أبو المحاسن: مرحلة جديدة في الحياة السياسية وعودة المواطن كمحرك رئيسي    حصاد وزارة التخطيط والتعاون الدولي.. أبرز تطورات الشراكة المصرية الآسيوية خلال 2025    محافظ الأقصر يفتتح مدارس ومنشآت تعليمية بالزينية    القوات الخاصة العراقية تستعد لتسلم مواقع "التحالف الدولي" ب"عين الأسد"    حصاد الزمالك في 2025| بطولة وحيدة وثلاث صدمات ومشهد ضبابي    حصاد 2025| نتائج مخيّبة ل كهرباء الإسماعيلية.. ودع الكأس ويصارع الهبوط    حصاد 2025| حرس الحدود في المنطقة الدافئة بالدوري.. وينافس في كأس مصر    الداخلية تستجيب لمناشدة أب وتضبط المتهمة بقتل ابنته في الغربية    فوضى في امتحان البرمجة لليوم الثاني ..وأولياء الأمور : فشل وإهمال واستهتار بمستقبل الطلاب    بشرى سارة لأهالي أبو المطامير: بدء تنفيذ مستشفي مركزي على مساحة 5 أفدنة    جامعة العاصمة تنظم الاحتفالية السابعة للبحث العلمي لعام 2025    المحكمة العربية للتحكيم تطلق ملتقى الوعي الوطني لشباب الصعيد    إنجازات التجديف في 2025، ميدالية عالمية ومناصب دولية وإنجازات قارية    الحكم على 60 معلمًا بمدرسة بالقليوبية بتهمة ارتكاب مخالفات مالية وإدارية    وزير المالية: خفض80 دولارًا من «مقابل الميكنة» عن كل شحنة جوية واردة    القبض على المتهم بتهديد فتاة رفضت أسرتها زواجها منه بالقاهرة    رئيس جامعة المنوفية يتابع امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية العلوم    بيت الزكاة والصدقات يعلن دخول القافلة الإغاثية 13 لغزة عبر منفذ رفح فجر اليوم    باحثة سياسية تكشف أبرز السيناريوهات المحتملة للمشهد السياسي في لبنان    مستشفى إبشواي المركزي بالفيوم يطلق مبادرة "المضاد الحيوي ليس حلا"    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وأصلح ولاتتبع سبيل المفسدين 000؟!    محافظ الدقهلية: دراسة تطوير منزل أم كلثوم بمسقط رأسها    ذات يوم 31 ديسمبر 1915.. السلطان حسين كامل يستقبل الطالب طه حسين.. اتهامات لخطيب الجمعة بالكفر لإساءة استخدامه سورة "عبس وتولى" نفاقا للسلطان الذى قابل "الأعمى"    البنوك إجازة في أول أيام 2026 ولمدة 3 أيام بهذه المناسبة    أبرز إيرادات دور العرض السينمائية أمس الثلاثاء    محمود عباس: الدولة الفلسطينية المستقلة حقيقة حتمية وغزة ستعود إلى حضن الشرعية الوطنية    تصعيد إسرائيلي شمال غزة يدفع العائلات الفلسطينية للنزوح من الحي الشعبي    مدبولي يوجه بسرعة الانتهاء من الأعمال المتبقية بمشروعات «حياة كريمة»    مجلس الوزراء: تراجع ديون شركات النفط الدولية تدريجيا 2025 بفضل الخطة المالية    اجتماع مفاجئ بين الرئيس السيسي والقائد العام للقوات المسلحة    البدوى وسرى يقدمان أوراق ترشحهما على رئاسة الوفد السبت    وزارة الصحة: صرف الألبان العلاجية للمصابين بأمراض التمثيل الغذائى بالمجان    الأرصاد: طقس شديد البرودة صباحًا ومائل للدفء نهارًا    ضبط 393 متهمًا وكمية ضخمة من المخدرات والأسلحة في حملات أمنية    رابط التقديم للطلاب في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2026/2027.. يبدأ غدا    ضبط 150 كيلو لحوم وأحشاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي ببنها    إصابة 8 عاملات في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية بالبحيرة    «حافظ على نفسك»    الرقابة المالية تقر تجديد وقيد 4 وكلاء مؤسسين بالأنشطة المالية غير المصرفية    برنامج " لا أمية مع تكافل" يسلم 100 شهادة محو أمية للمستفيدين بالمناطق المطورة    برلمانى: قرار المتحدة للإعلام خطوة شجاعة تضع حدا لفوضى التريند    الإثنين.. مؤتمر صحفي للكشف عن تفاصيل مهرجان المسرح العربي    نور النبوى ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى على Watch it اليوم    المركز القومي للمسرح يطلق مبادرة.. 2026 عام الاحتفال بالفنانين المعاصرين    إوعى تقول: مابصدقش الأبراج؟!    إسرائيل تصطاد في "الماء العكر".. هجوم رقمي يستهدف السعودية بعد أزمة الإمارات بين لجان "الانتقالي" و"تل أبيب"    عضو اتحاد الكرة: هاني أبوريدة أخرج أفضل نسخة من حسام حسن في أمم إفريقيا بالمغرب    «عزومة» صلاح تبهج بعثة منتخب مصر في المغرب    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 31ديسمبر 2025 فى المنيا    وزارة التعليم الفلسطينية: استشهاد 7488 طالبا جراء العدوان الإسرائيلي منذ بداية 2025    استهدف أمريكيين أصليين وخط مياه.. تفاصيل فيتو ترامب الأول بالولاية الثانية    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بحلول العام الميلادي الجديد    محافظ أسيوط: عام 2025 شهد تقديم أكثر من 14 مليون خدمة طبية للمواطنين بالمحافظة    هجوم روسي بطائرات مسيّرة على أوديسا يُصيب 4 أشخاص بينهم أطفال    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    الدوري السعودي - مدرب الاتفاق: حصلنا عل نقطة من فم الأسد.. وفينالدوم لعب وهو محترق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبهة علماء الأزهر: لا عذر لنظام يدعي الانخداع بالصهاينة بعد طول تاريخهم في النذالة
نشر في الشعب يوم 20 - 01 - 2010

أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا وضحت فيه الموقف الصحيح الذى ينبغى على المسلم حاكم ومحكوم اتخاذه من أعداء الأمة وأعداء الإنسانية ممن اتسموا واشتهروا بالغدر والخيانة والهمجية.

ونبه البيان إلى ضرورة أن يعلم الحكام "المسلمون" كتاب الله ويعملوا بأحكامه، خاصة إذا اعتمدوا فى اتخاذ قراراتهم على السبل الشرعية التى يدلهم إليها علماء الدين الحقيقيون و"الحقيقون" بصدارة الفتوى وأداء المشورى لهؤلاء الحكام "المسلمين".

وندد البيان بعلماء السوء الذين ضلوا وأضلوا واستهجن تعاميهم عن الحق واتباع الهوى، سواء هوى الحكام أو هوى أنفسهم الأمارة بالسوء، فى إصدار ألفتاوى التى تضر بالأمة وقضيتها، وتنذر بأوخم العواقب وأشدها نكيرا.

ونصحت جبهة علماء الأزهر الجميع حكاما وعلماء ومحكومين باتباع سبيل الرشاد فالله عز وجل علمنا فى كتابه من هم الاعداء الذين يتربصون بالأمة الدوائر، تماما كما حثنا على جهاد الأعداء وتدبر أسباب القوة لردع حلفاء الشيطان، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (الملك 14).

نص البيان
في جرائم حصار مصر وبيع أحشائها وترابها وفساد علماء السوء فيها‏..
لا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة

فهم مع حلفائهم على الدوام "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ" (التوبة:10). فلا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة، ولا لجماعة في ادعاء السلامة لهم أو الاغترار بأمرهم بعد ما اشتهر من أمرهم وافتضح من سرائرهم، فكيف إذا كانوا قريبي العهد بالغدر لهؤلاء وأولئك وارتكاب المجازر في أبنائهم وفلذات أكبادهم في سيناء ومدن القنال وبحر البقر وغيرها وغيرها؟

لا يزالون كما قال الله تعالى وقالت الأحداث فيهم وفي صنائعهم ( هم العدو فاحذرهم).

إن حكم الحاكم كما قال صلى الله عليه وسلم " لا يُحِلُّ حراما ولا يحرم حلالا" فمهمة الحاكم في دين الله هي نصرة الشرع ،ورفع راية الحق، وقطع النزاع في مواطن الخلاف بشرع الله، فإن خرج في إدارته على تلك الضوابط فلا طاعة له في المعصية فضلا عنها إذا كانت تلك المعصية جريمة وقعت منه جهارا أو سعي لتقنينها على رؤوس الأشهاد، إنه حينئذ يُلْزِمُ الشارعُ الحكيمُ الأمةَ كلها بمراجعة أمرها معه مراجعة تتبرأ بها من صنيعه أمام الله وأمام التاريخ ، فإن في السكوت عليه والحال كذلك جريمة أخرى تتبعها جرائم تنذر بنزول العذاب المحيط، والمحق المهين.

الأمر بالمعروف
يقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " إن أول ما نزل النقص على بني إسرائيل أن الرجل منهم كان يلقى الرجل على معصية الله فيقول يا هذا اتق الله ودع ما أنت فيه فإنه لا يحل ذلك، فإذا لقيه من الغد على حاله لم يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وطعيمه وجليسه، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم".

ثم قال صلى الله عليه وسلم" بلى والله لتأمُرُنَّ بالمعروف،ولتنهون عن المنكر، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم" ثم تلى قول الله سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"، "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"، "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة 79 :81).

حرمات الله
إن الغيرة على حرمات الله وحقوق العباد وكرامة الأمة هي قوام هذه الأمة، وهذه الغيرة لا تتحقق إلا بالشعور بالتكليف المباشر نحو صيانتها ، والدفاع عنها للنجاة من سخط الله، وهذا لا يتأتى بغير الإيمان الصحيح ، ومعرفة تكاليفه، والقيام بحقه، . فإن العصيان والعدوان يقعان في كل المجتمعات من المنحرفين، والأرض لا تخلو من الشر، والمجتمع لا يخلو من الشذوذ، لكن طبيعة المجتمع الصالح لا تسمح للشر أن يصبح عُرفا ،ولا للمنكر أن يكون معروفا، ولا للانحراف أن يصير سهلا يجترئ عليه كل من يَهُمَّ به ،فإذا صار الأمر كذلك فقد تُوُّدِّع من تلك الأمة واستحقت عظيم الجزاء من العذاب المهين.

أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه،فإذا فعلوا عذَّب الله العامة والخاصة".

سوء المصير
وإن هذه البلادة التي تبدت من كثيرين تجاه جريمة العصر، جريمة إمداد عدو الله والإنسانية بأحشاء مصر على النحو الذي ذاع واشتهر لها، هذه البلادة التي تبدت في ضعف المدافعة لها، بل والتبرير لها من البعض، والمظاهرة عليها من علماء السوء؛ كل ذلك مهَّدَ للجريمة الأشنع جريمة الحصار لإخواننا الثابتين على حقهم وحق الأمة لصالح عدوهم وعدونا، الأمر الذي من شأنه أن يُدخِل الأمةَ كلها المدخل المشين المهين ويؤهلها لهذا المصير المحتوم ونحن غافلون عن سوء المصير " ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم".

وإن مقدمات هذا المصير قد حلَّت وألمَّت بعد أن وقعت تلك الجرائم الآخذة والمنذرة بعذاب الاستئصال الزاحف ولا نجد من أولي الرأي والبأس غير رجل واحد يستهدف الأخطار ويقف وحده في الميدان – نعني السفير المستشار إبراهيم يسري ، والإجراء المناسب لتلك الجريمة هو النهضة الجماعية لها من أمتنا نهضة تستهدف الجريمة في تشعباتها وامتداد جذورها حتى تقتلع أصولها ،وتذهب بأصحابها ومن عاونوهم إلى ساحات المؤاخذة الشديدة والحساب العسير؛ بدلا من هذا الخمول الذي يأذن لنيران الخيانة باشتداد لهيبها واستئصال ما بقي لنا من معالم الوجود.

تغابى علماء السوء
لقد لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، والتناهي عن المنكر والتنادي عليه هو دليل بقاء العافية في الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يغاير الدعوة ،التي هي بيان، فإن الأمر والنهي سلطان، فإذا ذهب عن الأمة هذا السلطان ذهبت هي كذلك عن ميادين الكرامة والشرف إلى سوء المصير! ، فماذا يستحق الأنذال في شرع الله الذين لا يزالون يُرِّوجون للجريمة فينا ويتولون أمر تسويغها والدفاع عنها ممن كان يرجى منه أن يكون أول المطاردين لها .

ثم نجد من المحسوبين على علماء الأمة من لا يزال يتغابى عن تلك الجرائم بل ومن يناصر المجرمين فيها بالخدائع الحقيرة والمواقف المهينة دون أدنى نكير.

لقد تولى اليهود من قبل، وقد كانوا اهل كتاب، تولوا الذين كفروا ، وسارعوا في مرضاتهم، وألَّبوهم على إخوانهم، وعلى أهل الهدى من المسلمين حتى قال الله جل جلاله فيهم "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

وقال جل جلاله "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً" (النساء:50)، فهل قصّر علماء السوء ومجمع البحوث أخيرا في شيء من ذلك؟ لقد تولوا الذين كفروا كما فعل اليهود، حتى ساغ له أن يقبض بكلتا يديه على معصم قاتل أطفالنا ومدمر بيوتنا ومنتهك أعراض المسلمين في قانا وغيرها وذلك لأن الصبَّ تفضحه عيونه، قبض بكلتا يديه على معصم إمام الشياطين استحسانا وهياما وإعجابا، فلما افتضح أمره اعتذر بما أرداه في أعين كل ذي عين وبصيرة ،ثم تناصر معهم بمجمعه ضد دينه وضد عباد الله المستضعفين من أشقائنا وإخواننا في العروبة والإنسانية والإسلام، كما تناصروا وجادلوا بالباطل من قبل ليدحوا به الحق على وفق ما صنع أسلافهم من جدال فدخلوا مدخلهم على ما قال الله تعالى "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

مجمع البحوث "الإسلامية"
إن الذين كفروا من بني إسرائيل هم الذين حرَّفوا كتبهم المنزلة ، وكبار أعضاء المجمع الذين أسلموا – ولا ندري وإن كنا نخال وندري لمن- قالوا بأنهم يؤمنون إيمانا شديدا بالعقيدة المسيحية داخل مصر وخارجها، تلك العقيدة التي قال فيها الله من قبل "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، ثم قال لهم ولإخوانهم من أعضاء المجمع الذين أعلنوا إيمانهم بعقيدتهم "قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة:17).

من في الأرض جميعا ومنهم أعضاء هذا المجمع. وقال جل جلاله "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، وأكذبهم اللهُ تعالى وأكذب علماء المجمع بقوله "وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (المائدة:72) .

ثم تجارى أعضاء المجمع في هوى اليهود وأشياعهم لما سوَّغوا بالخديعة غير المبررة حصار مصر عن شرفها بحصارها لإخوانهم في العروبة والإنسانية والإسلام بدعوى أن من حق مصر الدفاع عن أمنها القومي؛ فأخرجوا بذلك إخواننا المحاصرين بغزة المدافعين بوقفتهم المشرفة عن عرض الأمة وشرفها أخرجوهم عن عمد من معالم القوم ومن حق الأمن الذي هو فريضة مفترضة على جميع المسلمين للمسلمين وللمستضعفين من غير المسلمين يقاتلون عنه ويدفعون "وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً" (النساء:75).

فإذا بالمجمع يقلب هذا الحق ويجعل أهله هم اليهود الذين يذوب في حبهم اليوم شيخه ، وهذا المجمع لم ينطق إلى اليوم ببنت شفة بحق بيع أحشاء مصر وأرضها لليهود ،بل ودعم حكومة مصر لخزانة بني صهيون بفروق الأسعار التي فاقت الملاين من الدولارات يوميا [ 13 مليون دولارا ونصف المليون يوميا قيمة الدعم المصري للخزانة الصهيونية من فارق أسعار الغاز ناهيك عن الخمسمائة مليون دولارا التي انتهبها سياج بمؤامرة دنيئة من أراض سيناء المباركة].

تحليل الباطل وتحريم الحلال
لقد كان من سمة المجتمعات الفاسدة والتي استحقت الانهيار هو سكوت القائمين على أمر الشريعة والعلم الديني عما يقع في المجتمع من إثم وعدوان ، وهذا ما يدل عليه قوله تعالى "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، لكن علماء السوء فينا لم يكتفوا بالسكوت عن الضلال حتى روَّجوا له، ونشطوا فيه ، وسارعوا نحوه خدمة له حتى صارت تلك الجرائم بسعيهم جرائم تحمل الطابع الاجتماعي ،وصار بجهدهم الحق باطلا والباطل حقا.

وبذلك يكون هذا المجمع بهذا وبغيره مما سبق له وعرف عنه من مثل إباحة فوائد البنوك، ومحاربة معالم الشرف والعفاف في الحجاب والنقاب،، وتسويغه ومباركته للقوانين غير الشرعية التي تُحادِّ الله ورسوله،ومطاردته للمؤسسات الدينية وحمايته لجمعيات الإلحاد والتنصير، نقول:

لهذا وغيره :
يكون هذا المجمع قد ارتكب من جرائم أهل الكتاب ومجامعهم السابقة عليه ما يلي:

أولا: جريمة التحريف كما حرّف بنو إسرائيل.

ثانيا: جريمة التغابي عن معالم الجرائم ومواطن الفجور التي تعيث في الأرض فسادا.

ثالثا: جريمة التسويغ والتبرير لجرائم ذوي النفوذ في الأمة و السلطان. حتى صاروا كما قال الله تعالى فيهم (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً)( وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) النساء: من الآية 160: 161 )

رابعا: جريمة المباشرة لكثير من الجرائم والتي ليس أعظمها الثناء على إجرام بعض المجرمين حتى ولو كانت الجريمة تتعلق بكتاب الله رب العالمين ودينه، وذلك كما جاء في ثناء رئيس هذا المجمع على كتاب الهيروغليفية تفسر للقرآن الكريم بقوله الممهور بتوقيعه " إنه جهد يذكر فيشكر".

مع أن مؤلف هذا الكتاب يقول في صفحاته إن معنى قوله تعالى "ن والقلم" هي الانحطاط والتبلد، وأن نبي الله هارون كان لا يهتم بتوحيد القوم للخالق، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو شاكٌّ مرتاب، يميل بهواه أو يميل به الهوى، [ الكتاب نفسه ص 120، 121] ويراجع التقرير المقدم للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة من فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد تحت عنوان" إبطال مزاعم الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم"

هذا هو الجهد الذي شكره غما هذا المجمع ورئيسه.

قارئ فاجر
وعليه.. يكون قد أصبح من المفروض شرعا على علماء الأمة كلها بعد أن أصبح دينهم مستهدفا ممن كان ينبغي أن يكون أحرص الناس عليه وجب عليهم ما وجب على أنبياء بني إسرائيل من قبل نحو هذا المجمع قياما بحق الوراثة النبوية فيهم، فإن أنبياء بني إسرائيل الذين أُرْسلوا لهدايتهم وإنقاذهم هم الذين تولوا أمر الدعاء علي المبدلين والمتآمرين باللعنة والطرد من هداية الله، رحمة بعباد الله وغيرة على شرع الله ،فإنه " لا خبيث أخبث من قارئ فاجر" كما جاء عن أبي داود السجستاني.

وليكن من دعائنا من اليوم على المنابر وفي الصلوات والدروس حتى نستنقذ أنفسنا من سوء المصير الذي أعده الله للمجرمين ،وللساكتين وللمروجين، ويعصمنا الله من مصير الهالكين: يكون الدعاء على مثل هذا :

يارب
إلى من سواك نرفع أكف ضراعتنا لديننا ولأمتنا ولعبادك المستضعفين المحاصرين الذين تكالبت عليهم شياطين الإنس والجان؟
يارب
عمَّ الخراب حتى جف الضرع ؛ويبس الزرع ،وخرب العامر؛ ولم يبق بعد المكر السيئ من علماء السوء إلا أن نُساق مساق النعاج معهم إلي مواطن الذل والصغار.

فإلى من تكلنا ونحن عبادك؟ إلى ساسة خانوا وأمنوا مكرك، أم إلى علماء سوء غدروا و سوَّغوا وغرَّهم منك طول حلمك عليهم، أم إلى عدو ملكته أمورنا، أم إلى قريب يتجهمنا؟

إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أرجى لنا،نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا مع علماء السوء سخطك، أو يحل علينا غضبك ،لك العتبى حتى ترضى، ندعوك بما دعا به نوح عليه السلام عند الشدة "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ" (القمر:10)، فاستجبت له ، ونرجو عاجل رحمتك كما عاجلته بعد دعوته يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، يارب وقد أوشك عبادك المستضعفون في غزة أن يُحاط بهم ولم يعد لنا ولهم سواك، يارب لا يغلبن صليب المجرمين ومُحالهم أبدا محالك.

يارب
و ندعوك بدعوة موسي عليه السلام "رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" (يونس: من الآية88).

ويا رب
ندعوك بدعوة أيوب وقد قال "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الانبياء: من الآية83) وبحق نور وجهك قد نزل بنا أشد مما نزل به وأنت الرءوف الرحيم.

يارب
وندعوك بدعوة يونس عليه السلام إذ ذهب مغاضبا "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الانبياء: من الآية87)، ونحن نقولها أمام عزة وجهك بقوله وعلى مثل قلبه ،وأنت العزيز الذي لا يغلب جنده، الرحيم الذي لن يسلم للذل عياله.

يارب
وقد قدَّرت لنا أن نكون بالإيمان أعزة فلا تكلنا إلى غيرك، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم إن علماء السوء قد غدروا بخلقك،ونقضوا عهدك، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ،فافرق بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاصلين.

يارب
ووفق قضاة الإدارية العليا فيما هو معروض عليهم من قضية بيع أحشائنا لعدونا واجعل منهم عونا ونصيرا لعبدك إبراهيم يسري، واشرح صدورهم أن يختاروا جانبك جانب الحق لأنفسهم وأمتهم وذراريهم ،وكرِّه إليهم ما وقع فيه غيرُهم ممن استجابوا لعدوك وعدونا فينا فطاردونا فيك وأطاعوا سادتهم وكبراءهم فينا .

وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

صدر عن جبهة علماء الأزهر في 3 من صفر 1431ه الموافق 18 من يناير 2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.