للأسف الشديد، هناك عدة أمثلة من الأدب الشعبي المصري، يستحق ذكرها فيما نعيشه اليوم، مثل »يعملها الصغار، ويقع فيها الكبار« ومثل »الولد .... يجيب لأهله النعيلة« ومثل دعاء شهير بأن ندعو الله: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. إستياء وتعبيرات كثيرة يمكن إطلاقها علي احوال تجري حولنا وتصيد من فئات كثيرة لكي تنفخ في النيران، لكي تشتعل النار في الحياة السياسية المصرية، وهم علي حق!! من زاوية الحراك السياسي والتنافس، والضرب تحت الحزام في اغلب الاحيان، ولعل الاصطياد في المياه العكرة، هي من أصول لعبة السياسة التي تمارس في أغلب النظم الديمقراطية ولكن ايضا يجب علي من يخطيء أن يعلن فورا عن خطأه وعن اجراء تم اتخاذه لدرء وتصحيح هذا الخطأ، ولن يستقيم الامر دون نشر ماتم اتخاذه من اجراءات للمحاسبة علي خطأ شخصي اصاب مجموعا، غير كامل وغير راضي عن تحمل لمثل هذه الاخطاء الشخصية، ان تفوه اي عضو من اي جماعة دون تفويض من المجموع او من الجماعة بأن هذا هو موقف أو رأي يعبر عن المجموع »فالمفوه وما تفوه به« يعبر عن شخصه وعن صميم فكره »وعلامه« أو ثقافته، وهذا يجب ان يحاسب ايضا عليه طالما انه متبويء لمركز أو محتل كرسيا، معبرا عن تجمع انتخبه او أنابه عنهم للحديث، وبالتالي فهو شخصية عامة، مع »الاعتذار لمضمون هذا التعبير«، ومع ذلك فإن ما تستسيغه المعارضة »وما تمضغه« صحف وأقلام وفضائيات عما بدر من بعض اعضاء بالحزب الوطني عن إطلاق الرصاص علي المتظاهرين او سبب المعتصمين امام مجلس الشعب، او الاشارة باليد تدليلا علي عدم الاكتراث أو السبب بالاشارة، كل هذه التصرفات غير اللائقة وغير المسئولة، والتي عبر عنها السيد جمال مبارك في قرية »داماص« الاسبوع الماضي بقوله بأن تلك التفوهات مرفوضة وتتنافي مع أخلاقيات حزب الاغلبية، وإذا بررها أحد فهذا معناه اننا نفتقد المصداقية. وكذلك لا يمكن بحال من الاحوال ان تبرر نخب مصرية مثل هذا الحدث مهما كان اتجاهها السياسي، والحزب الوطني من جهة أخري هو أكبر الاحزاب السياسية من ناحية التجمعات التي تنتمي اليه من نخب هذه الامة ومثقفيها ورجال اعمالها وتجارها وصناعها وعمالها وموظفيها، فليس من المعقول ان نقف مع خارج عن القانون او متعد علي الحق او فاسد او مرتش فليس من سمات الكرام والكبار والمسئول عن إدارة أمة، ان يغمض عينه عن مثل هذه العاهات الاجتماعية. ولعل من حق الناس ان تعلم بجانب التصريحات غير القابلة لمثل هذه التصرفات بآليات المحاسبة الحزبية التي تتم بشأن الخروج عن اللياقة والآداب وكذلك المنهج السياسي للحزب الوطني الديمقراطي!!