«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبهة علماء الأزهر: لا عذر لنظام يدعي الانخداع بالصهاينة بعد طول تاريخهم في النذالة
نشر في الشعب يوم 20 - 01 - 2010

أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا وضحت فيه الموقف الصحيح الذى ينبغى على المسلم حاكم ومحكوم اتخاذه من أعداء الأمة وأعداء الإنسانية ممن اتسموا واشتهروا بالغدر والخيانة والهمجية.

ونبه البيان إلى ضرورة أن يعلم الحكام "المسلمون" كتاب الله ويعملوا بأحكامه، خاصة إذا اعتمدوا فى اتخاذ قراراتهم على السبل الشرعية التى يدلهم إليها علماء الدين الحقيقيون و"الحقيقون" بصدارة الفتوى وأداء المشورى لهؤلاء الحكام "المسلمين".

وندد البيان بعلماء السوء الذين ضلوا وأضلوا واستهجن تعاميهم عن الحق واتباع الهوى، سواء هوى الحكام أو هوى أنفسهم الأمارة بالسوء، فى إصدار ألفتاوى التى تضر بالأمة وقضيتها، وتنذر بأوخم العواقب وأشدها نكيرا.

ونصحت جبهة علماء الأزهر الجميع حكاما وعلماء ومحكومين باتباع سبيل الرشاد فالله عز وجل علمنا فى كتابه من هم الاعداء الذين يتربصون بالأمة الدوائر، تماما كما حثنا على جهاد الأعداء وتدبر أسباب القوة لردع حلفاء الشيطان، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (الملك 14).

نص البيان
في جرائم حصار مصر وبيع أحشائها وترابها وفساد علماء السوء فيها‏..
لا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة

فهم مع حلفائهم على الدوام "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ" (التوبة:10). فلا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة، ولا لجماعة في ادعاء السلامة لهم أو الاغترار بأمرهم بعد ما اشتهر من أمرهم وافتضح من سرائرهم، فكيف إذا كانوا قريبي العهد بالغدر لهؤلاء وأولئك وارتكاب المجازر في أبنائهم وفلذات أكبادهم في سيناء ومدن القنال وبحر البقر وغيرها وغيرها؟

لا يزالون كما قال الله تعالى وقالت الأحداث فيهم وفي صنائعهم ( هم العدو فاحذرهم).

إن حكم الحاكم كما قال صلى الله عليه وسلم " لا يُحِلُّ حراما ولا يحرم حلالا" فمهمة الحاكم في دين الله هي نصرة الشرع ،ورفع راية الحق، وقطع النزاع في مواطن الخلاف بشرع الله، فإن خرج في إدارته على تلك الضوابط فلا طاعة له في المعصية فضلا عنها إذا كانت تلك المعصية جريمة وقعت منه جهارا أو سعي لتقنينها على رؤوس الأشهاد، إنه حينئذ يُلْزِمُ الشارعُ الحكيمُ الأمةَ كلها بمراجعة أمرها معه مراجعة تتبرأ بها من صنيعه أمام الله وأمام التاريخ ، فإن في السكوت عليه والحال كذلك جريمة أخرى تتبعها جرائم تنذر بنزول العذاب المحيط، والمحق المهين.

الأمر بالمعروف
يقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " إن أول ما نزل النقص على بني إسرائيل أن الرجل منهم كان يلقى الرجل على معصية الله فيقول يا هذا اتق الله ودع ما أنت فيه فإنه لا يحل ذلك، فإذا لقيه من الغد على حاله لم يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وطعيمه وجليسه، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم".

ثم قال صلى الله عليه وسلم" بلى والله لتأمُرُنَّ بالمعروف،ولتنهون عن المنكر، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم" ثم تلى قول الله سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"، "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"، "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة 79 :81).

حرمات الله
إن الغيرة على حرمات الله وحقوق العباد وكرامة الأمة هي قوام هذه الأمة، وهذه الغيرة لا تتحقق إلا بالشعور بالتكليف المباشر نحو صيانتها ، والدفاع عنها للنجاة من سخط الله، وهذا لا يتأتى بغير الإيمان الصحيح ، ومعرفة تكاليفه، والقيام بحقه، . فإن العصيان والعدوان يقعان في كل المجتمعات من المنحرفين، والأرض لا تخلو من الشر، والمجتمع لا يخلو من الشذوذ، لكن طبيعة المجتمع الصالح لا تسمح للشر أن يصبح عُرفا ،ولا للمنكر أن يكون معروفا، ولا للانحراف أن يصير سهلا يجترئ عليه كل من يَهُمَّ به ،فإذا صار الأمر كذلك فقد تُوُّدِّع من تلك الأمة واستحقت عظيم الجزاء من العذاب المهين.

أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه،فإذا فعلوا عذَّب الله العامة والخاصة".

سوء المصير
وإن هذه البلادة التي تبدت من كثيرين تجاه جريمة العصر، جريمة إمداد عدو الله والإنسانية بأحشاء مصر على النحو الذي ذاع واشتهر لها، هذه البلادة التي تبدت في ضعف المدافعة لها، بل والتبرير لها من البعض، والمظاهرة عليها من علماء السوء؛ كل ذلك مهَّدَ للجريمة الأشنع جريمة الحصار لإخواننا الثابتين على حقهم وحق الأمة لصالح عدوهم وعدونا، الأمر الذي من شأنه أن يُدخِل الأمةَ كلها المدخل المشين المهين ويؤهلها لهذا المصير المحتوم ونحن غافلون عن سوء المصير " ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم".

وإن مقدمات هذا المصير قد حلَّت وألمَّت بعد أن وقعت تلك الجرائم الآخذة والمنذرة بعذاب الاستئصال الزاحف ولا نجد من أولي الرأي والبأس غير رجل واحد يستهدف الأخطار ويقف وحده في الميدان – نعني السفير المستشار إبراهيم يسري ، والإجراء المناسب لتلك الجريمة هو النهضة الجماعية لها من أمتنا نهضة تستهدف الجريمة في تشعباتها وامتداد جذورها حتى تقتلع أصولها ،وتذهب بأصحابها ومن عاونوهم إلى ساحات المؤاخذة الشديدة والحساب العسير؛ بدلا من هذا الخمول الذي يأذن لنيران الخيانة باشتداد لهيبها واستئصال ما بقي لنا من معالم الوجود.

تغابى علماء السوء
لقد لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، والتناهي عن المنكر والتنادي عليه هو دليل بقاء العافية في الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يغاير الدعوة ،التي هي بيان، فإن الأمر والنهي سلطان، فإذا ذهب عن الأمة هذا السلطان ذهبت هي كذلك عن ميادين الكرامة والشرف إلى سوء المصير! ، فماذا يستحق الأنذال في شرع الله الذين لا يزالون يُرِّوجون للجريمة فينا ويتولون أمر تسويغها والدفاع عنها ممن كان يرجى منه أن يكون أول المطاردين لها .

ثم نجد من المحسوبين على علماء الأمة من لا يزال يتغابى عن تلك الجرائم بل ومن يناصر المجرمين فيها بالخدائع الحقيرة والمواقف المهينة دون أدنى نكير.

لقد تولى اليهود من قبل، وقد كانوا اهل كتاب، تولوا الذين كفروا ، وسارعوا في مرضاتهم، وألَّبوهم على إخوانهم، وعلى أهل الهدى من المسلمين حتى قال الله جل جلاله فيهم "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

وقال جل جلاله "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً" (النساء:50)، فهل قصّر علماء السوء ومجمع البحوث أخيرا في شيء من ذلك؟ لقد تولوا الذين كفروا كما فعل اليهود، حتى ساغ له أن يقبض بكلتا يديه على معصم قاتل أطفالنا ومدمر بيوتنا ومنتهك أعراض المسلمين في قانا وغيرها وذلك لأن الصبَّ تفضحه عيونه، قبض بكلتا يديه على معصم إمام الشياطين استحسانا وهياما وإعجابا، فلما افتضح أمره اعتذر بما أرداه في أعين كل ذي عين وبصيرة ،ثم تناصر معهم بمجمعه ضد دينه وضد عباد الله المستضعفين من أشقائنا وإخواننا في العروبة والإنسانية والإسلام، كما تناصروا وجادلوا بالباطل من قبل ليدحوا به الحق على وفق ما صنع أسلافهم من جدال فدخلوا مدخلهم على ما قال الله تعالى "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

مجمع البحوث "الإسلامية"
إن الذين كفروا من بني إسرائيل هم الذين حرَّفوا كتبهم المنزلة ، وكبار أعضاء المجمع الذين أسلموا – ولا ندري وإن كنا نخال وندري لمن- قالوا بأنهم يؤمنون إيمانا شديدا بالعقيدة المسيحية داخل مصر وخارجها، تلك العقيدة التي قال فيها الله من قبل "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، ثم قال لهم ولإخوانهم من أعضاء المجمع الذين أعلنوا إيمانهم بعقيدتهم "قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة:17).

من في الأرض جميعا ومنهم أعضاء هذا المجمع. وقال جل جلاله "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، وأكذبهم اللهُ تعالى وأكذب علماء المجمع بقوله "وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (المائدة:72) .

ثم تجارى أعضاء المجمع في هوى اليهود وأشياعهم لما سوَّغوا بالخديعة غير المبررة حصار مصر عن شرفها بحصارها لإخوانهم في العروبة والإنسانية والإسلام بدعوى أن من حق مصر الدفاع عن أمنها القومي؛ فأخرجوا بذلك إخواننا المحاصرين بغزة المدافعين بوقفتهم المشرفة عن عرض الأمة وشرفها أخرجوهم عن عمد من معالم القوم ومن حق الأمن الذي هو فريضة مفترضة على جميع المسلمين للمسلمين وللمستضعفين من غير المسلمين يقاتلون عنه ويدفعون "وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً" (النساء:75).

فإذا بالمجمع يقلب هذا الحق ويجعل أهله هم اليهود الذين يذوب في حبهم اليوم شيخه ، وهذا المجمع لم ينطق إلى اليوم ببنت شفة بحق بيع أحشاء مصر وأرضها لليهود ،بل ودعم حكومة مصر لخزانة بني صهيون بفروق الأسعار التي فاقت الملاين من الدولارات يوميا [ 13 مليون دولارا ونصف المليون يوميا قيمة الدعم المصري للخزانة الصهيونية من فارق أسعار الغاز ناهيك عن الخمسمائة مليون دولارا التي انتهبها سياج بمؤامرة دنيئة من أراض سيناء المباركة].

تحليل الباطل وتحريم الحلال
لقد كان من سمة المجتمعات الفاسدة والتي استحقت الانهيار هو سكوت القائمين على أمر الشريعة والعلم الديني عما يقع في المجتمع من إثم وعدوان ، وهذا ما يدل عليه قوله تعالى "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، لكن علماء السوء فينا لم يكتفوا بالسكوت عن الضلال حتى روَّجوا له، ونشطوا فيه ، وسارعوا نحوه خدمة له حتى صارت تلك الجرائم بسعيهم جرائم تحمل الطابع الاجتماعي ،وصار بجهدهم الحق باطلا والباطل حقا.

وبذلك يكون هذا المجمع بهذا وبغيره مما سبق له وعرف عنه من مثل إباحة فوائد البنوك، ومحاربة معالم الشرف والعفاف في الحجاب والنقاب،، وتسويغه ومباركته للقوانين غير الشرعية التي تُحادِّ الله ورسوله،ومطاردته للمؤسسات الدينية وحمايته لجمعيات الإلحاد والتنصير، نقول:

لهذا وغيره :
يكون هذا المجمع قد ارتكب من جرائم أهل الكتاب ومجامعهم السابقة عليه ما يلي:

أولا: جريمة التحريف كما حرّف بنو إسرائيل.

ثانيا: جريمة التغابي عن معالم الجرائم ومواطن الفجور التي تعيث في الأرض فسادا.

ثالثا: جريمة التسويغ والتبرير لجرائم ذوي النفوذ في الأمة و السلطان. حتى صاروا كما قال الله تعالى فيهم (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً)( وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) النساء: من الآية 160: 161 )

رابعا: جريمة المباشرة لكثير من الجرائم والتي ليس أعظمها الثناء على إجرام بعض المجرمين حتى ولو كانت الجريمة تتعلق بكتاب الله رب العالمين ودينه، وذلك كما جاء في ثناء رئيس هذا المجمع على كتاب الهيروغليفية تفسر للقرآن الكريم بقوله الممهور بتوقيعه " إنه جهد يذكر فيشكر".

مع أن مؤلف هذا الكتاب يقول في صفحاته إن معنى قوله تعالى "ن والقلم" هي الانحطاط والتبلد، وأن نبي الله هارون كان لا يهتم بتوحيد القوم للخالق، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو شاكٌّ مرتاب، يميل بهواه أو يميل به الهوى، [ الكتاب نفسه ص 120، 121] ويراجع التقرير المقدم للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة من فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد تحت عنوان" إبطال مزاعم الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم"

هذا هو الجهد الذي شكره غما هذا المجمع ورئيسه.

قارئ فاجر
وعليه.. يكون قد أصبح من المفروض شرعا على علماء الأمة كلها بعد أن أصبح دينهم مستهدفا ممن كان ينبغي أن يكون أحرص الناس عليه وجب عليهم ما وجب على أنبياء بني إسرائيل من قبل نحو هذا المجمع قياما بحق الوراثة النبوية فيهم، فإن أنبياء بني إسرائيل الذين أُرْسلوا لهدايتهم وإنقاذهم هم الذين تولوا أمر الدعاء علي المبدلين والمتآمرين باللعنة والطرد من هداية الله، رحمة بعباد الله وغيرة على شرع الله ،فإنه " لا خبيث أخبث من قارئ فاجر" كما جاء عن أبي داود السجستاني.

وليكن من دعائنا من اليوم على المنابر وفي الصلوات والدروس حتى نستنقذ أنفسنا من سوء المصير الذي أعده الله للمجرمين ،وللساكتين وللمروجين، ويعصمنا الله من مصير الهالكين: يكون الدعاء على مثل هذا :

يارب
إلى من سواك نرفع أكف ضراعتنا لديننا ولأمتنا ولعبادك المستضعفين المحاصرين الذين تكالبت عليهم شياطين الإنس والجان؟
يارب
عمَّ الخراب حتى جف الضرع ؛ويبس الزرع ،وخرب العامر؛ ولم يبق بعد المكر السيئ من علماء السوء إلا أن نُساق مساق النعاج معهم إلي مواطن الذل والصغار.

فإلى من تكلنا ونحن عبادك؟ إلى ساسة خانوا وأمنوا مكرك، أم إلى علماء سوء غدروا و سوَّغوا وغرَّهم منك طول حلمك عليهم، أم إلى عدو ملكته أمورنا، أم إلى قريب يتجهمنا؟

إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أرجى لنا،نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا مع علماء السوء سخطك، أو يحل علينا غضبك ،لك العتبى حتى ترضى، ندعوك بما دعا به نوح عليه السلام عند الشدة "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ" (القمر:10)، فاستجبت له ، ونرجو عاجل رحمتك كما عاجلته بعد دعوته يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، يارب وقد أوشك عبادك المستضعفون في غزة أن يُحاط بهم ولم يعد لنا ولهم سواك، يارب لا يغلبن صليب المجرمين ومُحالهم أبدا محالك.

يارب
و ندعوك بدعوة موسي عليه السلام "رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" (يونس: من الآية88).

ويا رب
ندعوك بدعوة أيوب وقد قال "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الانبياء: من الآية83) وبحق نور وجهك قد نزل بنا أشد مما نزل به وأنت الرءوف الرحيم.

يارب
وندعوك بدعوة يونس عليه السلام إذ ذهب مغاضبا "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الانبياء: من الآية87)، ونحن نقولها أمام عزة وجهك بقوله وعلى مثل قلبه ،وأنت العزيز الذي لا يغلب جنده، الرحيم الذي لن يسلم للذل عياله.

يارب
وقد قدَّرت لنا أن نكون بالإيمان أعزة فلا تكلنا إلى غيرك، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم إن علماء السوء قد غدروا بخلقك،ونقضوا عهدك، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ،فافرق بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاصلين.

يارب
ووفق قضاة الإدارية العليا فيما هو معروض عليهم من قضية بيع أحشائنا لعدونا واجعل منهم عونا ونصيرا لعبدك إبراهيم يسري، واشرح صدورهم أن يختاروا جانبك جانب الحق لأنفسهم وأمتهم وذراريهم ،وكرِّه إليهم ما وقع فيه غيرُهم ممن استجابوا لعدوك وعدونا فينا فطاردونا فيك وأطاعوا سادتهم وكبراءهم فينا .

وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

صدر عن جبهة علماء الأزهر في 3 من صفر 1431ه الموافق 18 من يناير 2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.