أسعار السمك اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025    ارتفاع أسعار الجملة في اليابان بنسبة 0.2% خلال الشهر الماضي    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025    بوتين يشيد بمقاتلي كوريا الشمالية ويطلع كيم على لقائه المرتقب مع ترامب في ألاسكا    منتخب الشباب يختتم تدريباته لمواجهة المغرب وديا    صافرة أمين عمر تقود مباراة بيراميدز والإسماعيلي    موعد مباراة جيرونا ورايو فاليكانو في افتتاح الدوري الإسباني 2025-2026 والقنوات الناقلة    من هو معلق مباراة باريس سان جيرمان وتوتنهام في السوبر الأوروبي 2025؟    من موعد التدريب إلى أزمة ديانج، سيد عبد الحفيظ يفند أخطاء ريبيرو مع الأهلي (فيديو)    الحماية المدنية تنفذ شاب في انهيار بئر بقنا    ارتفاع عالمي.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 13-8-2025 وتوقعات مهمة لمن يخطط للشراء    عاجل| أمريكا تستعد لتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية    وسام أبو علي يعلق على رسالة كولومبوس كرو بشأن انضمامه للفريق    فرنسا وألمانيا وبريطانيا: سنفرض عقوبات على إيران إذا لم تعد للمفاوضات بحلول نهاية أغسطس    مصطفى كامل ل أنغام: عفا الله عما سلف    تفشي عدوى بكتيرية في فرنسا يحتمل ارتباطها بالجبن الطري    جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 للعاملين بالدولة وجدول الحد الأدنى للأجور    حماس: نثمن جهود الرئيس السيسي في مجمل القضايا.. وعلاقتنا بمصر ثابتة وقوية    الحوثيون في اليمن: تنفيذ عملية عسكرية بست مسيرات ضد أهداف إسرائيلية    وحدة لاستقبال طلبات المستأجرين.. الإسكان توضح تفاصيل المنصة الإلكترونية لحجز شقق الإيجار القديم    رسميًا.. قائمة أسعار الكتب المدرسية لجميع المراحل التعليمية 2025/2026 «تفاصيل وإجراءات الصرف»    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بعد الهبوط العالمي.. قائمة ب10 بنوك    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    المتحدة تُطلق حملة توعية بمخاطر حوادث الطرق للحفاظ على الأرواح    البيت الأبيض: اجتماع ترامب وبوتين فى ألاسكا "تمرين استماع"    خشب المسرح أخده ونزل، لحظة سقوط فنان أسباني شهير أثناء حفله في الأرجنتين (فيديو)    عباس شراقي: بحيرة سد النهضة تجاوزت مخزون العام الماضي    11 لقبًا يُزينون مسيرة حسام البدري التدريبية بعد التتويج مع أهلي طرابلس    نشرة التوك شو| زيارة تاريخية للرئيس الأوغندي لمصر.. و"موسى" يهاجم مظاهرة أمام السفارة المصرية بدمشق    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    نيوكاسل الإنجليزي يعلن التعاقد مع لاعب ميلان الإيطالي    مرشحو التحالف الوطني يحسمون مقاعد الفردي للشيوخ بالمنيا    4 أبراج تفتح لها أبواب الحظ والفرص الذهبية في أغسطس 2025.. تحولات مهنية وعاطفية غير مسبوقة    الشيخ رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله    ما حكم الوضوء لمن يعاني عذرًا دائمًا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ المنيا يقرر تخفيض مجموع القبول بالثانوي العام والفني    للحماية من هبوط الدورة الدموية.. أبرز أسباب انخفاض ضغط الدم    ممنوعة في الموجة الحارة.. مشروبات شهيرة تسبب الجفاف (احذر منها)    الدكتور حسين عبد الباسط قائماً بعمل عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجنوب الوادي    «حماس» تشيد بدور مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية    وزيرا خارجيتي السعودية والأردن يبحثان تطورات الأوضاع في غزة    الفائز بجائزة الدولة التشجيعية ل"البوابة نيوز": نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة خاصة لشباب الفنانين    الحماية المدنية بالغربية تسيطر على حريق هائل نشب بسيارة بالمحلة الكبرى    الحماية المدنية تنقذ أهالي عقار قديم بعد سقوط أجزاء منه بالجمرك    فترة تحمل لك فرصًا كبيرة.. حظك اليوم برج الدلو 13 أغسطس    إبراهيم عيسى يٌشكك في نزاهة انتخابات مجلس الشيوخ: مسرحية (فيديو)    طريقة عمل شاورما اللحم فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهزة    الصحة تشيد بالأطقم الطبية بمستشفيات الشرقية لنجاحها فى إجراء عمليات معقدة    محافظ القليوبية يكرم 3 سائقي لودر لإنقاذ مصنع أحذية من حريق بالخانكة    حبس 5 متهمين اقتحموا العناية المركزة بمستشفى دكرنس واعتدوا على الأطباء    متلبسًا بأسلحة نارية وحشيش.. ضبط تاجر مخدرات في طوخ    للمرة الأولى.. كليات الطب البشري وحاسبات ضمن تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للنظام القديم «ضوابط الالتحاق»    سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين    أكرم القصاص: مصر أكبر طرف يدعم القضية الفلسطينية وتقوم بدور الوسيط بتوازن كبير    البنك العربي الأفريقي الدولي يرفع حدود استخدام البطاقات الائتمانية والعملات الأجنبية للسفر والشراء    كيف أستغفر ربنا من الغيبة والنميمة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبهة علماء الأزهر: لا عذر لنظام يدعي الانخداع بالصهاينة بعد طول تاريخهم في النذالة
نشر في الشعب يوم 20 - 01 - 2010

أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا وضحت فيه الموقف الصحيح الذى ينبغى على المسلم حاكم ومحكوم اتخاذه من أعداء الأمة وأعداء الإنسانية ممن اتسموا واشتهروا بالغدر والخيانة والهمجية.

ونبه البيان إلى ضرورة أن يعلم الحكام "المسلمون" كتاب الله ويعملوا بأحكامه، خاصة إذا اعتمدوا فى اتخاذ قراراتهم على السبل الشرعية التى يدلهم إليها علماء الدين الحقيقيون و"الحقيقون" بصدارة الفتوى وأداء المشورى لهؤلاء الحكام "المسلمين".

وندد البيان بعلماء السوء الذين ضلوا وأضلوا واستهجن تعاميهم عن الحق واتباع الهوى، سواء هوى الحكام أو هوى أنفسهم الأمارة بالسوء، فى إصدار ألفتاوى التى تضر بالأمة وقضيتها، وتنذر بأوخم العواقب وأشدها نكيرا.

ونصحت جبهة علماء الأزهر الجميع حكاما وعلماء ومحكومين باتباع سبيل الرشاد فالله عز وجل علمنا فى كتابه من هم الاعداء الذين يتربصون بالأمة الدوائر، تماما كما حثنا على جهاد الأعداء وتدبر أسباب القوة لردع حلفاء الشيطان، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (الملك 14).

نص البيان
في جرائم حصار مصر وبيع أحشائها وترابها وفساد علماء السوء فيها‏..
لا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة

فهم مع حلفائهم على الدوام "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ" (التوبة:10). فلا عذر لنظام يدعي الانخداع بهم بعد طول تاريخهم في النذالة، ولا لجماعة في ادعاء السلامة لهم أو الاغترار بأمرهم بعد ما اشتهر من أمرهم وافتضح من سرائرهم، فكيف إذا كانوا قريبي العهد بالغدر لهؤلاء وأولئك وارتكاب المجازر في أبنائهم وفلذات أكبادهم في سيناء ومدن القنال وبحر البقر وغيرها وغيرها؟

لا يزالون كما قال الله تعالى وقالت الأحداث فيهم وفي صنائعهم ( هم العدو فاحذرهم).

إن حكم الحاكم كما قال صلى الله عليه وسلم " لا يُحِلُّ حراما ولا يحرم حلالا" فمهمة الحاكم في دين الله هي نصرة الشرع ،ورفع راية الحق، وقطع النزاع في مواطن الخلاف بشرع الله، فإن خرج في إدارته على تلك الضوابط فلا طاعة له في المعصية فضلا عنها إذا كانت تلك المعصية جريمة وقعت منه جهارا أو سعي لتقنينها على رؤوس الأشهاد، إنه حينئذ يُلْزِمُ الشارعُ الحكيمُ الأمةَ كلها بمراجعة أمرها معه مراجعة تتبرأ بها من صنيعه أمام الله وأمام التاريخ ، فإن في السكوت عليه والحال كذلك جريمة أخرى تتبعها جرائم تنذر بنزول العذاب المحيط، والمحق المهين.

الأمر بالمعروف
يقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " إن أول ما نزل النقص على بني إسرائيل أن الرجل منهم كان يلقى الرجل على معصية الله فيقول يا هذا اتق الله ودع ما أنت فيه فإنه لا يحل ذلك، فإذا لقيه من الغد على حاله لم يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وطعيمه وجليسه، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم".

ثم قال صلى الله عليه وسلم" بلى والله لتأمُرُنَّ بالمعروف،ولتنهون عن المنكر، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم" ثم تلى قول الله سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"، "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"، "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"، "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة 79 :81).

حرمات الله
إن الغيرة على حرمات الله وحقوق العباد وكرامة الأمة هي قوام هذه الأمة، وهذه الغيرة لا تتحقق إلا بالشعور بالتكليف المباشر نحو صيانتها ، والدفاع عنها للنجاة من سخط الله، وهذا لا يتأتى بغير الإيمان الصحيح ، ومعرفة تكاليفه، والقيام بحقه، . فإن العصيان والعدوان يقعان في كل المجتمعات من المنحرفين، والأرض لا تخلو من الشر، والمجتمع لا يخلو من الشذوذ، لكن طبيعة المجتمع الصالح لا تسمح للشر أن يصبح عُرفا ،ولا للمنكر أن يكون معروفا، ولا للانحراف أن يصير سهلا يجترئ عليه كل من يَهُمَّ به ،فإذا صار الأمر كذلك فقد تُوُّدِّع من تلك الأمة واستحقت عظيم الجزاء من العذاب المهين.

أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه،فإذا فعلوا عذَّب الله العامة والخاصة".

سوء المصير
وإن هذه البلادة التي تبدت من كثيرين تجاه جريمة العصر، جريمة إمداد عدو الله والإنسانية بأحشاء مصر على النحو الذي ذاع واشتهر لها، هذه البلادة التي تبدت في ضعف المدافعة لها، بل والتبرير لها من البعض، والمظاهرة عليها من علماء السوء؛ كل ذلك مهَّدَ للجريمة الأشنع جريمة الحصار لإخواننا الثابتين على حقهم وحق الأمة لصالح عدوهم وعدونا، الأمر الذي من شأنه أن يُدخِل الأمةَ كلها المدخل المشين المهين ويؤهلها لهذا المصير المحتوم ونحن غافلون عن سوء المصير " ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم".

وإن مقدمات هذا المصير قد حلَّت وألمَّت بعد أن وقعت تلك الجرائم الآخذة والمنذرة بعذاب الاستئصال الزاحف ولا نجد من أولي الرأي والبأس غير رجل واحد يستهدف الأخطار ويقف وحده في الميدان – نعني السفير المستشار إبراهيم يسري ، والإجراء المناسب لتلك الجريمة هو النهضة الجماعية لها من أمتنا نهضة تستهدف الجريمة في تشعباتها وامتداد جذورها حتى تقتلع أصولها ،وتذهب بأصحابها ومن عاونوهم إلى ساحات المؤاخذة الشديدة والحساب العسير؛ بدلا من هذا الخمول الذي يأذن لنيران الخيانة باشتداد لهيبها واستئصال ما بقي لنا من معالم الوجود.

تغابى علماء السوء
لقد لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، والتناهي عن المنكر والتنادي عليه هو دليل بقاء العافية في الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يغاير الدعوة ،التي هي بيان، فإن الأمر والنهي سلطان، فإذا ذهب عن الأمة هذا السلطان ذهبت هي كذلك عن ميادين الكرامة والشرف إلى سوء المصير! ، فماذا يستحق الأنذال في شرع الله الذين لا يزالون يُرِّوجون للجريمة فينا ويتولون أمر تسويغها والدفاع عنها ممن كان يرجى منه أن يكون أول المطاردين لها .

ثم نجد من المحسوبين على علماء الأمة من لا يزال يتغابى عن تلك الجرائم بل ومن يناصر المجرمين فيها بالخدائع الحقيرة والمواقف المهينة دون أدنى نكير.

لقد تولى اليهود من قبل، وقد كانوا اهل كتاب، تولوا الذين كفروا ، وسارعوا في مرضاتهم، وألَّبوهم على إخوانهم، وعلى أهل الهدى من المسلمين حتى قال الله جل جلاله فيهم "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

وقال جل جلاله "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً" (النساء:50)، فهل قصّر علماء السوء ومجمع البحوث أخيرا في شيء من ذلك؟ لقد تولوا الذين كفروا كما فعل اليهود، حتى ساغ له أن يقبض بكلتا يديه على معصم قاتل أطفالنا ومدمر بيوتنا ومنتهك أعراض المسلمين في قانا وغيرها وذلك لأن الصبَّ تفضحه عيونه، قبض بكلتا يديه على معصم إمام الشياطين استحسانا وهياما وإعجابا، فلما افتضح أمره اعتذر بما أرداه في أعين كل ذي عين وبصيرة ،ثم تناصر معهم بمجمعه ضد دينه وضد عباد الله المستضعفين من أشقائنا وإخواننا في العروبة والإنسانية والإسلام، كما تناصروا وجادلوا بالباطل من قبل ليدحوا به الحق على وفق ما صنع أسلافهم من جدال فدخلوا مدخلهم على ما قال الله تعالى "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة:80).

مجمع البحوث "الإسلامية"
إن الذين كفروا من بني إسرائيل هم الذين حرَّفوا كتبهم المنزلة ، وكبار أعضاء المجمع الذين أسلموا – ولا ندري وإن كنا نخال وندري لمن- قالوا بأنهم يؤمنون إيمانا شديدا بالعقيدة المسيحية داخل مصر وخارجها، تلك العقيدة التي قال فيها الله من قبل "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، ثم قال لهم ولإخوانهم من أعضاء المجمع الذين أعلنوا إيمانهم بعقيدتهم "قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة:17).

من في الأرض جميعا ومنهم أعضاء هذا المجمع. وقال جل جلاله "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"، وأكذبهم اللهُ تعالى وأكذب علماء المجمع بقوله "وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (المائدة:72) .

ثم تجارى أعضاء المجمع في هوى اليهود وأشياعهم لما سوَّغوا بالخديعة غير المبررة حصار مصر عن شرفها بحصارها لإخوانهم في العروبة والإنسانية والإسلام بدعوى أن من حق مصر الدفاع عن أمنها القومي؛ فأخرجوا بذلك إخواننا المحاصرين بغزة المدافعين بوقفتهم المشرفة عن عرض الأمة وشرفها أخرجوهم عن عمد من معالم القوم ومن حق الأمن الذي هو فريضة مفترضة على جميع المسلمين للمسلمين وللمستضعفين من غير المسلمين يقاتلون عنه ويدفعون "وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً" (النساء:75).

فإذا بالمجمع يقلب هذا الحق ويجعل أهله هم اليهود الذين يذوب في حبهم اليوم شيخه ، وهذا المجمع لم ينطق إلى اليوم ببنت شفة بحق بيع أحشاء مصر وأرضها لليهود ،بل ودعم حكومة مصر لخزانة بني صهيون بفروق الأسعار التي فاقت الملاين من الدولارات يوميا [ 13 مليون دولارا ونصف المليون يوميا قيمة الدعم المصري للخزانة الصهيونية من فارق أسعار الغاز ناهيك عن الخمسمائة مليون دولارا التي انتهبها سياج بمؤامرة دنيئة من أراض سيناء المباركة].

تحليل الباطل وتحريم الحلال
لقد كان من سمة المجتمعات الفاسدة والتي استحقت الانهيار هو سكوت القائمين على أمر الشريعة والعلم الديني عما يقع في المجتمع من إثم وعدوان ، وهذا ما يدل عليه قوله تعالى "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، لكن علماء السوء فينا لم يكتفوا بالسكوت عن الضلال حتى روَّجوا له، ونشطوا فيه ، وسارعوا نحوه خدمة له حتى صارت تلك الجرائم بسعيهم جرائم تحمل الطابع الاجتماعي ،وصار بجهدهم الحق باطلا والباطل حقا.

وبذلك يكون هذا المجمع بهذا وبغيره مما سبق له وعرف عنه من مثل إباحة فوائد البنوك، ومحاربة معالم الشرف والعفاف في الحجاب والنقاب،، وتسويغه ومباركته للقوانين غير الشرعية التي تُحادِّ الله ورسوله،ومطاردته للمؤسسات الدينية وحمايته لجمعيات الإلحاد والتنصير، نقول:

لهذا وغيره :
يكون هذا المجمع قد ارتكب من جرائم أهل الكتاب ومجامعهم السابقة عليه ما يلي:

أولا: جريمة التحريف كما حرّف بنو إسرائيل.

ثانيا: جريمة التغابي عن معالم الجرائم ومواطن الفجور التي تعيث في الأرض فسادا.

ثالثا: جريمة التسويغ والتبرير لجرائم ذوي النفوذ في الأمة و السلطان. حتى صاروا كما قال الله تعالى فيهم (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً)( وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) النساء: من الآية 160: 161 )

رابعا: جريمة المباشرة لكثير من الجرائم والتي ليس أعظمها الثناء على إجرام بعض المجرمين حتى ولو كانت الجريمة تتعلق بكتاب الله رب العالمين ودينه، وذلك كما جاء في ثناء رئيس هذا المجمع على كتاب الهيروغليفية تفسر للقرآن الكريم بقوله الممهور بتوقيعه " إنه جهد يذكر فيشكر".

مع أن مؤلف هذا الكتاب يقول في صفحاته إن معنى قوله تعالى "ن والقلم" هي الانحطاط والتبلد، وأن نبي الله هارون كان لا يهتم بتوحيد القوم للخالق، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو شاكٌّ مرتاب، يميل بهواه أو يميل به الهوى، [ الكتاب نفسه ص 120، 121] ويراجع التقرير المقدم للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة من فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد تحت عنوان" إبطال مزاعم الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم"

هذا هو الجهد الذي شكره غما هذا المجمع ورئيسه.

قارئ فاجر
وعليه.. يكون قد أصبح من المفروض شرعا على علماء الأمة كلها بعد أن أصبح دينهم مستهدفا ممن كان ينبغي أن يكون أحرص الناس عليه وجب عليهم ما وجب على أنبياء بني إسرائيل من قبل نحو هذا المجمع قياما بحق الوراثة النبوية فيهم، فإن أنبياء بني إسرائيل الذين أُرْسلوا لهدايتهم وإنقاذهم هم الذين تولوا أمر الدعاء علي المبدلين والمتآمرين باللعنة والطرد من هداية الله، رحمة بعباد الله وغيرة على شرع الله ،فإنه " لا خبيث أخبث من قارئ فاجر" كما جاء عن أبي داود السجستاني.

وليكن من دعائنا من اليوم على المنابر وفي الصلوات والدروس حتى نستنقذ أنفسنا من سوء المصير الذي أعده الله للمجرمين ،وللساكتين وللمروجين، ويعصمنا الله من مصير الهالكين: يكون الدعاء على مثل هذا :

يارب
إلى من سواك نرفع أكف ضراعتنا لديننا ولأمتنا ولعبادك المستضعفين المحاصرين الذين تكالبت عليهم شياطين الإنس والجان؟
يارب
عمَّ الخراب حتى جف الضرع ؛ويبس الزرع ،وخرب العامر؛ ولم يبق بعد المكر السيئ من علماء السوء إلا أن نُساق مساق النعاج معهم إلي مواطن الذل والصغار.

فإلى من تكلنا ونحن عبادك؟ إلى ساسة خانوا وأمنوا مكرك، أم إلى علماء سوء غدروا و سوَّغوا وغرَّهم منك طول حلمك عليهم، أم إلى عدو ملكته أمورنا، أم إلى قريب يتجهمنا؟

إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أرجى لنا،نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا مع علماء السوء سخطك، أو يحل علينا غضبك ،لك العتبى حتى ترضى، ندعوك بما دعا به نوح عليه السلام عند الشدة "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ" (القمر:10)، فاستجبت له ، ونرجو عاجل رحمتك كما عاجلته بعد دعوته يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، يارب وقد أوشك عبادك المستضعفون في غزة أن يُحاط بهم ولم يعد لنا ولهم سواك، يارب لا يغلبن صليب المجرمين ومُحالهم أبدا محالك.

يارب
و ندعوك بدعوة موسي عليه السلام "رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" (يونس: من الآية88).

ويا رب
ندعوك بدعوة أيوب وقد قال "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الانبياء: من الآية83) وبحق نور وجهك قد نزل بنا أشد مما نزل به وأنت الرءوف الرحيم.

يارب
وندعوك بدعوة يونس عليه السلام إذ ذهب مغاضبا "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الانبياء: من الآية87)، ونحن نقولها أمام عزة وجهك بقوله وعلى مثل قلبه ،وأنت العزيز الذي لا يغلب جنده، الرحيم الذي لن يسلم للذل عياله.

يارب
وقد قدَّرت لنا أن نكون بالإيمان أعزة فلا تكلنا إلى غيرك، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم إن علماء السوء قد غدروا بخلقك،ونقضوا عهدك، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ،فافرق بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاصلين.

يارب
ووفق قضاة الإدارية العليا فيما هو معروض عليهم من قضية بيع أحشائنا لعدونا واجعل منهم عونا ونصيرا لعبدك إبراهيم يسري، واشرح صدورهم أن يختاروا جانبك جانب الحق لأنفسهم وأمتهم وذراريهم ،وكرِّه إليهم ما وقع فيه غيرُهم ممن استجابوا لعدوك وعدونا فينا فطاردونا فيك وأطاعوا سادتهم وكبراءهم فينا .

وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

صدر عن جبهة علماء الأزهر في 3 من صفر 1431ه الموافق 18 من يناير 2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.