ التحاقه بالكلية الحربية مثله كباقي الابطال الذين انضموا لمصانع الرجال وبعد تخرجه من الكلية تم توزيعه علي احدي الوحدات العسكرية العاملة في شمال سيناء وشارك في العديد من العمليات لمداهمة اوكار العناصر الارهابية وقوي الشر ومع كل يوم كان إصراره يتزايد علي البقاء في سيناء ورفضه الانتقال إلي أي مكان اخر وكان يؤكد لي انه لن يعود من سيناء الا رافعا علامة النصر أو ملفوفا في علم مصر ويروي الوالد ان ابنه الشهيد حرص علي اصطحاب زوجته وطفلتيه رقية ونوران الي مشروع قناة السويس عقب اطلاق عبدالفتاح السيسي اشارة البدء في حفر القناة وكان فخورا بذلك المشروع ووعدني ووالدته بتنظيم يوم ترفيهي لنا لمشاهدة الانجاز العظيم لكن عهده مع الله سبق واستشهد في منتصف اعمال الحفر ويضيف الوالد ان الشهيد محمد نال تكريما من الفريق اول صدقي صبحي وزير الدفاع بسبب بسالته وتفانيه في تنفيذ المهام وكان التكريم فخرا لكل افراد عائلة خاطر. ويؤكد الوالد ان العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 للقضاء علي الارهابيين أثلجت صدورهم وان زملاء محمد يثأرون له ويصمت والوالد قليلا ويقول ابني محمد كان دايما يقول لي تخيل يا والدي شكل سيناء بعد تطهيرها من الارهاب الاحتفال سيكون مماثلا لاحتفال المصريين بعد تحريرها في اكتوبر 1973. أما والدة الشهيد فتقول ان فلذة كبدها كان معطاء عطوفا لكل من حوله قلبه مملوء بالشفقة والرحمة يتسم بحسن الخلق في معاملته للاخرين منذ صغره وتبتسم الام وتتذكر أول هدية قدمها لها وكان حينها تلميذا بالمرحلة الابتدائية ورسم لها وردة وكتب عليها امي حبيبتي وبعد التخرج وانخراطه في الخدمة العسكرية كان حريصا في كل اجازة ان يحضر لي هدية. حتي انه احضر في احد الايام جهازا لقياس الضغط وقال لي مداعبا بعد ان علمني كيفية استخدامه دي بقي يا أمي عشان تطمئني علي نفسك وانا مش موجود ورغم الخطر الذي كان يحيط به الا انه لم ينس ان يخفف عني الشعور بالقلق تجاهه ويطمئن في كل مكالمة هاتفية انه بخير في العريش مع زملائه ويطلب الدعاء وتتذكر الام موقفا بعينه ولم تكن تفهم نية وقصد نجلها فتقول الشهيد كان حريصا علي متابعة تشييع جثمانين الشهداء من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم من اجل الوطن في مواقع التواصل الاجتماعي ويريها مقاطع علي هاتفه المحمول لتلك الجنازات وكيف ان اهل الشهيد لا يبكون وانما يتبادلون التهاني والنساء يطلقن الزعاريد وتضيف الام كنت ادعي لهم بالرحمة ولاسرهم بالصبر إلي أن جاء دور فلذة كبدي واستشهد في سبيل الله ضارباالمثل في الشجاعة والاقدام والتضحية من اجل مصر واستجاب الله لدعوته التي كان يرددها »اللهم ارزقني ميتة حسنة واكتب لي الشهادة في سبيلك» .